على طول خط المواجهة مع سوريا وبعمق 25 كيلومتراً داخل أراضيها وعلى رقعة انتشار تخطت مساحتها 10 آلاف كيلومتر مربع وسَّع العدو الصهيونى المناطق التى يحتلها من هذا البلد العربى المأزوم الذى عانى ويلات حرب كونية استمرت منذ عام 2011 حتى اليوم، وشهد احتلال الجماعات الإرهابية المسلحة لكامل أراضيه، بعدما أعطى رئيسه بشار تعليمات للجيش بالانسحاب من مواقعه من دون قتال قبل أن يترك لروسيا -التى فر إليها لاجئاً- إعلان تنحيه عن الحكم. السلوك العدوانى الصهيونى -وهو متوقع- تجاوز حد الاجتياح البرى للمناطق الحدودية إلى شن غارات عنيفة شملت كل الأرضى السورية دمر فيها كل قواعد الجيش السورى البرية والبحرية والجوية غير مراكز الأبحاث ومصانع الانتاج الحربى، وكالعادة -التى لم تخرج عن التوقعات- لم تجد عدوانية الكيان من يوقفها ولا حتى من يدينها ويندد بها بالردود المناسبة لحجم الحدث. وليس غريباً ما أقدم عليه جيش العدوان العبرى لا سيما فى غياب أى رادع بل وفى ظل مباركة أمريكية غربية إقليمية وربما ممن هم أقرب من ذلك، فالذى يرتكبه هذا الجيش ويشهده ويتابعه العالم منذ أكثر من العام من أعمال إبادة جماعية وقتل وتجويع وتدمير لكل شيء وأى شيء على أرض غزة وعلى نحو أقل حدة فى لبنان لم يجد من يوقفه أو يأخذ قُبالته إجراءات جدية ليراجع نفسه اليوم قبل العدوان على سوريا والذى يشنه من دون مسوغات سوى أن بوسعه التدمير والقتل واحتلال الأرض من دون أن يلقى أى حساب. أما الغريب حقاً فهو موقف الجماعات المسلحة التى ورغم أنها دخلت دمشق من دون قتال ادعت لنفسها الحق بفرض من يتولى حكومة الانتقال وبالتبعية الحق فى حكم البلاد خلفاً للنظام الساقط، فهذه الجماعات التى دربتها وسلحتها ومولتها دول غربية وإقليمية وشهرت أسلحتها وعتادها فى وجه جيش بلادها وحاربته وذهبت إلى قصف المدنيين الآمنين بشتى أنواع الصواريخ وقذائف المدفعية على مدى 13 عاماً لم تستنفر واحدة منها ولا بعضا من عناصرها لإعلان مقاومة الاجتياح والعدوان الصهيونى. المشهد ينذر بالأسوأ.