أكمل المشروع الكبير حياة كريمة 5 سنوات من عمره. ومع هذا فإن من يذهب إلى قُرى الريف المصرى سواء فى دلتا النيل، أو الصعيد بأماكنه الثلاثة الشمالى والأوسط والجوانى سيكتشف أن المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى: حياة كريمة، قد أنفقت فى مرحلتها الأولى 295 مليار جنيه. تم تدشين مؤسسة حياة كريمة بقرار رقم 902 لسنة 2019 بعد إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسى لمبادرة حياة كريمة لتكون المظلة الرسمية لعمل الشباب المتطوع فى المبادرة لمتابعة المشروع، وتوطين أهداف التنمية المستدامة التى تهدف إلى إيجاد تدخلات فاعلة نحو أحد أهم القضايا المجتمعية والمتمثلة فى توفير الحد الأدنى من الحياة الكريمة لسكان الريف الأكثر احتياجاً فى المناطق الفقيرة والعشوائيات غير المخططة والمناطق البديلة للعشوائيات غير الآمنة والقرى الفقيرة على مستوى جمهورية مصر سعيًا للقضاء على الفقر. كل من عاش سنوات من عمره فى قرية مصرية مثل حالتي، فقد ولدت وعشت سنوات عمرى الأولى فى قرية الضهرية مركز إيتاى البارود محافظة البحيرة، لابد أن يدرك الأهمية البالغة وغير العادية للمبادرة الرئاسية حياة كريمة، التى تحاول تغيير كل ما فى الريف المصرى وصعيدنا المترامى الأطراف إلى الأفضل والأحسن بعد أن عاش سكانه سنوات طويلة - ربما قرونًا - من الإهمال والتهميش وعدم الاعتراف بالمشاكل التى يعانون منها. لدرجة أن المسافة اتسعت بين القرية والمدينة. وأصبح هدف معظم أبناء القرى الهجرة من القرى إلى المدن رغم العناء والتكلفة وتغيير نمط الحياة الذى يحدث لكل من هجر قريته وتركها وهرب إلى المدينة. ولعل القاهرة والإسكندرية وأسيوط أكثر المدن استقبالاً لهؤلاء المهاجرين. وهذا يحدث ابتداء من المدينة الصغيرة التى يوجد فيها المركز وصولاً إلى عاصمة المحافظة ويتركز بشكل أساسى فى النهاية فى القاهرة والإسكندرية وأسيوط كما سبق وأن قلت. يقول القائمون على المشروع إن رسالتهم هى المساهمة فى تنمية الإنسان بالتكافل الرحيم والتدخل السريع طويل المدى لمساندة كل مصرى ومصرية من الأسر الأكثر احتياجًا فى قرى مصر فى كل مناحى الحياة على أن تكون الأولوية لهم تقديم العون لكل الأسر بالرعاية برحمة ولطف ومهنية لتصبح المؤسسة كياناً شاباً رائداً يصل بالمجتمع إلى حالة الرضا، ثم حالة الإنتاج، ثم الاستقلالية الذاتية، ومن ثم الرقى وتحسين مستوى المعيشة وتحقيق الرخاء بما يضمن الحياة الكريمة لهم. وللمبادرة أهداف معلنة: الارتقاء بمستوى كل الخدمات الصحية المقدمة للأسر المستهدفة، التنمية الاجتماعية وتحقيق المساواة الاجتماعية، التنمية الاقتصادية المستدامة التى يتمتع بها كل المحتاجين، تحسين آليات الشراكة والاتصال بين المؤسسة وأجهزة الدولة المحلية والمركزية والجهات المانحة والقطاع الخاص من خلال عدة آليات على المستوى المحلى والإقليمى بل والدولى، مناهضة عمل الأطفال الخطرة والحد من عمليات التسرب من التعليم التى توجد بكثرة فى الريف المصرى، التعبئة المجتمعية والتوعية الإعلامية بأهمية النهوض بالأسر المصرية تعليمياً واجتماعياً واقتصادياً وبيئياً وعمرانياً. ومن الفئات التى يستهدفها المشروع الوطنى الكبير: الأسر الأكثر احتياجاً فى القرى والعزب والكفور الريفية، كبار السن، أصحاب الاحتياجات الخاصة، النساء المعيلات والمطلقات والأرامل، الأيتام والأطفال، الشباب العاطل عن العمل، وأخيراً يأتى دور المتطوعين. أما نطاق المبادرة فيشمل سكن كريم: رفع كفاءة المنازل، وبناء أسقف، وبناء مجمعات سكنية فى القُرى الأكثر احتياجاً، ومد مياه نظيفة وصرف صحى وغاز وكهرباء داخل المنازل، وبنية تحتية كإنشاء مشروعات متناهية الصغر ووصول دور التعاونيات الإنتاجية إلى القرى، كذلك خدمات طبية: مثل تشييد مستشفيات ووحدات صحية وتجهيزها من معدات وتشغيلها بالكوادر الطبية. أيضاً خدمات تعليمية: رفع كفاءة المدارس والحضانات وإعداد الكوادر التعليمية وإنشاء فصول محو الأمية وتلك قضية القضايا بالنسبة للريف المصرى، ثم تمكين اقتصادى: تدريب وتشغيل من خلال مشروعات متوسطة وصغيرة ومتناهية الصغر وإنشاء مجمعات صناعية وحرفية وتوفير فرص عمل. كذلك تدخلات اجتماعية تشمل بناء وتأهيل الإنسان وتستهدف الأسرة والطفل والمرأة وذوى الاحتياجات الخاصة الذين لابد أن يكون فى انتظارهم برامج تناسبهم وتخرجهم من الحالة النفسية التى يعيشون فيها. ثم تدخلات بيئية: جمع القمامة مع بحث سبل تدويرها. إنه ريفٌ جديد يهل على المصريين جميعاً وليس سكان الريف فقط.