داخل مقبرة "نخت آمون" رقم 335، المؤرخة لفترة الرعامسة بدير المدينة، تبرز لوحة فنية مدهشة تسجل معركة أسطورية بين القط "ميو" والثعبان الشرير "عبب". تجسد هذه المواجهة الرمزية الصراع الأبدي بين الخير والشر في المعتقدات المصرية القديمة، حيث يعبر القط عن الإله رع وقدرته على حماية الكون من قوى الشر. * المشهد الفني الرمزي: تمثل اللوحة في مقبرة "نخت آمون" مشهدًا استثنائيًا يُظهر القط "ميو"، الذي يُعتبر رمزًا شمسيًا في مصر القديمة، وهو يواجه الثعبان "عبب" رمز الشر. القط، بشكله المرتبط بالإله رع، يظهر وهو يقتل الثعبان باستخدام السكاكين، في تعبير رمزي عن انتصار الخير والنور على الظلام والشر. * الدلالات الدينية: القط "ميو" يُعد أحد الأشكال ال74 للإله رع كما ورد في كتاب الابتهالات الشمسية. النقش النصي على يمين المشهد يقرأ: "ميو عا خبري رع"، ويعني "القط العظيم خبري رع"، مؤكدًا على ارتباط القط بالإله الشمسي. النص على اليسار يوضح: "عبب خفت إن رع"، بمعنى "أبوفيس عدو رع"، مشيرًا إلى الثعبان كرمز للشر والتحدي ضد النظام الإلهي. * الأهمية الرمزية: في الميثولوجيا المصرية، القط يمثل الشجاعة والحماية الإلهية. وقد ارتبط دوره بقدرته على قتل الثعابين السامة، مما جعله تجسيدًا لرع وهو يواجه "أبوفيس" الذي يهدد العالم بظلمته. يعكس هذا المشهد الجانب الروحي والثقافي للمصريين القدماء، حيث كانوا يرون في هذه المعارك الكونية حماية للكون واستمرارًا للنظام الإلهي. * دير المدينة ومكانة المشهد: تقع مقبرة "نخت آمون" في دير المدينة، الذي كان موطنًا للحرفيين المسؤولين عن بناء مقابر الملوك في وادي الملوك. تحمل هذه المقبرة أهمية خاصة، ليس فقط بسبب مشاهدها الفنية المذهلة، بل لأنها تكشف عن عمق الإيمان والروحانية في حياة المصريين القدماء. تجسد لوحة القط "ميو" والثعبان "عبب" في مقبرة "نخت آمون" مزيجًا مدهشًا من الفن والدين في الحضارة المصرية القديمة. فهي ليست فقط رمزًا للصراع الأبدي بين الخير والشر، بل هي أيضًا شهادة على الإبداع الإنساني والتعبير عن القيم الروحية في العصور القديمة.