«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النسيج المصري.. تراث يواجه التآكل| «التلى» يصل للعالمية.. والكتان يحتاج «نظرة اهتمام»

في العصور القديمة، اعتمدت الصناعات بشكل رئيسى على عدد محدود من الحرف التى ظهرت من الحاجة إلى تلبية متطلبات الحماية والمعيشة، هذه الحرف، مثل الدفاع عن النفس وتوفير مستلزمات الحياة الأساسية، لم تكن مبنية على أسس علمية بل كانت تعتمد بشكل كبير على محاكاة الطبيعة، ومع مرور الوقت، تطورت بالتوازى مع نمو الذوق الفني، لذلك، يمكن القول إن الصناعات سبقت الفن، ثم اندمجتا عندما بدأت البشرية تسعى للرفاهية، مما أدى إلى ظهور الفن التطبيقى كصناعة راقية يلعب فيها الذوق الفنى دورًا محوريًا، فى مصر الفرعونية، ابتكر المصريون القدماء الأقمشة والملابس باستخدام الكتان، واستخدموا الصبغات النباتية لأغراض التلوين مثبتين الألوان باستخدام الشبة.
ومن المعروف أن المصريين القدماء اعتمدوا على الألياف النباتية الخشنة لصنع المنسوجات والضروريات اليومية، حيث استخدموا الكتان وألياف النخيل والحلفا فى صناعة الحبال منذ أقدم العصور، لم تحظَ الألياف الحيوانية بمكانة كبيرة في صناعة الأقمشة، نظرًا لعدم ملائمة صوف الأغنام للغزل واعتباره غير نقي، وقد طور المصريون عبر الأجيال ما ورثوه من أسلافهم ونسجوا خيوطهم فى شكل تحف فنية أصبحت رمزًا للهوية المصرية وصدّروها إلى غالبية دول العالم، وفى الوثيقة التالية، نستعرض أمثلة من أهم الصناعات النسيجية فى محافظات مصر.
◄ «الخيامية».. حرفة المهرجانات والمعارض الدولية
■ كتبت: نادية البنا
حرفة الخيامية من أقدم الحرف التقليدية فى العالم العربي، وتعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافى المصرى، تتمثل هذه الحرفة فى صناعة الخيام والأغطية التى كانت تستخدم فى الماضى للحماية من الطقس، ولكنها تطورت بمرور الوقت لتصبح جزءًا من الفنون التشكيلية الشعبية التى تعكس الهوية الثقافية والفنية للمجتمع المصرى، وذلك ما توارثته أجيال من الحرفيين المتخصصين فى الخيامية.
ويرى الحاج عبد الله الشامى - أحد أقدم صانعى الخيامية - أن أصول حرفة الخيامية تعود إلى العصور الإسلامية، حيث كانت الخيام تستخدم فى الحروب والمناسبات الدينية والاحتفالات، كانت الخيام تُصنع من الخيوط القوية والنسيج السميك، وتزين بالرسومات والنقوش الهندسية التى تحمل رمزية ثقافية ودينية فى مصر، تزامن ظهور حرفة الخيامية مع العصور الإسلامية، حيث كانت تستخدم فى العديد من الفعاليات مثل الاحتفالات والمواسم الدينية، بل وأيضًا فى الحروب التى كانت تتطلب الخيام لتكون ملجأ للجنود.
وأضاف أن هناك نوعين رئيسيين من الخيامية: الخيامية المخصصة للتغطية فى المعسكرات والمناسبات العامة، والخيامية الفنية التى تستخدم فى تزيين الجدران والمنازل، ومن جانبه شدد أبانوب إبراهيم على أهمية الخيامية فى التراث المصري: مؤكدًا أنها تعتبر جزءًا أساسيًا من التراث الشعبى المصرى، حيث تعكس الفنون والحرف التقليدية التى تميز المجتمع عن غيره، وتعتبر من ألوان الفنون التشكيلية التى تستخدم الألوان الزاهية والرسومات المستوحاة من الطبيعة والمعتقدات الدينية، وهذه الحرفة لا تقتصر على كونها صناعة، بل هى وسيلة للتعبير الفنى والثقافي.
وأكد إبراهيم أن تلك الحرفة تراجعت بشكل كبير بسبب التطورات التكنولوجية واستخدام الأقمشة الحديثة والآلات الصناعية، ومع ذلك، فإن العديد من الحرفيين المصريين قد تمكنوا من الحفاظ على هذه الحرفة العريقة، بعضهم ابتكر تصاميم جديدة وجعل الخيامية تُستخدم فى منتجات تزيينية مثل الستائر والمفروشات، إضافة إلى القطع الفنية التى تعرض فى المعارض، على الرغم من التحديات التى تواجه حرفة الخيامية فى العصر الحديث، يرى المهندس حسن شمس الدين صاحب أحد معارض الخيامية بالقاهرة، إن تسويق هذه الحرفة أصبح من أهم الوسائل لضمان بقائها واستمرارها، ولا يقتصر فقط على البيع التقليدى فى الأسواق المحلية، بل يشمل أيضًا التوسع فى أسواق جديدة، سواء داخل مصر أو خارجها، وأحد أهم محاور تسويق الخيامية فى مصر هو التسويق السياحى، ونظرًا للتراث الغنى الذى تحمله الخيامية، فإنها تعتبر منتجًا ثقافيًا جذابًا للسياح، أما على المستوى التجارى الأوسع، فقد شهدت حرفة الخيامية بعض التحولات فى أسلوب تسويقها، يعتمد بعض الحرفيين الآن على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى لتسويق منتجاتهم، مثل إنشاء صفحات على فيسبوك وإنستجرام لعرض التصاميم المختلفة والتفاعل مع الزبائن من جميع أنحاء العالم، هذا ساعد فى جذب فئات جديدة من العملاء الذين لم يكن بإمكانهم زيارة الأسواق المحلية.
بالإضافة إلى ذلك، تمثل المشاركة فى المعارض الفنية والمهرجانات التراثية المحلية والدولية فرصة كبيرة للحرفيين لعرض منتجاتهم، ففى هذه الفعاليات، يتم تنظيم ورش عمل وعروض حية للمشاهدين، مما يتيح لهم تجربة الحرفة بشكل مباشر، وهو ما يسهم فى تعزيز الوعى بهذه الصناعة التقليدية وزيادة الطلب عليها.
◄ الخيمة البدوية.. ملتقى أهل الصحراء
■ كتب: مدحت نصار
تتميز الخيمة البدوية بألوانها الزاهية وتصاميمها المتناسقة، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من حياة البدوى فى الصحراء الغربية، حيث تُستخدم فى المناسبات الاجتماعية المختلفة، وتراثيًا تُعرف بالخيمة البدوية أو بيت الشعر أو بيت الربيع، وتلعب عادةً دورًا هامًا فى استضافة الاحتفالات كالأفراح والسرادقات لاستقبال الضيوف وإقامة مراسم العزاء، مما جعلها جزءًا من التاريخ الصحراوي..
يوضح فرج منصور الجبيهى، وهو أحد المهتمين بالتراث البدوى فى صحراء مصر الغربية، أن الكثير من أهل البادية يعتنون بتحضير الخيمة البدوية التى تعد موروثًا صحراويًا، الخيمة تتكون من مدخل رئيسى و10 قطع كبيرة تربط ببعضها بشرائط طويلة مصنوعة من الوبر. لها 4 جوانب تُعرف بالأروقة، وتُرفع وتُثبت بالسقف بدبابيس خشبية صغيرة، تُعد الخيام من شعر الماعز وتُختار الألوان بشكل تدريجى، يشير طلال الروقى إلى أن ارتباط سكان الصحراء الغربية بالخيمة يعود إلى عملهم فى الرعى، مما يتطلب التنقل فى الصحراء وإقامة الخيم لتوفير الحماية من حرارة الشمس وبرودة الشتاء.
◄ «المفروشات اليدوية».. صناعات من أجل التصدير
■ كتب: محمود مالك
تسعى محافظة أسيوط، بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إلى تعزيز الصناعات اليدوية والنسيجية للمفروشات من خلال الجمعيات الأهلية ومنظمات العمل الأهلى، وقد تمت إقامة وحدتين فى قرية جحدم وأبوتيج لإحياء التراث.
أوضح الشيخ آف سلطان، مؤسس جمعية المحافظة على القرآن الكريم، أن الجمعية أنشأت وحدة متخصصة فى إنتاج المفروشات اليدوية التى تهدف إلى إعادة الحياة لهذه الحرف التراثية عن طريق تدريب الفتيات والشباب على تصنيعها، مما يوفر فرص عمل ويساعد فى تسويق المنتجات المحلية وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وأشار الشيخ سلطان إلى أن الوحدة تعمل بجد منذ سنوات وتتوسع تدريجيًا، لكن هناك حاجة لدعم الدولة فى تسويق المنتجات وتوفير المواد الخام، نظرًا للتكلفة العالية وصعوبة التسويق فى ظل المنافسة غير العادلة وارتفاع أسعار المواد الخام.
وأشار أيضًا إلى أن فكرة إنشاء وحدة المنسوجات جاءت من إدراكهم لتلاشى الحرف اليدوية بسبب نقص الحرفيين الماهرين وارتفاع تكاليف الإنتاج، وقرروا إنشاء وحدة لإنتاج المفروشات والسجاد اليدوى بهدف دعم جهود الدولة فى إحياء التراث والحفاظ عليه، بل وامتدت خطتهم لتشمل التصدير..
وأشار إلى أن تكلفة القطعة الواحدة من المفروشات اليدوية قد تصل إلى 4000 جنيه أو أكثر، وأنهم بدأوا تدريب الفتيات والشباب على التصنيع والنول، يواصلون البحث عن فرص تسويقية من خلال معارض المنتجات الصغيرة والمتوسطة، وتُعَد أسيوط واحدة من الرائدات فى هذا المجال سابقًا، ولم تتوقف جهود إحياء هذه الحرف بفضل دعم الدولة لإنشاء وحدة تنمية صناعة السجاد اليدوى فى أبوتيج، التى تُعتبر الأولى على مستوى الصعيد.
◄ صادرات بمليار دولار.. تصدير «ضفائر الذهب» ب 2000 دولار وإعادة استيرادها ب25 ألفًا!
■ كتب: فوزي دهب - نجوى الفضالي
تُعد قريتا «شبراملس» و«ميت هاشم» بمحافظة الغربية من أهم القرى فى مصر المتخصصة فى زراعة الكتان وتصنيعه وتصديره، حيث يمتهن العديد من أهالى القريتين هذه الصناعة ويصدرون منتجاتهم لدول شرق آسيا وأوروبا، وقد توسعت القريتان فى زراعة الكتان هذا العام نظرًا لارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه، إذ بلغ إجمالى صادرات الكتان العام الماضى مليار دولار بعد أن ازداد الطلب عليه إثر استمرار الحرب فى أوكرانيا، ولأجل ذلك، تم تخصيص مئات الآلاف من الأفدنة لزراعته فى سبع محافظات مختلفة، وتشهد الطرق المؤدية لهاتين القريتين هذه الأيام حركة مكثفة لنقل آلاف الأطنان من الكتان إلى ما يزيد على 70 مصنعًا هناك، مما أكسب القريتين لقب «ملوك زراعة الكتان وتصنيعه فى مصر»، أوضح علاء داوود، صاحب مصنع، أن الكتان يُعد من المحاصيل الهامة التى تدر عائدًا كبيرًا على القريتين وعلى الدولة، لكنه أشار إلى نقص المعدات اللازمة لتصنيعه بالكامل محليًا وتحويله إلى أقمشة، ما يضطرهم إلى تصديره نصف مصنع ك«شعر» ومن ثم استيراده كأقمشة بتكلفة باهظة تصل إلى 25 ألف دولار للطن، بينما يُصدَّر بسعر يبدأ من 1500 إلى 2000 دولار فقط، كما أشار داوود إلى أن تكلفة زراعة الفدان قد ارتفعت إلى 50 ألف جنيه هذا العام، حيث تبدأ عملية الزراعة فى أكتوبر ونوفمبر، ويتم حصاد الكتان فى مارس، ومن هناك، يُنقل إلى المصانع ليُصنَّع جزئيًا ثم يُصدر إلى الخارج.
ومن جانبه، دعا الدكتور الموافى عصر، من محطة بحوث الجميزة، إلى إقامة مصنع لتصنيع الكتان فى المنطقة، وأشار الدكتور أشرف الخولى، أحد أهالى القرية، إلى أهمية حماية نشاط زراعة الكتان الذى يوفر فرص عمل لنحو 100 ألف عامل، ويحقق دخلاً يصل إلى 1000 جنيه يوميًا للعامل الواحد، من جانبه أوضح سيد سنبل، صاحب مصنع، أن زراعة الكتان توسعت من الغربية إلى المحافظات المجاورة بفضل إنتاجيته العالية؛ حيث ينتج الفدان الواحد 4 أطنان من القش داخل الكباسول، أشار أحمد أبو حماد، أحد المنتجين، أن أكبر تحدٍّ هو نقص المعاطن أو المبلات، هناك اعتراضات غير مبررة من الجمعية الزراعية على إنشاء هذه المرافق مما يؤثر على التكلفة العالية لاستخدام الموجود منها، وارتفعت تكلفة استخدام مبلة واحدة من 2000 إلى 20000 جنيه للدور الواحد بالكاد يكفى إنتاج 5 أفدنة فقط، وذكر أبو حماد أنهم مستعدون لدفع أى رسوم أو غرامات للحصول على التراخيص اللازمة بشكل قانونى، وأضاف محمد حلوة، أحد منتجى ومصدرى الكتان، عن ضرورة وجود مركز إطفاء فى القرية لأن أقرب مركز إطفاء يقع فى مركز زفتى، مما يهدد الإنتاج حال نشوب حريق، وشكا حلوة أيضًا من احتكار بعض التجار لسوق الكتان، حيث ارتفع سعر الطن حاليًا إلى 170 ألف جنيه مع ركود السوق، ما يجعل المزارعين الصغار يبيعون بأقل الأسعار.
◄ نسيج أخميم.. يستعيد أمجاده
■ كتب: خالد حسن
أصبحت مدينة أخميم التاريخية مشهورة بالنسيج اليدوى وصناعة الحرير الطبيعى منذ أكثر من 4٫000 عام، فى العقود الأخيرة، تراجعت أهمية هذه الحرفة التراثية بشكل كبير حيث هجرها معظم الحرفيين، مما أدى إلى تهديد المهنة بالاندثار، استجابت محافظة سوهاج لهذا الخطر منذ أكثر من 25 عامًا بوضع خطة شاملة لإحياء هذا التراث العظيم. يروى اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، قصة مهنة النسيج اليدوى فى أخميم موضحًا أنها بدأت منذ أكثر من 4٫000 عام وأصبحت مشهورة عالميًا على مر العصور حتى وصفها البعض بمانشستر ما قبل التاريخ، ويُذكر أن الكهنة فى أمريكا كانوا يحرصون على ارتداء ملابسهم من نسيج أخميم القديم.
وأوضح المحافظ أن منظمة اليونسكو أدرجت النسيج اليدوى فى مصر كجزء من التراث الثقافى غير المادى الذى يحتاج إلى صون عاجل، يشارك أصحاب هذه الحرفة فى عدة معارض دولية فيما يأتى السياح خصيصًا لشراء النسيج اليدوي بسبب جودته العالية وتنوع أشكاله مثل الكوفرتات والمفارش، أنشأت الدولة أول قرية للنساجين بحى الكوثر عام 1995 بمساعدة الحكومة الكندية، واحتوت القرية على 150 وحدة نول لنقل الراغبين فى العمل بصناعة النسيج إليها، فى 2005، أنشأت المحافظة قرية ثانية للنسيج اليدوى تضم 122 وحدة نول أكثر تطورًا، بالإضافة لمناطق سكنية للعاملين فيها، ويواصل عم عبدالصبور أحمد، أحد أقدم النساجين بسوهاج، عمله وحبه للمهنة رغم عدم تعلمه القراءة والكتابة، إنه يرى أن المنتجات التى يصنعها تمثل لوحات فنية يجب أن تُدرس فى المدارس، وأشار إلى أن الكوفرتة السرير أصبحت باهظة الثمن بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام، فيما لا يزال الأهل يفضلون المنتجات اليدوية على المصنعّة لجودتها الفائقة، تحدث ثروت كمال، الحرفى فى حى الكوثر، عن المعوقات التى تواجههم مثل ارتفاع أسعار المواد الخام والتسويق لكنه أشاد بالتعاون الحكومى مؤخراً، بدوره ذكر محمد حمدان الدقيشى، رئيس مؤسسة الفراعنة للتنمية والتطوير والتسويق، التزام الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم هذه الحرفة من خلال توفير 500 نول للشباب، وأوضح أن هذا الدعم يشكل جزءًا من جهود شاملة لتطوير المنتجات وزيادة فرص العمل والحفاظ على التراث الحضارى لأخميم، تؤكد فاتن السيد بخيت من مؤسسة الفراعنة أهمية الجهود المبذولة لحماية هذا التراث وتقوية الدور الاقتصادى لهذه الصناعة التقليدية، وأضافت أن تعاون جهات مختلفة سيكون مفتاح نجاح المبادرات المستقبلية للحفاظ على الحرف التقليدية.
◄ اقرأ أيضًا | في اليوم العالمي للقطن.. «نيت» إلهة النسيج عند الفراعنة ودورها في تراث الحضارة
◄ «عباءة أسيوط».. تحمي من الحسد
■ كتب: محمود مالك
فى أحد شوارع مدينة أسيوط، يجذب شارع «التلي» الأنظار باعتباره رمزًا لمهنة تعود جذورها إلى العصر الفرعونى، وما زالت مستمرة بفضل الأجيال المتعاقبة من أبناء أسيوط، هذه المهنة لم تندثر؛ بل قام فنان تشكيلي محلي ببناء دار متكاملة لتعليمها بدعم من الدولة، وتمت تسمية الشارع نسبةً إليها.. الفنان الشهير سعد زغلول من أكبر الفنانين فى أسيوط، استلهم فكرة إنشاء «بيت التلي» بعد لقائه مع سائحة بريطانية جاءت إلى أسيوط في التسعينيات باحثة عن عباءة نسائية تعود لأزمنة الفراعنة، وأخبرته السائحة أن متحف «فيكتوريا وألبرت» فى لندن يعرض قطعة من عباءة تلى قديمة تمتاز بجمال الفن وبراعة الأداء.
كانت النساء فى أسيوط يقدمن لبناتهن المقبلات على الزواج هدايا تتضمن طرح وعباءات التلى المزينة برموز تعبر عن التفاؤل والسعادة، مثل الشموع والجمال وحقول القصب، لتكون رحلة الزواج محاطة بالتفاؤل والسلامة.. حصل الفنان سعد زغلول على منحة من الصندوق الاجتماعى بقيمة 140 ألف جنيه لتدريب 100 فتاة على فن التلى، تمكن خلال عام واحد من تدريب حوالى 600 فتاة عبر إحدى الجمعيات الأهلية التى لا تقدم المنح للأفراد مباشرة، أسس زغلول جمعية للحرف التقليدية والتراثية بهدف الحفاظ على فن التلى وإحيائه، ويعتبر «بيت التلي» من المعالم التراثية الأساسية فى أسيوط، حيث أنشئ فى عام 1994 بهدف إنقاذ الحرفة من الاندثار.
◄ شيماء تبدع بالرسم على الدبلان والدمور
■ كتبت: أماني عبدالله
شيماء عبدالله، فنانة تشكيلية من الإسكندرية، عشقت الرسم منذ الصغر وكانت الطبيعة هى مصدر إلهامها الأول، استلهمت شيماء حبها للفن من والدتها، التى كانت بدورها تمتلك حساً فنياً وقد شجعتها منذ البداية على متابعة شغفها بالرسم، طوال مراحل دراستها، لاقت رسومات شيماء إعجاب المعلمين، وأصبحت مشاركة فى الأنشطة المدرسية بلوحاتها التى نالت إعجاب الحضور، كان حلم شيماء أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة، لكن الرياح لم تجرِ كما اشتهت، فالتحقت بكلية التربية، قسم رياض الأطفال فى جامعة حلوان، على الرغم من أنها لم تحقق حلمها الأكاديمى، إلا أن دراستها فى قسم رياض الأطفال ساعدتها على تنمية مهاراتها فى الفن من خلال دراسة المهارات الفنية، حيث نفذت العديد من المشاريع والأعمال الفنية التى ميزتها عن زملائها، بعد تخرجها وحصولها على البكالوريوس، توقفت سنوات عدة عن الرسم، لكن شغفها بالفن لم يخبُ، وبعد سنوات من التوقف، شجعها زوجها على العودة للرسم مجدداً، تقول شيماء التحقت بعدد من الدورات التدريبية وحصلت على دبلومة فى الرسم، ما أعاد لى ثقتى ومكننى من استعادة شغفى القديم، واستخدمت خامات وألواناً متنوعة فى أعمالى، مثل أقلام الرصاص وألوان الخشب والألوان المائية، لكنى أفضل الرسم باستخدام الألوان الزيتية على قماش الدبلان والدمور، توضح شيماء أن عملية تحضير القماش تتطلب خطوات دقيقة، بدءًا من قصه وشده على إطار خشبى، ثم تغطيته بمزيج خاص من الغراء الأبيض والبلاستيك بنسب متساوية، والذى يتم تخفيفه بالماء لخلق القوام المناسب، قبل طلاء القماش بفرشاة خاصة لسد المسام، وبعد جفاف القماش يتم سنفرته ليصبح ناعماً وجاهزاً للرسم، وبمجرد الانتهاء من اللوحة، أتركها لتجف ثم أضيف طبقة من الورنيش لحمايتها، لضمان بقاء ألوانها الزاهية ونقاء تفاصيلها.
تقول شيماء عن تجربتها الفنية: «الرسم هو عالمى الخاص الذى أهرب إليه، أجد فيه المتعة وأعشق إظهار التفاصيل والألوان المبهجة». كما أن شيماء تطمح إلى إيصال فنها إلى مستوى العالمية، وقد شاركت بالفعل فى العديد من المعارض الفنية الافتراضية والمناسبات الفنية الكبرى، مثل معارض القاهرة التى لاقت فيها أعمالها قبولاً واسعاً من النقاد والفنانين، ما منحها العديد من شهادات التقدير والدكتوراة الفخرية من أكاديميات عربية ودولية.
◄ غزل الصيد.. مهنة كل الأجيال
■ كتب: محمد عبادي
صناعة شباك الصيد تعد من الحرف التراثية التى تنتقل عبر الأجيال، إذ تتطلب مهارة كبيرة، إتقانًا، وصبرًا، بالإضافة إلى ضرورة صيانتها باستمرار، ورغم دخول الصناعات الحديثة، حيث تحول صنع الشباك من غزل يدوى باستخدام القطن إلى استخدام مواد بلاستيكية جاهزة، يبقى للعمل اليدوى دورٌ مهم، فعلى الرغم من تطور الشباك الحديثة، إلا أنها تحتاج إلى إضافة الخيط الحريرى على طول الشبكة، وتركيب قطع الرصاص لتغوص فى الماء، والعوامات لتطفو على السطح، فى منطقة الجلوس القريبة من قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، التقينا بالحاجة سيدة على عبدالدايم، إحدى أشهر العاملات فى هذه الحرفة، وجدناها تجلس على الأرض، وتغزل بيديها باستخدام قدميها، أخبرتنا أنها تبلغ من العمر 70 عامًا، وأنها تعلمت هذه الحرفة من جدتها منذ أن كانت طفلة بعمر ست سنوات، وكانت تستغل نوم جدتها لتعمل مكانها، وعندما تستيقظ الجدة تصلح ما أفسدته حتى تعلمت المهنة بشكل كامل، ورغم طلب أبنائها بالتوقف عن العمل بسبب مرضها، إلا أنها تعتبر هذه المهنة جزءًا من هويتها وهوايتها التى لا تستطيع التخلى عنها، أوضحت الحاجة سيدة أن الشباك كانت تصنع يدويًا بالكامل فى الماضى، أما الآن فأصبحت العملية أسهل مع وجود الشباك المصنعة فى المصانع، وتبدأ العملية بغرز الشباك وتحديد الحجم المطلوب لكل شبكة، التى تتكون من ثلاث طبقات: الطبقة الوسطى تسمى «البدن» وتحتوى على فتحات صغيرة، بينما الطبقتان الخارجية والداخلية تسميان «السجن» وتحتويان على فتحات أكبر وتُعد صناعة هذه الطبقات الخطوة الأولى فى تجهيز الشباك، وتليها خطوة تثبيت كرات الفلين على طول طرف الشبكة لتطفو على سطح الماء، ثم تثبيت الرصاص «التقل» لتستقر فى قاع البحر، وأخيرًا ربط الجوانب بالحبال لمساعدة الصياد فى جمع الشباك.
◄ «الشباك».. كورنيش الإسكندرية مصنع مفتوح
■ كتبت: عفاف المعداوي
وسط صخب الشارع وأصوات المتنزهين وضجيج الأمواج، والجماهير الراكبة فى الحافلات، يجلس على رصيف الكورنيش بهدوء وتركيز تام، كأن لا شيء يعكر صفو سمعه، يبدأ بحرفية فى إصلاح شباك الصيد التى تضررت، مستخدمًا أدوات بسيطة، وعلى الرصيف المتواضع يجلس.
مع اقتراب وقت صلاة الظهر فى الإسكندرية، ومع سطوع الشمس، يحمل أدواته وينتقل إلى الظل، ليستمر بهدوء فى عمله، يصلح الشباك التى تلفها الشعاب والصخور البحرية.
حينما قاطعته الأخبار أثناء عمله، تحدث بابتسامة عن سر البحر وصنع الشباك..قال: «ورثت صنعة صناعة وصيانة شباك الصيد من والدى وأجدادى، وبدأت العمل فيها منذ أن كنت فى السادسة من عمرى، هذه الحرفة هى مصدر رزقى الوحيد وقد علمتها لأبنائى الثلاثة الذين يعملون فيها الآن، يبدأ يومى مبكرًا بعد صلاة الفجر، حيث أتوجه للشواطئ منتظرًا عودة الصيادين من رحلاتهم قبل بيعهم للصيد.»
أوضح عبد العزيز الجارم قائلاً: «هناك أنواع متعددة من الشباك، فالشباك ذات الفتحات الصغيرة تناسب صيد الأسماك الصغيرة مثل السردين والجمبرى، وهى شائعة فى الصيف، أما الشباك الأكبر فهى مخصصة للأسماك الكبيرة مثل المياس والقاروص وتستخدم فى الشتاء، وتحوى الشباك المتوسطة الأنواع مثل البطاطا والبورى».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.