امتلأت القاعة الرئيسية فى كنيسة قصر الدوبارة عن آخرها بالشباب المتحمس، الفخور بالإنجاز الذى حققه، الممتن لله قبل كل شىء، ثم لهؤلاء الملائكة الذين أرسلتهم السماء ليشدوا يده بقوة وحب، ويخرجوه من بئر سحيقة عاشوا فيها طويلا غائبين، يترنحون فى الظلام. كان «النبيل» الدكتور إيهاب الخراط، صانع تلك المعجزات يقف على المسرح فى القاعة الفسيحة، يمسك الميكروفون و يقدم أبطاله بسعادة وفخر. وكان الاحتفال الذى حضره نخبة من قامات المجتمع، أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب، كبار الإعلاميين والكتاب والفنانين بمناسبة مرور 35 عاما على تأسيس برنامج (الحرية من الإدمان و الإيدز) التابع للكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بالتعاون مع الجمعية العربية للتنمية. فقرات الحفل تضمنت كلمة موجزة عن تاريخ برنامج الحرية قدمها دكتور إيهاب الخراط الذى وهب نفسه وحياته، علمه، خبرته لهذه القضية الإنسانية الخطيرة، وصنع فيها فارقا مذهلا. الإنسانية فى أرقى صورها تجسدت فى كل قصة حكاها متعاف من الشباب الذين اكتظت بهم القاعة، الدموع، والتصفيق الذى يهز القلوب، الفرحة والتأثر الشديد على وجوه الحضور وهم يروون معجزات حقيقية حدثت على الأرض، وليس من نسج الخيال. شباب كاد بئر الإدمان أن تبتلعهم، عائلات أصابها الدمارنتيجة لإدمان ابن أو ابنة تم إنقاذهم على يد هذا النبيل الذى أسس فكرته، ودرسها على أيدى أطباء عالميين ومصريين على رأسهم دكتور يحيى الرخاوى، ثم قرر أن يؤسس هذه الفكرة على أرض مصر. بدأ بغرفة صغيرة ضمت خمسة مدمنين، والآن أصبحت الحرية لها 58 مركزا فى أنحاء الجمهورية، وفروع فى بعض البلاد العربية. الفكرة ببساطة أن المتعافين يصبحون بعد أن يهبهم الله حياة جديدة هم المدربون للمدمنين الجدد، وهكذا تمضى مسيرة الخير والبركة لتصنع دوائر تتسع كل يوم لتضم بشرًا يحتاجون إلى يد الله لتنقذهم من الجحيم الذى وقعوا فى أتونه. قصص المتعافين من كل أنحاء الجمهورية، ومن خلال فروعها العديدة يقشعر لها البدن، هم يعبرون عنها بإحساس من اكتوى بالنار ثم التأمت جراحه، وأصبح إنسانا يحس بالحياة من جديد. الجميل فى الفكرة والبرنامج إنه يقوم على التكافل فى كل شىء. هناك علاج مجانى بالكامل، وهناك ميسورو الحال يدفعون تكلفة علاجهم. والأهم أن المتعافين هم الذين ينشئون الفروع الجديدة ويحملون راية الإنسانية التى بدأها الإنسان حتى النخاع دكتور إيهاب الخراط.