ما حدث فى سوريا تم التحضير والاستعداد له منذ فترة وتقف خلفه قوى خارجية الموقف المتفجر فى سوريا تحول بسرعة إلى كرة لهب تتدحرج من مدينة إلى أخرى فبعد سقوط إدلب وحلب السريع فى أيدى هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها وتراجع قوات الجيش السورى توجهت القوات المعارضة إلى مدينة حماة واقتحمتها بسهولة فيما تموضعت قوات الجيش السورى خارج المدينة وأكد وزير الدفاع السورى أن هذا التموضع حفاظا على أرواح المدنيين وليس تعبيرا عن هزيمة أو تراجع أمام قوات المعارضة فمازالت قوات الجيش فى وضع جيد على حد قوله.. بدليل أنه تم فى الساعات الأخيرة تحرير مطار حماة العسكرى وجبل زين العابدين. المثير للقلق الآن هو تحرك قوات المعارضة السريع نحو مدينة حمص ومحاصرتها بما يفتح لها الطريق نحو العاصمة دمشق خاصة بعدما خاطبت هيئة تحرير الشام السفارات الأجنبية فى دمشق مؤكدة أن التغيير المرتقب فى سوريا لن يترتب عليه أية عمليات ثأر لأن هدفهم هو الحكم المدنى وهذا فى حد ذاته موقف معلن مخالف للحقيقة فتاريخ هيئة تحرير الشام وزعيمها والفصائل المتحالفة معها لا يترك فرصة لتصديق هذه الادعاءات! على صعيد آخر انسحبت قوات الجيش السورى من مدينة دير الزور أمام زحف المعارضة السورية تجاه المناطق الشرقية والتى وصلت أيضا إلى مدينة درعا فى الجنوب بحيث أصبح الطريق مفتوحا إلى العاصمة دمشق. خلاصة القول أن الموقف مشتعل فعلا فى سوريا وأن نظام الرئيس بشار الأسد يواجه أكبر تحد فى تاريخه. ولا ننسى فى هذا المجال أن تحقيق الاستقرار السياسى فى سوريا أهم ما يجب الحرص عليه حماية لسوريا من شبح التقسيم والخطط المعادية التى تستهدف ذلك منذ سنوات. أهم ما حدث فى الأزمة السورية وهذا التطور المفاجئ فى قوى المعارضة أنه لم يحدث أبدا بين يوم وليلة وخاصة بمجرد توقيع اتفاق وقف الحرب فى لبنان وإنما المؤكد أنه تم التحضير والاستعداد له منذ فترة وأنه تقف خلفه قوى دولية وإقليمية استعدت جيدا لهذا اليوم ليس مستبعدا أن تكون بينها تركيا وإسرائيل التى يهمها صرف الأنظار عما يحدث فى غزة والتى هددت بأنه إذا سقطت حمص ستضطر إلى فرض منطقة عازلة فى الجولان! الحرب الإعلامية وصلت إلى حد نشر فيديوهات مفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعى تدعى كذبا تنحى الرئيس السورى بشار الأسد وهو ما حذرت منه وزارة الإعلام السورية. ورغم خروج حزب الله ضعيفا من الحرب مع إسرائيل فى لبنان إلا أن أمينه العام نعيم قاسم مازال يؤكد أن الحزب سيدعم بكل ما أوتى من قوة سوريا وسيقف إلى جانبها حتى لا يتحقق هدف الأعداء فى إسقاط النظام السورى ووصف سقوط حمص بأنه خط أحمر. على أية حال شهدت الدوحة أمس الأول لقاء لمسار استانه بمشاركة روسيا وإيران وتركيا على مستوى وزراء الخارجية فى محاولة لإيجاد حل للأزمة السورية.. وخلال أيام تشهد القاهرة الاجتماع المؤجل لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب سوريا لمناقشة الأزمة السورية والأمل معقود على موقف مرن للحكومة السورية فى التعامل مع هذه الأزمة وموقف داعم قوى للدول العربية للحكومة السورية يثبت أقدامها فى مواجهة أعدائها والمتربصين بها. للعلم بدأت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خلال الأيام الماضية تقديم لقطات سريعة على جميع القنوات يقدمها فنانون ونجوم كرة وشخصيات عامة بعنوان «للعلم» تتضمن معلومات سريعة مهمة ومفيدة بالطبع لأغلب المشاهدين من جميع الأعمار. شكرا لصاحب الفكرة ولكل من ساهم فى تنفيذها.