◄ لا تعتزل ولا تترك لهم الساحة جهود جبارة تقوم بها الدولة لدعم وتوطين صناعة السيارات، فى كل اتجاه يسير العمل للتيسير على المستثمرين، وقد جاءت اللقاءات المتعددة لوزير الاستثمار حسن الخطيب، مع صناع السيارات والشركات الكبرى لتعزيز منظومة العمل وتذليل العقبات بما يؤكد صدق النوايا والعزم على دفع صناعة السيارات المصرية لتعود لمجدها. تتضافر الجهود لتتكامل مع مايقوم به المهندس محمد شيمى وزير قطاع الأعمال العام، والذى يسابق الزمن لإحياء كيان عملاق بعودة شركة النصر للسيارات وفق اتفاقات ودراسات متطورة لتصنيع سيارة مصرية واستغلال العقول والخبرات المصرية المشهودة. لتأتى الأخبار المفرحة بإصرار الوزير كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة، على تمكين صناعة السيارات وبدء تصنيع سيارة كهربائية مصرية. اتفاقات وبروتوكولات وتحضيرات وبدأت البشائر مع توقيع شركة "بايك" الصينية وشركة ألكان أوتو، اتفاقا لإقامة مصنع لإنتاج سيارات كهربائية فى مصر. ليؤكد كامل الوزير أن هذا التوقيع يأتى فى إطار لتحويل مصر إلى مركز صناعى إقليمى، والعمل على توطين صناعة السيارات والصناعات المغذية لها وتعظيم دور القطاع الخاص فى مجال الصناعة. حديث الوزير كامل الوزير يؤكد حرص الحكومة المصرية على دعم هذا المشروع الجديد ليدخل سريعا فى طور الإنتاج، حيث خصصت الهيئة العامة للتنمية الصناعية الأرض الصناعية اللازمة للمشروع، وهناك استعدادات تامة لإنهاء كافة إجراءات التراخيص الصناعية لسهولة بدء الإنتاج. وزارة الصناعة تعمل بجد على تعميق التصنيع المحلى وجذب الاستثمارات العالمية فى مجال صناعة السيارات والصناعات المغذية لها لتلبية احتياجات السوق المحلية والتصدير للخارج، وخاصة للشرق الأوسط وإفريقيا. جهود مشكورة وأخبار مفرحة والقادم مبشر بإذن الله. لا تترك الساحة عزمت كثيراً على ترك الكتابة مع الاستمرار فى أكل العيش، والأخير لا مناص منه، فأنت بحاجة إلى مأكل ومشرب وتلبية احتياجات لا تنتهى فى هذه الحياة، لكنى وجدت أنه ليس من البطولة أن تودع اختياراً لطالما ضحيت من أجله كثيراً، وواجهت المتاعب والمصاعب حتى تبنى اسماً وسط أجواء تضج بآلاف الأسماء اللامعة وأنت فى ذيلها. لكنى تلقيت اللوم من أشخاص أثق فيهم وفى أمانتهم ونصيحتهم وقدرتهم على التفرقة بين الغث والثمين، خبراتهم الحياتية مكنتهم من ذلك، وأنت مهما ارتفعت منزلتك تظل بحاجة إلى هؤلاء المدججين بخبرات السنين وسلاح الأيام غير الموجود فى الكتب ولا فى المعاجم. وربما كان السبب فى الاعتزال أو العزلة أو التنحى جانباً، هو ما أعانيه من الكذب والتضليل والتسويف الذى يسوقه مئات بل آلاف الناس ممن يطلقون على أنفسهم كتاباً وأدباء، ورغم أننى لست مصنفا ضمن قائمة الكُتاب ولا الأدباء، غير أنى أزعم أننى مهتم بالساحة الثقافية، وأجد أنها أرض خصبة لتطويع الأفكار مهما كانت وتقديمها فى قالب يستسيغه الناس ويتقبلونه بصدور رحبة، بدلاً من الثرثرة المنتشرة فى الأوساط الفيسبوكية والصحفية أيضاً، ولهذا وجدت ثقلاً على نفسى أن أتابع أو حتى أقرأ، لذا عزمت على البعد. والحقيقة أن الكاتب كالمحب العاشق، يظل يكتم فى نفسه كلاماً وأشواقاً ومحبة للمحبوب، وعندما تأتى الفرصة ينطق بكلمة الحب، وإذا كان العاشق يعيش هذه المعاناة مرة أو مرتين فى حياته، فإن الكاتب يعيش هذه الحالة مع الكتابة يومياً أو كلما عزم على الكتابة، فدائماً هو فى حالة حب، وكلما أمسك القلم وسطر مقالاً أو رواية، فكأنما نطق بكلمة "بحبك"، لمحبوبته. ورأس مال وسعادة الكاتب الحقيقية فى كلمات الإعجاب التى يسوقها له معجبيه ومتابعيه، وأيضاً نقدهم البناء وليس جلدهم له طيلة الوقت، وأكثر ما يؤذى الكاتب هو تلك السهام النارية التى لا ترحم، وقد تأتيك من أشخاص لا علاقة لهم بالورقة والقلم على الإطلاق، وقد يكونوا من القطيع الذى لا يستسيغ شيئًا فى الحياة سوى أن يأكل ويشرب فقط. لكن فى مجمل الأمر لا يهم من يعارضوك، حتماً هم مشبعون بأفكار غير أفكارك ومنهج غير منهجك، أو حتى كاتب غيرك، المشكلة تكمن فى مجموعات كبيرة ترفض أفكارك أصلاً، وتعتبرها مروقاً أو خروجاً عن الواقع والحقيقة، وأبسط أنواع الجلد اعتبارك منافقاً بامتياز. وهناك جمهور يعجبه الكاتب ويسيرون خلفه، وهم الفئة التى تعتبر كلامك إسقاطاً يريد أن يفعله هو لكنه لا يملك الأدوات، ويريدون منك مواصلة ذلك على نحو يعجبهم طيلة الوقت، وهذا أمر صعب للغاية، فأنت لا تستطيع أن تكتب لمجموعات معينة ولا أن تلبى احتياجات لفئة بعينها، أنت تريد أن تنتشر وتتشابك حتى مع الفئات التى تعارضك معارضة تراها مفيدة للجميع. ثم تظهر المشكلة الأكبر، فى الصدامات اللامنتهية مع الجمهور، ولا أستطيع أن أصنف الجمهور جميعه بالغباء والديكتاتورية، فهناك جمهور واعٍ وجمهور غبى وجمهور ديكتاتورى، وجمهور جاهل، والمطلوب منك أن تتحلى بالصبر على كل هؤلاء، يساعدك فى ذلك حديثك أو جلوسك مع حفنة من القوم يشبهونك فى الأفكار والعقليات وطريقة التفكير ومستوى الأداء، هم وحدهم من يدفعونك للحكى والكلام والكتابة، يشجعونك بشكل أو بآخر، يجعلونك تتجاوز أزماتك مع المجتمع. وفى كل الأحوال، لا ينفع أن تودع الساحة وتتركها حتى لمن ترى أنهم يمارسون الكذب والتضليل طيلة الوقت، هذه خيانة من ناحية، ومن ناحية أخرى حفاظاً على نفسك وسلامتك، فالذين يكتبون ويتحدثون هم أكثر الناس بعداً عن الذاكرة عندما يصمتون، وهذا نهايته النهاية.