فى الآية 21 من سورة الذاريات يخاطب رب العالمين خلقه فيقول (وَفِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) هذه الآية المحددة التى خطر بعقلى أن الله جل جلاله يدعونا بها إلى النظر لطبيعة خلقنا نحن البشر كطريق للهداية والإيمان بأنه سبحانه عز وجل هو وراء هذا الخلق المعجز الذى لا يمكن وأن يكون عبثاً ولا صدفة ولايقدر عليه إلا هو سبحانه القدير العليم والخبير وبكل صفاته التى عرفنا بها فى كتابه الكريم.. تجارب طبية عديدة مررت بها أوقفتنى على فهم جديد لصفات رب العالمين اللطيف الرحيم، فعند خضوعى لعملية القلب المفتوح علمت بأن الأطباء سيستخدمون أوعية دموية تستخرج من ساقى نفسها لا يؤثر انتزاعها على شيء من وظائف جسدى ذلك أنها أوجدت بالجسد البشرى لوظيفة واحدة وهى أن تكون بديلاً لشرايين القلب المسدودة.. وفى تجربة أخرى مع ولدى الأصغر وكان الأطباء اكتشفوا أن ورمًا ليفيًا تسبب فى تآكل عظام ساقه، عرفت من الطبيب الجراح أن تعويض العظام المتآكلة يتم من خلال نزع عظام بديلة موجودة بساق ولدى المريض نفسه ولا وظيفة لها معروفة طبيًا سوى استخدامها فى عمليات ترقيع العظام والأكثر أن هذه العظام بعد نزعها تعود للنمو ثانية فى موقعها الأصلى من الساق. معلومات ومعارف طبية أخرى عرفتها عن طريق القراءة فى الأبحاث الطبية كشفت لى أن الجسد البشرى بخلقه يحوى العديد من البدائل لأعضاء قد تتضرر من الجلد إلى العظام وحتى الخلايا الجذعية التى تتقدم البحوث العلمية فيها إلى حد يتوقع معه العلماء أنها ستفضى لإنتاج أعضاء بشرية كاملة متوافقة بالكلية مع خلايا المريض المأخوذ منه الخلايا ليقبلها جسده من دون حاجة لتبرع من إنسان آخر بما يتطبه الأمر من أدوية لمنع رفض جسد المتلقى لها. هذا الخلق العظيم الذى صورنا عليه والذى يعمل حساباً لما قد يلم بأجسادنا من أعطاب ويحفظ بداخلنا بدائل لعلاجها تفيد بأن وراء خلق هذه الآلة البشرية لابد وأن يكون لطيفا رحيما بخلقه، أبصروا خلق الله، كل ما خلق تجدوا فيه صفاته.