تختلف تفاصيل الحوادث الإرهابية ومسمياتها، وتتفق في أهدافها؛ حيث يسلك المتطرف سلوكًا إجراميًا خطيرًا لقتل الابرياء بعشوائية دون استهداف أشخاص بعينهم وإنما كل ما يهمه هو الانتقام من المجتمع وقتل المزيد من الاشخاص دون رحمة؛ المجرم الإرهابي في تلك القضية هو طبيب أمريكي قرر استغلال موقعه لقتل المرضى ليصبح متهمًا في واحدة من اشهر القضايا في امريكا والتي تعرف بالإرهاب الطبي. مثل طبيب تكساس المتهم بارتكاب جريمة الإرهاب الطبي امام المحكمة منذ ايام قليلة ليتلقى اقصى عقوبة والحكم بالسجن 190 عاما بتهمة حقن المرضى بمحاليل وريدية ملوثة، والتي أدت إلى وفاة زميلته الطبيبة ميلاني كاسبار وتسبب في حالات طوارئ قلبية لدى 13 مريضًا آخر بين مايو وأغسطس 2022، من ضمنهم مراهق أصيب بسكتة قلبية أثناء جراحة بسيطة في الأنف. اتهامات وأدلة أدانت المحكمة الطبيب المتهم رينالدو ريفييرا أورتيز جونيور، 60 عامًا، بأربع تهم تتعلق بالتلاعب بمنتجات طبية مما أدى إلى التسبب في إصابات جسدية خطيرة، وتهمة تتعلق بالتلاعب بمنتج استهلاكي، وخمس تهم تتعلق بالتلاعب العمدي بالأدوية بعد محاكمة استمرت مداولاتها ثمانية أيام في أبريل الماضي. اتخذ رينالدو لقب "مرتكب حادث الإرهاب الطبي"، وخلال محاكمته حاصرته الأدلة، حيث يظهر في مقاطع فيديو متنوعة وهو يقترب من مكان تخزين أكياس المحاليل الوريدية خارج غرفة العمليات، ويحقنها بسم قاتل ثم يعيدها مرة اخرى للتخلص من المرضى بشكل عشوائي في سلسلة من الجرائم وقعت في مستشفى بايلور سكوت شمال دالاس، وذلك انتقاما ممن حوله بسبب التحقيق معه في وقائع سابقة تتهمه بسوء السلوك الطبي. كاميرات المراقبة أصدر القاضي ديفيد جودبي، رئيس المحكمة الجزئية الأمريكية، حكمه على رينالدو مشيرًا الى ان تصرفاته تعادل محاولات القتل الإرهابية وسط ارتياح كبير لأهالي الضحايا، وايدت المدعية ليجا سيمونتون الحكم، وعلقت قائلة: "تصرف هذا الطبيب المتهم يماثل تماما إطلاق مهاجم مسلح النار عشوائياً على حشد من الناس، لقد عبث الطبيب أورتيز بأكياس محاليل الوريد بشكل عشوائي، وهو غير مهتم بمن يؤذيه، استخدم سلاحًا غير مرئي، مزيج من الأدوية القاتلة والمؤثرة على القلب، وأخفى تلك السموم داخل المحاليل الوريدية المختصة بمساعدة المرضى على الشفاء وكان يشرف على تلك المحاليل بنفسه؛ حيث اقترح وضعها في مكان اكثر دفئا وبالفعل تم القبض على الطبيب أورتيز بعد ظهوره المتكرر بالفيديوهات وهو يضع أكياس المحاليل الوريدية الملوثة في أجهزة تدفئة، وبعد دقائق يأخذ موظف آخر المحلول ليتبعها اصابة أحد المرضى بنوبة قلبية. أحداث متشابهة أكد المدعي العام أن الطبيب يشكل خطرًا غير عادي على من حوله وله تاريخ شخصي ومهني مضطرب، وجرائمه تدل على تخطيط إجرامي منحرف بشكل ملحوظ، وكشف الادعاء المزيد من التفاصيل تشير إلى ارتكاب جرائمه في تسع مناسبات منفصلة على الأقل، في احدى المرات استهدف مرضى فاقدي الوعي كانوا مستلقين على طاولة العمليات، وتسببت جرائمه في مقتل طبيبة زميلة له. اشار المحققون إلى بذل مجهود كبير للتوصل إلى الجاني وتقديمه إلى العدالة في اسرع وقت ممكن حيث كان الاطباء يشعرون جميعًا بالارتباك والمسئولية والخوف من التورط في الحادث وخاصة حين يدركون تشابه شكاوى المرضى حيث يرتفع ضغط الدم بشكل مفاجئ، واشار المدعي العام الامريكي عن المنطقة الشمالية بتكساس إلى أن مراجعة السجلات الطبية كشفت امرًا مشتركًا لكل حادث، وهو أن هذه الحالات الطارئة تواجه أزمات قلبية مفاجئة تحدث دائما بعد تعليق أكياس وريدية جديدة للمرضى وهى المحاليل التي يدسها الطبيب المتهم. الطبيبة الضحية وصلت جرائم الطبيب المتهم إلى حد تسببه في مقتل زميلته طبيبة التخدير ميلاني كاسبار، والتي اضطرت إلى تعليق احد المحاليل المسممة لتعالج نفسها من الجفاف وبعد فترة وجيزة من توصيل الكيس بوريدها، أصيبت بأزمة قلبية خطيرة وتوفيت في نفس اليوم ليؤكد زوجها أن فقدان زوجته بتلك الطريقة وكأنها ضحية حادث إرهابي اختار فيه المتهم ضحاياه بعشوائية دون رحمة تجاههم. كشف تشريح جثة الضحية تعرض الضحية للتسمم بمادة بوبيفاكين، وهي مادة مخدرة اشارت وزارة العدل أنه من النادر أن يتم إساءة استخدامها، ولكنها تستخدم لتسكين الألم أثناء الجراحة. تاريخ إجرامي اتفقت هيئة محلفين مكونة من 12 شخصًا على الحكم الذي وصل إلى 190 سنة سجنا بعد التأكد من أن الطبيب مذنب في جميع التهم العشر بعد ما يقرب من سبع ساعات من المداولات، وعند النطق بالحكم، لم يظهر الطبيب المتهم أورتيز أي انفعال حيث كان يرتدي قناعًا لإخفاء معالم وجهه، حينها تحدث اهالى المرضى عن آلام حياتهم التي عانوا منها بسبب الطبيب الإرهابي، وقال أحدهم ان ابنه البالغ من العمر 10 سنوات لم يعد يثق في الأطباء بسبب ما حدث لأن أحد الاطباء استغل مهنته وتسبب في قتل والدته عن عمد. اكد ممثلو الادعاء أن المتهم يشكل خطرًا على المجتمع من خلال الاستشهاد بحادثة وقعت في عام 2015 عندما أطلق النار على كلب جارته انتقامًا منها لشهادتها ضده في حادث عنف منزلي اعتدى فيه على زوجته السابقة التي لجأت الى الشرطة لإنقاذها واكد الشهود من الجيران اضطرابه وعنفه المستمر ضد صديقته واقاربه، وتلقى الطبيب حكمًا بالسجن لمدة 29 يوما في عام 2016 لإطلاقه النار على كلب جارته وبعدها عاد لممارسة مهنته بشكل طبيعي. اقرأ أيضا: في أمريكا .. «سياحة السرقة» جرائم منظمة تحصد ملايين الدولارات