قال الله تعالى فى كتابه الكريم «قل إن الموت الذى تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعلمون» الموت أمر يشغل بال كل إنسان - وقد يثور سؤال، هل الموت عقوبة من عند الله؟.. بالطبع لا لأنه لو كان عقوبة ما كان النبى صلى الله عليه وسلم قد توفى لأن الله لا يعاقب الأنبياء. والمؤكد أن الموت ليس عقوبة ولكنه سنة الحياة، فالطفل يولد صغيرًا ويعيش حياته المكتوبة له ثم يتوفى.. بل إن كل شىء فى هذه الدنيا يولد صغيرًا ما عدا الحزن يولد كبيرًا ثم يصير صغيرًا بمرور الوقت وقد شاهدت حديثًا للدكتور حسام موافى العالم الكبير يتناول موضوع الموت ويسأل نفسه اللى بيموت بيروح فين؟ وضرب مثلًا بالمياه التى نشربها ونضعها فى زجاجات فى الثلاجة ونستحم بها ثم تتبخر المياه أى تتحول المياه من شىء أو صورة سائلة إلى بخار لا نستطيع أن نمسك به أو أن نراه. مثلها مثل الروح إذا خرجت من الإنسان تحولت إلى شىء لا يرى ولا نعرف عنها شيئًا، ولهذا كثيرًا ما يسأل ويبحث العلماء عن الروح ويقول القرآن الكريم «ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قيلا» لهذا نجد أن الله ربط الروح بالعلماء لعلمه بأنه سيكون موضوعا لأبحاثهم.. والموت فى النهاية حق على الجميع ولا أحد سيخلد ولابد أن نتقبله بنفس راضية وأن نستعد للقائه وكلنا أمل فى رحمة الله. يمنحنا الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من أفضال الله علينا، فيوصينا النبى قبل النوم أن نقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فمن قالها غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.. فهل هناك كرم من الله أكثر من ذلك.