أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أنّ الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم "وافقت" خلال محادثة هاتفية جرت بينهما يوم الأربعاء 29 نوفمبر، على "وقف الهجرة" غير الشرعية من بلادها إلى الولاياتالمتحدة، في تعهّد سارعت الزعيمة اليسارية إلى توضيحه، مؤكدة أنّ موقف بلادها "ليس إغلاق الحدود". وقال ترامب عبر "تروث سوشل"، منصّته للتواصل الاجتماعي، "لقد أجريتُ لتوّي محادثة رائعة مع رئيسة المكسيك الجديدة. وأضاف أنّ "المكسيك ستمنع الناس من الذهاب إلى حدودنا الجنوبية، بدءا من الآن". إغلاق حدودنا الجنوبية وشدّد الملياردير الجمهوري على أنّ "كلاوديا شينباوم وافقت على وقف الهجرة إلى الولايات المتّحدة عبر المكسيك، ممّا يعني إغلاق حدودنا الجنوبية بشكل فعّال"، ملمّحا بذلك إلى تغيير أساسي في سياسة الجارة الجنوبية. لكنّ شينباوم سارعت إلى توضيح ما نقله عنها ترامب. وكتبت الرئيسة المكسيكية على منصّة إكس أنّها خلال محادثتها مع ترامب "شرحتُ الاستراتيجية العامّة التي اتّبعتها المكسيك للتعامل مع ظاهرة الهجرة نكرّر أنّ موقف المكسيك ليس إغلاق الحدود، بل بناء جسور بين الحكومات وبين الشعوب". وفي منشوره، أشاد الرئيس المنتخب بما اعتبره تقدّما تمّ إحرازه على طريق إنهاء "الغزو غير القانوني" للولايات المتحدة من قبل المهاجرين غير الشرعيين. وجعل ترامب من مكافحة الهجرة غير الشرعية إحدى أبرز أولوياته. وشينباوم، أول امرأة تصل لمنصب الرئاسة في المكسيك، كانت قد فصّلت في منشور أول على منصة إكس ما بحثته مع الرئيس الأمريكي المنتخب في محادثتهما. وفي منشورها الأول، اكتفت شينباوم بالقول إنّها أجرت "محادثة ممتازة" مع ترامب بحثا خلالها ملفي الهجرة والأمن، القضيتين اللتين توعّد الملياردير الجمهوري بسببهما جارته الجنوبية بفرض رسوم جمركية ضخمة على صادراتها إلى بلاده. محادثة ممتازة وقالت على حسابها في منصة إكس "لقد أجريتُ محادثة ممتازة مع الرئيس دونالد ترامب. لقد ناقشنا استراتيجية المكسيك فيما يتعلق بظاهرة الهجرة". وأضافت "لقد تحدّثنا أيضا عن تعزيز التعاون في القضايا الأمنية وعن الحملة التي ننفّذها في البلاد لمنع استهلاك الفنتانيل"، المخدّر الذي يغزو حاليا الولاياتالمتحدة ورفع ترامب لواء مكافحته. ولفتت الرئيس المكسيكية إلى أنّها قالت لترامب إنّ "قوافل (المهاجرين) لا تصل إلى الحدود الشمالية لأنّ التعامل معها يتمّ في المكسيك". والفنتانيل مخدّر اصطناعي "أقوى بحوالي 100 مرة من المورفين وأقوى بحوالي 50 مرة من الهيروين"، وفقا للوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات. وبحسب واشنطن، فإنّ الفنتانيل الذي غالبا ما يتم إنتاجه في المكسيك بمركّبات كيميائية مستوردة خصوصا من الصين، مسؤول عن أكثر من 70 ألف حالة وفاة سنويا في الولاياتالمتحدة بسبب الجرعات الزائدة. وكان ترامب أكّد الإثنين أنّه سيفرض منذ اليوم الأول لتسلّمه السلطة في 20 يناير، رسوما جمركية بنسبة 25 % على كل واردات الولاياتالمتحدة من المكسيكوكندا. وأضاف "ستظل هذه الرسوم سارية المفعول إلى أن يتوقف غزو المخدرات، خصوصا الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين لبلدنا!". والأربعاء، أرسلت الرئيسة المكسيكية رسالة إلى ترامب تحذّره فيها من أنّ زيادة الرسوم الجمركية تعرّض للخطر تنافسية أمريكا الشمالية ولا توقف الهجرة غير النظامية أو تهريب المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وقالت شينباوم في رسالتها إلى ترامب إنّه "ردّا على أي رسوم جمركية تفرض، سيأتي رد بالمثل وهكذا دواليك وصولا إلى تعريض شركاتنا للخطر". وأضافت "على سبيل المثال، من بين المصدّرين الرئيسيّين من المكسيك إلى الولاياتالمتحدة هناك جنرال موتورز وستيلانتيس وشركة فورد موتورز التي وصلت إلى المكسيك قبل 80 عاما. لماذا تُفرض عليهم ضريبة تعرضهم للخطر؟ هذا الأمر غير مقبول وسيؤدي إلى تضخّم وفقدان وظائف في الولاياتالمتحدةوالمكسيك". لا للتهديداتات وقالت متوجّهة إلى ترامب أثناء تلاوتها رسالتها في مؤتمرها الصحفي اليومي "لا يمكنكم وقف ظاهرة الهجرة ولا تعاطي المخدرات في الولاياتالمتحدة من خلال التهديدات أو الرسوم الجمركية". وتابعت ردا على سؤال "أنا واثقة من أنه سيكون هناك اتفاق مع الولاياتالمتحدة والرئيس ترامب". ودافعت الرئيسة اليسارية عن اتفاق التجارة الحرة بين كنداوالولاياتالمتحدةوالمكسيك والذي كان "مفيدا في تعزيز اقتصاد أمريكا الشمالية". وأصرّت على أنّ الزيادة في الرسوم الجمركية "ستؤدي بنا إلى خسارة القدرة التنافسية في أمريكا الشمالية"، في حين "أننا نريد التكامل واحدنا مع الآخر". وزيادة الرسوم الجمركية التي غالبا ما وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها "عبارته المفضلة"، تشكّل إحدى الركائز الأساسية لسياسة الرئيس المنتخب الاقتصادية المقبلة. ويحذّر خبراء اقتصاديون من تداعيات تضخمية لرفع الرسوم الجمركية على هذا النحو.