في ظل التوتر المتزايد على الساحة الدولية، تصاعدت ردود الفعل الروسية بقوة بعد تقرير أثار احتمال تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية كجزء من استراتيجية ردع ضد موسكو. هذا السيناريو الذي وصفته روسيا ب"الجنون" يعكس تصاعد حدة المواجهة بين الغرب والكرملين، حيث بات العالم يقترب أكثر من حافة الكارثة النووية، وسط تخوفات من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو. شرارة أشعلت الغضب أثار تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي موجة من التصريحات الغاضبة من الجانب الروسي. التقرير أشار إلى أن مسؤولين غربيين يبحثون إمكانية منح أوكرانيا أسلحة نووية لتعزيز قدراتها الدفاعية. ورغم أن تنفيذ هذه الخطوة يبدو بعيد المنال، خصوصًا في ظل التوترات السياسية، فإن مجرد طرح الفكرة كان كافيًا لاستفزاز موسكو. وفقًا للتقرير، هناك دعم داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لسياسة أكثر عدوانية تجاه روسيا، والتي تمثلت في السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف عمق روسيا. هذه الخطوة اعتُبرت تصعيدًا خطيرًا، لترد موسكو بتغيير عقيدتها النووية وإجراء اختبار لصاروخ قادر على تهديد أوروبا. التوتر النووي ومخاوف موسكو ردًا على التقرير، وصف ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الفكرة بأنها قد تُعتبر هجومًا نوويًا محتملاً ضد روسيا، مما يعطي موسكو ذريعة لردّ نووي مضاد. كما أكد ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أن هذه الخطوة "غير مسؤولة" وتزيد من خطر الكارثة. وفي السياق ذاته، قالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن مجرد طرح هذه الفكرة يعكس "انتحارية الغرب"، متهمة كييف باستغلال هذه القضية للحصول على المزيد من المساعدات. موقف الناتو وتحذيرات أوروبية على الجانب الآخر، عبّر رئيس المخابرات الخارجية الألمانية، برونو كال، عن قلقه من تصاعد التوتر بين روسيا وحلف الناتو. وأشار إلى أن روسيا تستخدم "إجراءات حركية" ضد البنى التحتية الغربية، مما يزيد من احتمالات المواجهة المباشرة. كما حذّر من أن هذا السلوك قد يؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو، مما يفرض تعبئة شاملة للدول الأعضاء. ترامب وخطة الجنرال كيلوج في ظل هذه التطورات، يبرز دور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي عيّن الجنرال المتقاعد كيث كيلوج مبعوثًا خاصًا لأوكرانياوروسيا. كيلوج قدّم خطة تدعو لوقف دعم كييف بالأسلحة إلا إذا فتحت مفاوضات مع موسكو، على أن يتم التفاوض استنادًا إلى خطوط السيطرة الحالية، ما يعني احتفاظ روسيا بالمناطق التي تحتلها. هذه الخطة، رغم أنها لم تُعتمد بعد، تعكس توجهًا جديدًا نحو تسوية النزاع بعيدًا عن التصعيد العسكري. تحديات أمام أوكرانيا في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للحصول على دعم إضافي من الغرب، تواجه بلاده تحديات عسكرية هائلة، أبرزها النقص الكبير في القوات. دعا مسؤولون غربيون كييف إلى خفض سن التجنيد وزيادة عدد القوات المسلحة. ومع ذلك، يبقى الحل العسكري غير كافٍ لتغيير المعادلة على الأرض. في ظل هذه التحولات المتسارعة، تتزايد المخاوف من انزلاق الأزمة الأوكرانية إلى صراع نووي أو مواجهة شاملة بين روسيا والناتو. وبينما تتأرجح الأوضاع بين التصعيد والتفاوض، يبقى العالم في ترقب حذر لنتائج هذه اللعبة الخطرة على المسرح الدولي.