قنبلة فجرتها وزيرة الاتصالات الأسترالية فى وجه أصحاب منصات التواصل الاجتماعى فى العالم كله! قدمت إلى البرلمان أول مشروع قانون فى العالم يحظر استخدام الأطفال دون 16عامًا لمواقع التواصل الاجتماعى. خطوة جريئة تستحق التوقف أمامها، والتقدير لوزيرة تملك الرغبة فى التغيير ولا تكتفى بأداء روتينى لوظيفتها، قالت ميشيل رولاند إن منصات «تيك توك» و«سناب شات» و«ريديت» و«إكس» و«إنستجرام» من بين المنصات التى ستواجه «فى حالة الموافقة على مشروع القانون» غرامات تصل إلى 50 مليون دولار أسترالى «33 مليون دولار أمريكى» بسبب عدم قدرة نظامهم التقنى على منع الأطفال الصغار من إنشاء حسابات شخصية لهم على تلك المواقع. يحظى مشروع القانون بدعم سياسى كبير فى أستراليا، لكنه فى نفس الوقت يقابل بالرفض من أصحاب المنصات وعلى رأسهم «إيلون ماسك» عملاق التكنولوجيا الذى دون على منصته «إكس»: يبدو وكأنها طريقة خلفية للتحكم فى الوصول إلى الإنترنت من قبل جميع الأستراليين. لا أحد ينكر أن الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنها تحمل مخاطر كبيرة خاصة على الأطفال. العديد من الدراسات تشير إلى أن استخدام الهواتف الذكية فى سن مبكرة يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأطفال النفسية والجسدية. قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات يؤدى إلى ضعف التركيز، ويزيد من فرص التعرض للتنمر الإلكترونى، ويصيب الأطفال بالكسل والسمنة بسبب قلة النشاط البدنى الذى يعتبر من أساسيات النمو. أما المحتوى، فمعظمه مليء بالقنابل الموقوتة التى تزرعها تلك المواقع فى عقول الصغار. شاهدت فيديوهين بالصدفة للاعبين العالميين محمد صلاح ولكريستيانو رونالدو يتحدثان فى نفس الموضوع ويصرحان كل على حدة، إنهما لم يسمحا لأطفالهما بامتلاك تليفون محمول ولا بإنشاء حسابات شخصية على مواقع التواصل، وأقنعا الأطفال أن هذا لا يجوز فى سنهم هذا. لكنهما أكدا على أنهما يشجعان أطفالهما على ممارسة الرياضة واللعب والتفاعل مع العالم الواقعى بدلا من الانغماس فى العالم الافتراضى. أملى أن تنجح الوزيرة الأسترالية فى خطوتها الثورية الإصلاحية الجريئة ويصدر هذا القانون. وأتمنى أن ينتبه الآباء والأمهات فى مصر والوطن العربى إلى هذا الموضوع الخطير. وأن نتعلم من درس أستراليا، وتقوم الحكومة المصرية بإجراء مماثل.