الإسكندرية محمد مجلي شتان الفارق بين شعور الفرحة والحزن، فبينما كان الأهل يستعدون لحضور حفل زفاف وتزينوا بأفضل الملابس؛ فجأة وعلى غير انتظار تحولت فرحتهم إلى مأساة حقيقية لتتحول تلك الفرحة إلى المشهد الأخير من مشوار حياة شاب، مأساة جرت أحداثها الحرينة بعد نص الليل، بطلها شاب اسمه «نادر.م» يقيم بغرب محافظة الإسكندرية، لقي مصرعه مدافعًا عن عرضه أمام محاولات من بعض المجرمين حاولوا التعدى على أهل زوجته وشقيقته بعد حضورهم حفل الزفاف، وما أن ثار الشاب مدافعًا عن عرضه فوجئ بتعدي العديد من هؤلاء الأشخاص، ظلوا يطعنونه حتى سقط ميتًا متأثرًا بجراحه وسط صرخات زوجته وشقيقته، ويشيعونه جيرانه وأصدقاؤه في مشهد مهيب إلى مثواه الأخير. لا أحد يتخيل أن يتحول مجمع قاعات الأفراح بمنطقة المكس غربي محافظة الإسكندرية إلى ساحة عراك وحالة من الحزن تبدلت معها ليلة العرس والفرح إلى مأتم بعد أن سقط على بابها الشاب نادر صاحب ال 19 عامًا من عمره، مدافعًا عن زوجته وشقيقته عندما اعترضهما أحد الأشخاص المستهترين وتناوب على معاكستهما، لكن كيف بدأ هذا؟! معاكسة «أنت واحدة وأنا واحدة» كانت تلك العبارة كفيلة بإثارة حفيظة المجنى عليه عقب سماعها من المتهم الذي اعترض طريقه أثناء خروجه رفقة زوجته وشقيقته من قاعة الأفراح، حيث قام المتهم بمعاكستهما وتطاول عليهما بكلمات خارجة، فتوجه له نادر وطالبه بالتوقف عن معاكسة أهل بيته وأنه من غير المعقول أن يقبل هذا الأمر لكن الأخير بدلا من أن يتراجع ويشعر بالخزي تمادى في السخرية من نادر، وتعدى عليه بالضرب واستعان بأصدقاء له شاركوه التعدى على المجني عليه. وكان المتهم تصادف حضوره حفلة زفاف بإحدى قاعات مجمع الأفراح الملاصق للقاعة التي كان يحضر فيها الشاب نادر وأسرته، حيث اعترضهم المتهم مستعينًا بأقاربه وأصدقائه الذين حضروا حفل الزفاف لتتحول قاعات حفلات الزفاف والأفراح بالعكس إلى ساحة قتال واشتباكات أسفرت عن مقتل نادر واصابة 5 آخرين فى حالة خطرة. لم تتمالك زوجة المجنى عليها نفسها بعد أن شاهدت زوجها وشريك حياتها ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه على الرغم من الإصابة التى تعرضت لها أثناء الاشتباكات؛ حيث دخلت فى حالة انهيار تام وبكاء لم تتوقف عنه منذ وفاة زوجها قائلة: «يتموا ابنى الذي لم يأتِ إلى الدنيا بعد، مؤكدة أنها حامل فى الشهور الاولى وأنهما كانا يحلمان بأن يرزقهما الله بطفلهما الأول وأن يقوما بتربيته تربية حسنة». وأضافت الزوجة ل «أخبار الحوادث»: كنا نحضر حفل زفاف أحد أقربائنا وأثناء خروجنا أنا وزوجى وشقيقته من قاعة الأفراح وعند توجهنا للباب الرئيسي الذي يضم قاعات الأفراح فوجئنا بأحد الأشخاص يعاكسنا بطريقة مستفزة ولم يراع وجود زوجي الذي بالطبع رفض ما أقدم عليه المتهم من معاكسات لا تليق. وتابعت قائلة؛ المتهم قال لزوجى :»انت واحدة وأنا واحدة» فتوجه له وطالبه بالتوقف من معاكستنا قائلاً هل ترضى بمعاكسة اهل بيتك وأنت معهم؟، وبلا سابق إنذار تعدى عليه المتهم وضربه بالقلم وفوجئنا بتجمع أعداد كبيرة وتعديهم علينا بالضرب. ومن جانبها قالت شقيقة المجنى عليه: إن المتهم استعان بآخرين وتعدوا علينا وعلى شقيقى، ظلوا بضربونه بالشوم والعصي والحجارة، مشيرة إلى أن خطيبها حضر سريعا وتعرض لإصابة بالغة دخل على إثرها غرفة العناية المركزة بالمستشفى نتيجة اصابته بإصابات بالغة بعد طعنه من أحد المتهمين. وطالبت شقيقة المجنى، بالقصاص لشقيقها ممن تسببوا فى قتله وإنهاء حياته لافتة أن شقيقها سيرته طيبة بين الجميع ومعروف بأخلاقه وشهامته وغير معقول أن يرى آخر يتحرش بنا لفظيًا أنا وزوجته ويصمت، ولابد أن ينال المتهم بقتله الجزاء المناسب، وسوف نحضر كل جلسات المحاكمة حتى ينال المتهمين عقابهم. عريس جديد ودخلت والدة المجني عليه فى حالة من الحزن الشديد والبكاء الذي لم يتوقف حزناً على وفاة نجلها، قائلة: ابني عريس جديد، تزوج منذ شهور وكان ينتظر مولوده الأول بعد شهور قليلة لكن المتهمين حرموه من رؤيته، قتلوه شر قتله ويتموا ابنه الذي تمناه، لافتة إلى أنها تلقت الخبر من ابنتها التي أخبرتها خلال مكالمة هاتفية عبر الهاتف المحمول؛ بأن نادر تعرض لطعنات نافذة بجوار القلب وانها اصطحبته داخل سيارة إلى احد المستشفيات للعلاج لكنه فارق الحياة فور وصوله بعدما فشلت جهود الأطباء في إنقاذه. وأضافت الأم باكية:نادر لم يكمل ال 20 عامًا من عمره وهو الابن الوحيد لى من الذكور وكان يعمل فى مجال تجارة الأخشاب بالإضافة إلى امتلاكه موتوسيكل لتوصيل الطلبات وقت الراحة عن العمل، كان يعمل باجتهاد كي يوفر احتياجات بيته ومساعدتنا، مؤكدة أن قلبها لن يهدأ قبل أن يحصل على حقه بالقصاص العادل للمتهمين ويرتاح في قبره. وأوضحت؛ لم أتوقع أن تكون حياة ابنى بهذه الطريقة الصعبة فعقب سماعي خبر التعدي عليه شعرت بأننى لن أراه مرة أخرى، لأفقد أحن انسان عليا وعلى شقيقاته، مضيفة: ابنى مات راجل لأنه كان يدافع عن عرضه زوجته وشقيقته. بلاغ للأمن تعود الواقعة إلى تلقى اللواء حسن عطية، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطارًا من مأمور قسم شرطة الدخيلة، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة بحدوث مشاجرة وسقوط شخص متوفى أمام مجمع قاعات أفراح بمنطقة المكس بدائرة القسم، غربي محافظة الإسكندرية. على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية ومأمور قسم شرطة قسم الدخيلة وسيارات الإسعاف إلى موقع البلاغ وتم السيطرة على طرفي المشاجرة. اقرأ أيضا: مصرع 5 عناصر إجرامية بعد تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن بالبحيرة وأظهرت المعاينة اللازمة ملابسات الحادث وذلك بعد إجراء التحريات اللازمة وجمع المعلومات؛ حيث تبين حدوث مشاجرة بين طرف أول المجني عليه توفى إثر إصابته بجرح طعنى وأصيب في المشاجرة زوجة المجنى عليه الأول وشقيقته، بالإضافة إلى 4 آخرين، جميعهم مقيمين بدائرة قسم أول العامرية، وطرف الثانى 7 أشخاص، أربعة منهم مصابين بجروح وكسور متفرقة، مُقيمين بدائرة قسم شرطة الدخيلة تعدى كلا الطرفين على بعضهما محدثين ما بهم من إصابات بسبب معاكسة اثنين من الطرف الثانى لسيدتين من الطرف الأول وقيام أحد أطراف الطرف الثانى «محدد» بإحداث إصابة المتوفى التى أودت بحياته وذلك عقب خروج الطرفين من قاعات الأفراح المشار إليها. عقب تقنين الإجراءات تم ضبط طرفى المشاجرة، كما تم ضبط 4 قطع أسلحة بيضاء المستخدمة فى إرتكاب الواقعة، فيما جرى نقل 4 من المصابين إلى المستشفى لتلقى العلاج بينهم أحد الأشخاص – خطيب شقيقة المجنى عليه – يرقد فى العناية المركزة في حالة خطرة، بينما نقل المتوفى إلى المشرحة. اتخذت كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وإلقاء القبض على المتهمين وإحالتهم إلى النيابة العامة والتي حبست المتهمين وأمرت بندب الطبيب الشرعي لتشريح جثة المتوفى و سؤال المصابين اذا سمحت حالتهم وكذا سؤال شهود عيان الواقعة وتفريغ كاميرات المراقبة والتصريح بدفن جثة المتوفى عقب ورود تقرير الطبيب الشرعي.