كنت سعيدًا وأنا أستمع للدكتورة رانيا المشاط فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الناس والبنوك فى نسخته الثامنة عشرة، فقد أتاح لها الاقتصادى الكبير هشام عكاشة رئيس المؤتمر فرصة الحوار مع ضيوف المؤتمر والذى كان يزيد عددهم عن 500 ضيف من كبار الشخصيات الاقتصادية ورؤساء البنوك، فقد حملت لهم الدكتورة رانيا أخبارًا سارة باعتبارها وزيرة التخطيط لمصر، حيث قالت مصر تمضى نحو تعزيز الاقتصاد الكلى وسط التوترات الدولية والإقليمية فى إطار الاستدامة والتمويل من أجل التنمية نحو نمو مستدام وتحقيق التكامل بين سياسات التخطيط والتعاون الدولى. إن تكثيف الجهود مع مؤسسات التمويل الدولية لزيادة آليات التمويل المبتكرة للقطاع المصرفى فى مصر، فى الحقيقة كنت معجبًا بالطروحات التى طرحتها فهى عن حق خبيرة فى النقد منذ أن كانت وكيل محافظ البنك المركزى عام 2005، والشهادة لله أن شيخ المصرفيين الدكتور فاروق العقدة كان يحترم عقليتها جداً على اعتبار أنها موهبة اقتصادية فى مجال النقد، حيث أعلن صندوق النقد الدولى عن رغبته فى الاستعانة بها وبالفعل انتقلت من مصر إلى واشنطن لتعمل فيه كخبيرة اقتصادية. وكان من الطبيعى أن تستفيد مصر من جهودها فعينتها وزيرة للتعاون الدولى بعد أن حملت حقيبة وزارة السياحة فى مصر، صحيح أن هذا العمل جديد عليها ومع ذلك نجحت فى بداية الطريق، فرأت القيادة السياسية الاستفادة من أفكارها النقدية، ولم يعترض صندوق النقد الدولى على تعيينها كوزيرة للتعاون الدولى فى مصر بل كان داعما لها فى تقديم المشورة والمساعدات لمصر، وأشهد أنها وطدت العلاقات بين مصر وبين صندوق النقد الدولى، وأصبحت الأبواب مفتوحة لمصر على الاقتصاد الأوروبى.