بعد مرور عام على أحداث السابع من أكتوبر 2023، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب "مجازر" ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح غالبية السكان. ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة، وأفادت الأممالمتحدة بأن "9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة، نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب، مقدرة عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريباً". اقرأ أيضا: مدير مستشفى كمال عدوان: نعاني من حصار مطبق والمشهد يتكرر وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وهذه الظروف أدت إلى زيادة معاناة السكان، وبات عليهم المحاولة في كل يوم للحصول على القليل من الغذاء، وسط كارثة إنسانية مستمرة هناك، بسبب نقص الإمدادات الأساسية من طعام وماء ودواء. وتشتد المجاعة في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبات الطحين مفقود والجوع يطرق بطون السكان، وفي مخيم الأمل للنازحين شرق خان يونس، يحاول النازح محمد الرقب البحث عن طعام، ولم يبق شيء يسد رمق عائلته. وقال محمد لوكالة "سبوتنيك": "هناك مجاعة كبيرة جدا وغلاء فاحش، وأنا أصوم حتى يرزقني ربي، وحفيدتي طلبت مني الطعام ولم أستطع إحضاره، وضحكت عليها وهي في حضني، وأنا أقول لها بعد قليل سيأتي الطعام، والآن سأذهب للبحث عن طعام لعليّ أجد تكية أو أحدا من الجيران عنده طعام". وأوضح قريب محمد، النازح خالد الرقب ل"سبوتنيك": "لا يوجد طحين، لا يوجد طعام، وفي هذا المخيم يتواجد نازحون من رفح ومن خان يونس، والجميع يبحث عن الطعام". ووسط المخيم، تجمع النازحون حول قدر من العدس تم طهيه على النار، ويقول الشاب فوزي النجار لوكالة "سبوتنيك": "مثل هذا الطعام لا يأتي كل يوم، فمنذ 10 أيام لم تأتي تكية، أو أية مساعدات، واليوم هو استثنائي، فقد تم طهي العدس وتوزيعه على النازحين". وتزداد مأساة أهالي جنوب القطاع بسبب نقص الطعام ونفاد الدقيق من الأسواق والمنازل، ومنع إدخال المساعدات الأساسية، ويصطف المواطنون والنازحون في طوابير أمام المخابز في خان يونس جنوب القطاع، لعدة ساعات من الانتظار في مشهد من التكدس والازدحام، يؤدي في نهاية الأمر للحصول على بعض الخبز أو العودة دونه، ذلك الرغيف الذي صار جزءًا من يوميات المعاناة لغالبية السكان. وقالت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي براندز كيريس، إن "الأوضاع الإنسانية والحقوقية للمدنيين الفلسطينيين في أنحاء غزة، كارثية، ومكتب حقوق الإنسان وثق كيف أنَّ القيود المشددة المفروضة من إسرائيل على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين- بحلول أبريل - خلقت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة". وأضافت: "نشير مرة أخرى إلى أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب، محظور تماما بموجب القانون الدولي، والأسلوب الذي ينفذ به الجيش الإسرائيلي عملياته في شمال غزة، يشير إلى أن أعمال إسرائيل لا تسعى فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب، ولكنه يشير أيضا إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة". نفاد الوقود في خان يونس وأشار بيان لبلدية خانيونس، إلى أن إمدادات الوقود توقفت منذ نحو أسبوع، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل خدماتها الأساسية، وحرمان أكثر من 1.2 مليون مواطن ونازح من الحصول على مياه صالحة للشرب والاستخدام. وأكدت البلدية تعذر تشغيل آبار المياه ومحطات التحلية بعد نفاد الوقود، جراء تعنت السلطات الإسرائيلية في إدخاله إلى القطاع، وأوضحت البلدية في بيانها التحذيري، " أنَّ نفاد الوقود سيتبعه توقف في عمل محطات الصرف الصحي وتدفق مياهها في الشوارع، مما ينذر بانتشار الكوارث البيئية والصحية وتفاقم الأوبئة والأمراض بين السكان". ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وفي اليوم ال 411 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 43 آلف قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 103.740 آخرين. وفي 7 أكتوبر 2023، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل ب"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.