وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بشأن تعامله مع الحرب في غزة، حملت بين طياتها اتهامًا مباشرًا من لابيد، الذي يتزعم حاليًا المعارضة الإسرائيلية، لنتنياهو بالوقوف وراء تعطيل صفقات تبادل الأسرى مع حركة حماس. جاء ذلك خلال مناقشة الكنيست الإسرائيلي مشروع قانون خاص بالتهرب من الخدمة العسكرية، سعى ائتلاف نتنياهو الحاكم نحو تمريره، وسط استمرار المعارك في غزة. توبيخ لنتنياهو وقال لابيد، في رسائل استنكارية وجهها لنتنياهو، "هل يؤمن رئيس الحكومة أن واجبه الأسمى والأهم هو إعادة المختطفين؟". وعلّق يائير لابيد على تساؤله قائلًا: "الحكومة غير مستعدة للتضحية ولو بكرسي واحد من أجل إعادة المختطفين". وقال لابيد أيضًا: "مختطفونا في الأنفاق منذ أكثر من عام واقتصادنا ينهار بينما تمررون يا رئيس الوزراء قانون التهرب من الخدمة". ومضى لابيد يقول: "لقد ثبت يا رئيس الوزراء (نتنياهو) أنكم غير جديرين بثقة مواطنينا". نتنياهو يرغب عن أي صفقة وواصل قائلًا: "المنظومة الأمنية أوصت بإمكانية التوصل لصفقة تبادل أسرى لكنك يا رئيس الوزراء لم ترغب في ذلك لأغراض سياسية". ورسالة لابيد الأخيرة التي وجهها يائير لابيد، زعيم حزب "يش عتيد" (يسار الوسط)، حملت اتهامًا صريحًا لنتنياهو بأنه هو من يعطل صفقة تبادل الأسرى لأغراض سياسية خاصة برئيس الوزراء الإسرائيلي، دون أي اكتراث بالبعد السياسي والعسكري لذلك. ويأتي ذلك كصفعة في وجه نتنياهو من داخل دولة الاحتلال بعدما زعم نتنياهو وائتلافه الحاكم غير مرة بأن حركة حماس هي من تعطل صفقة تبادل الأسرى. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة قبل أكثر من 400 يوم، لم يتم إبرام سوى صفقة تبادل أسرى وحيدة جاءت برعاية مصرية قطرية خلال الفترة من 24 نوفمبر وحتى 1 ديسمبر 2023، جرى خلالها تبادل الأسرى من الجانبين من النساء والأطفال. وعلّقت قطر في الفترة الأخيرة جهودها في الوساطة من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنها أكدت في الوقت ذاته التزامها مع الشركاء في الوساطة بالقيام بدورها إذا كانت هناك جدية من الأطراف المعنية لإنهاء الحرب الوحشية في غزة. وأكدت حركة حماس في مناسبات عدة أن الاحتلال الإسرائيلي هو من يتعنت في أي مباحثات تتعلق بالوصول لصفقة لوقف إطلاق النار في غزة. وأسقطت الحرب الإسرائيلية في غزة أكثر من 43 ألفًا و900 شهيد، إلى جانب ما يربو على 104 آلاف جريح بعد مرور 410 أيام على بدء الحرب.