محمود عبد العزيز هو أحد أبرز نجوم السينما المصرية والعربية والتى حلت ذكرى وفاته 12 نوفمبر، وترصد "أخبار النجوم" أهم وأبرز ملامح شخصية الفنان الراحل ونشأته، وكيفية التحاقه بعالم الفن، وأهم أعماله وأبرز الجوائز التى حصل عليها، كل ذلك خلال السطور التالية. نشأته ولد محمود عبد العزيز في حي الورديان بمدينة الإسكندرية في 4 يونيو 1946. نشأ في بيئة شعبية وسط عائلة مصرية بسيطة، وكان الابن الأكبر لوالديه. كان عبد العزيز طالباً مجتهداً، وأظهر منذ الطفولة اهتماماً بالفن والثقافة، حيث كان شغوفاً بالقراءة ومشاهدة الأفلام، وهو ما أسهم في بناء مخيلته الفنية، والتحق عبد العزيز بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك برزت موهبته في التمثيل من خلال مشاركته في مسرح الكلية. وجد الشاب نفسه منجذباً نحو الفن والتمثيل، ورغم أنه لم يدرس التمثيل بشكل أكاديمي في بداية مشواره، إلا أن شغفه دفعه للالتحاق بعدد من الدورات المسرحية، ما أهله لاحقاً لدخول عالم الفن. كانت بداية محمود عبد العزيز في مجال الفن في أوائل السبعينيات، حيث شارك في أعمال درامية وسينمائية بأدوار ثانوية، وكانت بداية ظهوره الأبرز في التليفزيون من خلال مسلسل "الدوامة" عام 1974، الذي شارك فيه بدور صغير، ولكنه نجح في لفت الأنظار إليه بفضل أدائه العفوي وقدرته على التعبير عن المشاعر بشكل طبيعي، وبعد نجاحه في "الدوامة" بدأت تتوالى عليه العروض السينمائية، وبدأت مسيرته الفعلية في السينما مع فيلم "الحفيد" عام 1975 الذي حقق نجاحاً كبيراً. استمر عبد العزيز في تقديم أفلام سينمائية متنوعة، وأثبت نفسه كممثل بارع يستطيع تقديم الأدوار الرومانسية والكوميدية والتراجيدية بنفس الكفاءة، ما جعله من النجوم المفضلين لدى الجمهور المصري والعربي. أهم أعماله خلال مسيرته الفنية، قدم محمود عبد العزيز ما يزيد عن 100 عمل فني بين السينما والتلفزيون، حيث يعتبر من أكثر الفنانين تنوعًا في أدواره. وهذه بعض من أبرز أعماله التي تركت بصمة في تاريخ السينما والتلفزيون المصريين، وأهمها سلسلة مسلسل "رأفت الهجان" بأجزاءه، حيث يعتبر أحد أهم الأعمال الدرامية في تاريخ التلفزيون المصري، جسد خلاله محمود عبد العزيز شخصية الجاسوس المصري "رأفت الهجان" الذي عمل لصالح المخابرات المصرية داخل إسرائيل، قدم الدور بإتقان جعل المشاهدين يعيشون معه كل لحظة، وحقق نجاحاً ساحقاً ولا يزال يُعرض ويستمتع به الجمهور حتى الآن. هناك أيضا فيلم "العذراء والشعر الأبيض"، الذى يعد من أبرز أفلامه التي قدمها في بداية الثمانينيات، وقد تميز هذا الفيلم بقصته الإنسانية العميقة وأداء عبد العزيز الذي جعل المشاهدين يتعاطفون معه بشكل كبير. ولا نغفل فيلم "الكيف" الذى يعد من العلامات البارزة في تاريخ السينما المصرية، حيث ناقش قضية المخدرات وتأثيرها على المجتمع. لعب عبد العزيز دور "مزاجنجي"، الشاب الذي يتورط في عالم المخدرات، وقد نجح الفيلم في تحقيق شعبية واسعة وأصبح من الأفلام المميزة التي تتناول قضايا اجتماعية حساسة. وفيلم "البحر بيضحك ليه" قدم فيه شخصية مميزة تعكس شخصية الإنسان البسيط، واستطاع الفيلم أن يجذب الأنظار لقضية الطبقات الفقيرة ومشاكلهم اليومية. إلى جانب فيلم "الساحر" الذى يعتبر من أعماله الاستثنائية، حيث قدم شخصية "منصور بهجت" بأسلوب يجمع بين العمق النفسي والكوميديا السوداء. وقد أثار الفيلم جدلاً واسعاً وأثبت قدرة عبد العزيز على تقديم شخصيات مركبة ومعقدة. وفى فيلم "إبراهيم الأبيض" قدم دوراً مميزاً بجانب النجم أحمد السقا، حيث جسد شخصية معلم شديد النفوذ والسطوة، مما أضاف للفيلم طابعاً درامياً قوياً. أما "ليلة البيبي دول"، وهو أحد الأفلام البارزة التي ناقشت قضايا معاصرة، وشارك فيه نخبة من كبار نجوم السينما المصرية، ونجح الفيلم في تحقيق انتشار واسع. جوائز وتكريمات حصل محمود عبد العزيز على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الفنية تقديراً لأدائه المتميز وأعماله الرائعة، ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن دوره في فيلم "الكيت كات"، الذي يعد من أروع الأفلام في تاريخ السينما المصرية، وجائزة أفضل ممثل من مهرجان دمشق السينمائي، تقديراً لدوره الاستثنائي في فيلم "الكيف"، وجائزة التميز في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وهي إحدى الجوائز التي منحت له تكريماً لمسيرته الفنية وإبداعه المتواصل، إلى جانب جائزة الإنجاز الفني في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2012، حيث تم تكريمه على مجمل أعماله الفنية، وعلى تأثيره الكبير في صناعة السينما. رحيل في 12 نوفمبر 2016، فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية الفنان محمود عبد العزيز، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، حيث كان يعاني من مشاكل صحية عدة في الفترة الأخيرة من حياته، وفاته كانت بمثابة صدمة لعائلته وجمهوره العريض، إذ كانت له شعبية كبيرة بين الجماهير التي أحبته واعتبرت رحيله خسارة كبيرة للفن المصري والعربي. رحيل محمود عبد العزيز لم يكن فقط نهاية لفنان، بل لفصل كامل من تاريخ السينما المصرية. فبعد وفاته، ترك إرثاً فنياً عظيماً من الأعمال التي ما زالت تعرض وتستمتع بها الأجيال. وستظل ذكراه حية في قلوب محبيه وعشاق السينما، وسيبقى أيقونة من أيقونات التمثيل في الوطن العربي. اقرأ أيضا: في ذكرى رحيل الساحر.. أبز المحطات في مشوار محمود عبد العزيز