نادراً ما تحمل الفيروسات تأثيرات إيجابية، ونادراً ما تؤدي العدوى إلى نتائج صحية مفيدة، ولكن خلال الجائحة، لاحظ بعض الأطباء بشكل غير رسمي أن بعض مرضى السرطان الذين أصيبوا بفيروس كوفيد-19 الحاد شهدوا تقلصاً في أورامهم أو تباطؤاً في نموها. ويقول الدكتور أنكيت بهارات، رئيس جراحة الصدر في جامعة نورثويسترن: "لم نكن نعرف إذا كان ذلك حقيقياً، لأن هؤلاء المرضى كانوا في حالة صحية حرجة"، بحسب مجلة تايمز. اقرأ أيضًا| بيع هيكل عظمي لديناصور عملاق ب6 ملايين يورو في مزاد تاريخي بفرنسا وأضاف: "هل كان ذلك بسبب تفعيل جهاز المناعة بشكل مفرط نتيجة الإصابة بكوفيد-19 لدرجة أنه بدأ أيضاً في مهاجمة الخلايا السرطانية؟ أم ماذا؟" لذلك قرر بهارات وفريقه إجراء دراسة للتحقق مما إذا كان هذا "الفائدة الظاهرة" لكوفيد-19 يمكن أن تعلمهم شيئاً عن طريقة جديدة لمكافحة السرطان، أم أنها مجرد صدفة. طريقة لمكافحة السرطان نُشرت نتائج الدراسة في 15 نوفمبر بمجلة Journal of Clinical Investigation، حيث استخدم الباحثون خلايا بشرية ونماذج حيوانية لاكتشاف أن الخلايا المناعية المسماة الوحيدات تتصرف بشكل مختلف عند وجود فيروس SARS-CoV-2. عادةً ما تعمل هذه الخلايا على تحذير باقي الجهاز المناعي من وجود أجسام غريبة أو مسببات الأمراض. لكن في حالة السرطان، قد تسيطر الخلايا السرطانية على الوحيدات لتشكل جداراً مناعياً يحمي الورم من اكتشاف ومهاجمة الجهاز المناعي. ومع ذلك، خلال عدوى كوفيد-19، يتصل الفيروس بالوحيدات ويعيدها إلى دورها الأصلي في الدفاع عن الجسم، وبدلاً من حماية الخلايا السرطانية، تجلب هذه الوحيدات خلايا قاتلة طبيعية لمهاجمة الورم. التجارب على الحيوانات في التجارب على الحيوانات، وجد الباحثون أن مركباً يدعى Muramyl Dipeptide (MDP) يمكنه أن يقلد تأثير فيروس كوفيد-19 في تحفيز الوحيدات لتصبح أكثر فاعلية في مكافحة السرطان، مما أدى إلى تقليص الأورام بنسبة 60% إلى 70% في فئران مصابة بسرطانات بشرية مثل سرطان الثدي والقولون والرئة والورم الميلانيني، ومع أن هذه النتائج واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد التأثير نفسه على البشر.