بعد عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب للرئاسة، هناك حالة من الترقب لما سيفعله وقت توليه المسئولية. وهناك توقعان رئيسيان، فإما أن ترامب تعلم من أخطاء فترة حكمه الأولى، وسيكون أقل انحيازًا للصهيونية وأكثر انحيازًا لوضع حلول دائمة، أو أنه سيستمر على نفس سياساته القديمة ويزيد منها، خاصة انحيازه المطلق للكيان الصهيونى. ورغم أن طاقم ترامب الجديد يتكون من أكثر المؤيدين لإسرائيل ويؤكد أنه سيعطى نتنياهو شيكاً على بياض فى الشرق الأوسط كما تؤكد معظم التحليلات، إلا أن المنصات السياسية والدبلوماسية فى إسرائيل والعالم تبحث كيف سيؤثر هذا الطاقم على مستقبل العلاقة مع دولة الاحتلال، وما يتعلق بها من تطورات سياسية وعسكرية فى المنطقة عموما. ورغم أن القراءات الإسرائيلية غلب عليها الترحيب اللافت بهوية وتوجهات فريق ترمب المنتظر، إلا أنها طالبت حكومة الاحتلال بالحذر الشديد إزاء مواقف ترامب ذاته، وإمكانية أن يفرض عليها سياسات بعينها، لن تستطيع أمامه إلا الرضوخ لها. أهم القراءات الإسرائيلية تدرك، أن سياسة ترامب ستكون أكثر حسمًا فى مواجهة التحدى الأكبر الذى يواجه إسرائيل، ويتلخص بمنع إيران من التحول لقوة نووية، وهو ذاته الذى لم يتردد بالانسحاب من الاتفاق النووى نتيجة الضغوط الإسرائيلية، واغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى بغداد إلا أنه قد يكون فى ولايته الثانية أكثر حذرًا من التعامل الهجومى مع إيران، خاصة أن نائبه جيه دى فانس لم يتردد فى القول إن إيران مشكلة إسرائيلية بالأساس، وهو الذى يعبر عن تيار «أمريكا أولاً» فى الحزب الجمهورى. فى ضوء تصريحات ترامب فى مرات عديدة التى تقول إنه يريد نهاية الحروب على كل الجبهات والتى لم يتم توضيحها بعد يرى بعض المحللين أن إدارة ترامب الثانية ورغم أنها ستبقى ودّية للغاية مع إسرائيل، لكنها قد تكون أكثر تحفظاً فى ضوء التحديات الهائلة المتعلقة بنهاية حرب غزة، وعودة الرهائن، والتوصل لاتفاق فى لبنان، وعودة المستوطنين إلى الشمال.. لكن مهم أن نتذكر أن ترامب لديه أصدقاء آخرون فى الشرق الأوسط، ومعهم مصالح مشتركة، وأن ترامب يظل ترامب، الذى يعتنى بمصالح الولاياتالمتحدة أولاً، وقبل كل شىء.