13/01/2012 09:15:40 م وكالات عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بدأ الجمعة 13 يناير زيارة الي لبنان تستغرق ثلاثة ايام، عن قلقه ازاء سلاح حزب الله، داعيا لبنان الي ايجاد حل لنزعه عبر الحوار. وكان بان الذي وصل بعد الظهر الي بيروت يتحدث في مؤتمر صحفي عقده بعد محادثات أجراها مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال "نشعر بقلق عميق حيال القوي العسكرية التابعة لحزب الله وعدم احراز تقدم في مجال نزع السلاح". واضاف "هذه الاسلحة الموجودة خارج سلطة الدولة غير مقبولة"، مشيرا الي انه شجع "الرئيس سليمان علي توجيه دعوة لاطلاق حوار وطني" لبحث هذه القضية. وتتألف الاكثرية في الحكومة الحالية من حزب الله وحلفائه الذين يتمسكون بسلاح الحزب بداعي مقاومة اسرائيل، فيما تطالب المعارضة بنزع هذا السلاح معتبرة ان الحزب يستقوي به علي الداخل. وعقد ممثلو الاطراف السياسية المختلفة في لبنان في 2006 سلسلة جلسات حوار وطني حول مسائل خلافية بينها سلاح حزب الله من دون ان يتوصلوا الي تصور علي حل هذه المسألة. واستؤنفت جلسات الحوار العام 2008 بعد تطور ازمة سياسية حادة بين حزب الله وخصومه الي معارك في الشارع اوقعت اكثر من مئة قتيل، وركزت علي ايجاد استراتيجية دفاعية للبنان ومن ضمنها حل مشكلة ترسانة حزب الله. لكن هذه الجلسات تعثرت ايضا وتوقفت بعد مضي اكثر من سنة ونصف علي بدئها. وعن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والتي هي ايضا محور جدل في لبنان بين الاكثرية الحكومية والمعارضة، قال بان انه سيتم تمديد عمل المحكمة في نهاية فبراير المقبل. واضاف "المحكمة تنتهي ولايتها في 29 فبراير من هذه السنة. وفق الاتفاق بين لبنان والمحكمة، يجب ان تمدد ولايتها بعد هذا التاريخ. لاي مدة سوف يتم التمديد؟ هذا امر يجب ان نتخذ قرارا في شانه بالتشاور مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن". واضاف "نحن في خضم عملية تشاورية حول هذه المسالة. لا يمكنني ان اتكلم بالتفصيل عن هذا، سنتحدث فيه عندما يحين الوقت". وتتهم المحكمة اربعة عناصر من حزب الله بالتورط في جريمة الاغتيال التي وقعت العام 2005. ويرفض حزب الله اي تعاون مع المحكمة، معتبرا انها "اداة اسرائيلية اميركية لاستهدافه". واشار بان كي مون الي انه بحث ايضا مع المسؤولين اللبنانيين في "الوضع الحالي في سوريا وتداعياته المحتملة علي لبنان". واشار بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة اثر اجتماع ميقاتي مع الامين العام للامم المتحدة الي ان هذا الاخير دعا خلال الاجتماع الي "ضبط الامن علي الحدود اللبنانية". وشدد ميقاتي من جهته، بحسب البيان، علي "ان اولويات الحكومة اللبنانية العمل علي تحقيق الاستقرار في لبنان وابعاده عن تأثيرات الاوضاع الخارجية عليه". وقتل ستة اشخاص في مناطق حدودية لبنانية منذ اكتوبر في عمليات توغل للجيش السوري او اطلاق نار مصدره الجانب السوري تقول دمشق انها عمليات امنية تستهدف ملاحقة فارين او مهربي سلاح. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس حركة احتجاجية واسعة تواجه بحملة قمع قتل فيها اكثر من خمسة الاف شخص، بحسب تقديرات الاممالمتحدة. وكان بان دعا في حديث الي صحيفة "النهار" اللبنانية الصادرة اليوم الي موقف دولي موحد من الازمة السورية. وقال "من المهم للمجتمع الدولي ان يتحدث بصوت واحد حيال هذه الازمة. آمل في ان يكون ذلك ممكنا قريبا". واضاف انه طلب من الرئيس بشار الاسد "تكرارا ان يوقف اعمال القتل في البلاد وان يصغي الي شعبه. لقد قطع وعودا بيد انه لم يف بها حتي الآن". وينقسم اعضاء مجلس الامن حول الموقف من سوريا، وقد اعترضت موسكو علي كل مشاريع القرارات التي اعدتها واشنطن والدول الاوروبية لادانة النظام السوري وفرض عقوبات عليه. ويتفقد بان كي مون في اليوم الثاني من زيارته السبت قوات الطواريء الدولية في الجنوب التي تعرضت لعدد من الاعتداءات العام الماضي. وقال بان في مؤتمره الصحافي ان "اليونيفيل هي ثالث اكبر قوة لحفظ السلام في العالم"، مشددا علي اهمية تأمين امن افرادها. واشار الي انه طلب من رئيسي الجمهورية والحكومة "تعزيز حماية وجود الاممالمتحدة" وقد التزاما "باتخاذ التدابير الضرورية لهذا الغرض". في المقابل، عبر رئيس الجمهورية، بحسب بيان صادر عن المكتب الاعلامي للرئاسة، خلال لقائه الامين العام للامم المتحدة، عن امله في ان تؤدي "المراجعة الاستراتيجية" التي تقوم بها الاممالمتحدة لدور اليونيفيل الي "اقتراحات من شأنها تسهيل تنفيذ القرار 1701" الذي تنتشر بموجبه في لبنان "من دون تعديل في عديد القوات الدولية او مهمتها". كما جدد ان القرار 1701 الذي وضع حدا لنزاع دام بين حزب الله والجيش الاسرائيلي ينص علي وقف الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، في اشارة الي استمرار تحليق الطيران العسكري الاسرائيلي بشكل شبه يومي في الاجواء اللبنانية واحتلال اسرائيل لاراض لبنانية حدودية.