بخسارته الفادحة فى انتخابات الرئاسة والشيوخ..هل دفع الحزب الديمقراطى فاتورة سياسات إدارة بايدن الخاطئة فى الشرق الأوسط خاصة تجاه الحرب الإسرائيلية فى غزةولبنان؟ الإجابة لا يمكن أن تكون نعم لسببين: الأول، أن الأمريكيين لا يمكن أن يعاقبوا بايدن على دعمه المُطلق لإسرائيل، والثانى أن السياسة الخارجية لم تكن أبدًا عاملًا حاسمًا فى حسابات الناخب الأمريكى الذى يعطى الأولوية للاقتصاد والهجرة والقضايا الداخلية. لكن إجابة السؤال أيضًا لا يمكن أن تكون «لا» قاطعة لأن الديمقراطيين فعلًا دفعوا ثمن مواقف بايدن المتخاذلة تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو الذى تجاوز بوقاحة كل الخطوط الحمراء التى وضعتها إدارة يايدن لحفظ ماء وجهها، بدايةً من الخط الأحمر الخاص بالعملية العسكرية برفح، مرورًا بالبقاء فى محور فيلادلفيا وانتهاءً بمد الحرب للبنان، علاوةً على ذلك تفنن نتنياهو،على مدار عام كامل، فى إحراج الإدارة الأمريكية بالتراجع مرارًا وتكرارًا عن كل مقترحاتها لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بعد الإعلان عنها رسميًا فى الاعلام، كما أنه رَدَّ وزير الخارجية انتونى بلينكن خائبًا وخالى الوفاض فى 11 زيارة قام بها على مدار أكثر من عام فى محاولة لإنجاح الوساطة، يُضاف لذلك المهانة التى طالت واشنطن من إقدام نتنياهو أكثر من مرة على عمليات كبرى ونوعية من شأنها أن تشعل المنطقة، دون الرجوع والتشاور مع بايدن ومنها اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله وعمليات البيجرز والووكى توكى واجتياح لبنان. كل هذا الإذلال الذى تعرضت له الإدارة الديمقراطية لبايدن، والتى تحولت لتابعة لصانع القرار فى تل أبيب، عكس ضعفًا وهشاشةً أصابت الغرورالأمريكى فى مقتل وأكسبت شعار ترامب الشهير «فلنجعل أمريكا عظيمة مرة» زخمًا جديدًا، يُضاف لزخم صلابة برنامجه الاقتصادى وموقفه من الهجرة غير الشرعية، وإذا أضفنا لذلك افتقاد هاريس للكاريزما والقوة والخلفية الكافيين لإقناع الناخب الأمريكى غير المستعد بعد لأن تحكمه سيدة، نجد أن فوز ترامب نتيجة منطقية لحالة «النضوب» الذى يعيشه المشهد السياسى الأمريكى.