وهكذا من جيل إلى جيل ومن قوم موسى إلى مملكة بنى إسرائيل يصل الحكم إلى نبى الله داوود الذى حكم مملكة بنى إسرائيل بعد وفاة طالوت، وبايعه بنو إسرائيل، وكان لداوود وضعية مميزة فى قومه فقد آتاه الله مع الملك النبوة، وجعله رسولاً إلى بنى إسرائيل يحكم بالتوراة وأنزل عليه الزبور (أحد الكتب السماوية)، ودام ملكه فيها 40 عاماً، حتى حضرته الوفاة بعد أن أوصى بالملك لابنه سليمان عليه السلام ،الذى تولى الحكم وهو ابن 12 عاماً، ولكن الله لحكمة حباه بالفطنة وحسن السياسة، وميزه بأن سخر له الجنود من الجن والإِنس والطير، يجتمعون بأمره ويطيعونه، وعلى هذا ظل يحكم بنى إسرائيل 40 سنة حتى توفاه الله فى عام 931 قبل الميلاد. وتتوالى العصور حتى كانت محنة من المحن الكبرى فى تاريخ اليهود؛ ففى عام 597 قبل الميلاد، دخل نبوخذ نصر ملك مملكة بابل الأرض المقدسة، وقد شرَّد اليهود، وسوى أرض المقدس، وهنا ظهر اسم هيكل سليمان للمرة الأولى، فقد ادعى اليهود حينها أن نبى الله سليمان قد بنى لهم معبدا، والحقيقة أنه لم يَرد ذِكرٌ لهيكل سليمان فى القرآن الكريم، ولكن أشار القرآن الكريم إلى قصر سليمان، ومع ذلك لفقوا الأكاذيب وقالوا إن نبوخذ عندما طردهم من المنطقة، هَدم المعبد تماماً، وقالوا إن بيت المقدس قد بنى على الهيكل «المزعوم» . وفى عام 586 ق. م حاول بقايا اليهود التمرد على سلطان بابل فى فلسطين فعاد نبوخذ نصر وغزاها من جديد، وفى هذه المرة دمر القدس وعادت فلسطين كنعانية عربية تابعة للعراق تستقبل هجرات العرب من سوريا والجزيرة العربية. وبسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود فى فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون (1000 - 586 )ق.م بعد ما شردهم نبوخذ، بنى الفلستيون المسجد الأقصى، والفلستيون هم من سكنوا فلسطين 1200 سنة قبل الميلاد، أى قبل أن يدخلوها من يوشع بن نون، وبذلك تاريخياً يكون الفلستيون أو الكنعانيون هم أقدم وأول من سكن فلسطين.. وتستمر الرحلة.