رضوى خليل درست العمارة ودخلت المجال الإعلامي بالصدفة، وذلك رغم إنها ابنة المذيعة الكبيرة مهرة راشد، لكنها استغلت الصدفة أصبحت واحدة من أبرز بنات جيلها من مذيعات "ماسبيرو"، لتحقق شهرة ببرامج كثيرة متميزة أهمها "دنيا المغنى، 3×3، كتاب كل أسبوع، مقسوم".. وغيرها من البرامج.. نتحدث هنا عن الإعلامية داليا ناصر مقدمة برنامج "هنا ماسبيرو" على القناة الثانية.. التي تكشف لنا الكثير عن تجربتها الإعلامية وعلاقتها الخاصة ب"ماسبيرو"، وأيضا كواليس عملها الإعلامي.. في البداية.. حدثينا عن دراستك؟ درست فنون جميلة قسم عمارة، وأنا أميل للدراسة العلمية منذ الطفولة، ولا افضل المواد الأدبية، لذلك عملت في مجال الهندسة قبل دخولي التليفزيون لمدة عام، بل كان المجال الإعلامي خارج نطاق تفكيري. كيف بدأ عملك في التليفزيون؟ يوم زفاف شقيقي، قابلت الإعلامية سهير الإتربي - رحمها الله - وقالت لي: "ما رأيك أن تشاركي في اختبار المذيعات.. أنا أريدك أن تكوني مذيعة؟"، لكن رددت عليها بالقول: "لا أحب أن أكون مذيعة"، لأنني كنت سعيدة في مجال عملي الهندسي. من اقنعك بخوض التجربة الإعلامية لاحقا؟ والدتي الإعلامية مهرة راشد، وكان هذا حلمها، وبالفعل ذهبت لعمل اختبار المذيعات، ونتيجة هذا الاختبار لا تظهر بعدها على الفور، لكن بعد 6 شهور، وتم بالفعل قبولي. هل ندمت على هذا القرار؟ لو عاد بي الزمن لكنت وافقت سريعا على ترشيح الإعلامية سهير الإتربي لي، ولو كان بيدي لكنت عدت بالزمن أكثر لكي لا أدرس الهندسة، رغم استفادتي الكبيرة من دراستها، وحبي الشديد للرياضيات، لكن كنت سأختار مجال أسهل ومفيد مثل دراسة إدارة أعمال لكي استفيد بها في حياتي. ماذا عن نصيحة والدتك لك في أول يوم اختبار؟ والدتي تنصحني دائما، وفي أول يوم اختبار بالتليفزيون قالت لي: "ركزي على مخارج ألفاظك.. يجب أن تكون واضحة"، وذلك لأنني وقتها كنت أتحدث بشكل سريع، وحتى يومنا هذا تنصحني بالاهتمام بالمظهر، من أعلى رأسي وحتى أصابع قدمي، حتى ولو لم اظهر كليا على الشاشة، وحاليا أشكو لها من قلة نسب المشاهدة، لتمنحني سريعا القوة وطاقة إيجابية وتقول لي: "إنتي داليا زي ما إنتي.. وجمهورك له حق ولازم تحترميه.. والمكان له فضل ولازم ترديه". ماذا عن رأي والدتك في تغيير مجالك؟ والدتي لم تسعى يوما لدخولي مجال الإعلام، لكن حينما رشحتني الإعلامية سهير الإتربي رحبت بفكرة أن أكمل مسيرتها، أما والدي - رحمه الله - فقد توفى وأنا صغيرة، وأكرمني الله بزوج أمي ليكون تعويضا عن السند، وهو رجل أعمال ناجح، وكلنا نستمد طاقتنا الإيجابية منه، ويهتم بكل تفاصيلي أنا ووالدتي، فهو تعويض حقيقي عن خسارة أبي . كيف بدأ عملك بالقناة الأولى بعد نجاحك في الاختبار؟ كنت من دفعة محظوظة، حيث التحقنا بالتليفزيون عام 1998، وكان حينها من يدخل التليفزيون يلتحق بالقناة الثالثة، ثم ينتقل إلى "الأولى"، لكن الإعلامية سهير الإتربي قالت إنها تريد أن تجدد الدماء في القناة الأولى، وكانت لأول مرة دفعة جديدة شباب من حديثي التخرج يلتحقون بالقناة الأولى، والتي كانت حينها تضم رموز الإعلام، وهذا أعطانا ثقة كبيرة، لكن أيضا وضع علينا عبء كبير. بماذا استفادت من العمل مباشرة في القناة الأولى؟ استفدت كثيرا، خاصة في جانب الثبات وتنظيم التنفس أثناء الكلام، والجرأة، وحسن إدارة الهواء، ورد الفعل السريع على ما يوجهك من مفاجآت، والنطق السليم، وفي الواقع استفادت كثيرا على المستوى الإعلامي من العمل في القناة الأولى. ماذا عن تفاصيل برنامجك "هنا ماسبيرو" على القناة الثانية؟ أعتز كثيرا ببرنامج "هنا ماسبيرو"، وهو برنامج "توك شو" نحرص فيه على تغطية كل المجالات، وهو فقرتين، الأولى إخبارية نتناول فيها كل الأحداث المهمة خارج وداخل مصر، والتعليق عليها بالاتصالات، والفقرة الثانية نناقش موضوعات في مجالات عديدة، "طبي، سياسي، اجتماعي، ثقافي.. إلخ"، وفي يوم الجمعة نتحدث عن القوى الناعمة.. ودون انحياز لبرنامجي، فهو تركيبة إعلامية مميزة، خاصة أنه يقوم على كوادر متميزة، أتمنى أن يتوفر لها الإمكانيات لجذب المشاهدين. ما أهم المحطات التي تعتزين بها إعلاميا؟ أعتز بمحطة تقديم برامج الأطفال، لأنه حتى وقتنا هذا يتذكرها المشاهدون، رغم إنها كانت تعرض في وقت غير مناسب للأطفال، لكن فوجئت بردود أفعال الجمهور عليها، بالإضافة أن العمل مع الأطفال ممتع لكنه غير سهل، واكتسبت خبرات من هذا البرنامج أفادتني بعد ذلك حينما أصبحت أم، لكن حاليا، ومع تطور التكنولوجيا، من الصعب تقديم محتوى للأطفال مثل الماضي، لأن هناك تغيرات كثيرة طرأت على الطفل.. وبجانب برامج الأطفال فأنا أعتز بكل محطاتي الإعلامية، لأنني قدمت كل أشكال البرامج والنشرات الإخبارية. لكن سبق وصرحت بأن برامج المنوعات الأقرب إلى قلبك.. ما تعليقك؟ بالفعل، برامج المنوعات "قماشتها واسعة"، وتجذب المشاهد، وتحقق مشاهدات غير طبيعية، وحتى في برنامج "هنا ماسبيرو" أنحاز كثيرا لفقرات المنوعات . لو سألتك عن أقرب البرامج لقلبك؟ برامج كثيره قريبة لقلبي، منها برنامج "كتاب كل أسبوع" الذي كان يسعد الأطفال الذين يشاهدون البرنامج، وبرامج المنوعات التي كانت بدايتها برامج "طرب"، والسهرات بداية من "نجوم" و"3×3"، والبرنامج الكوميدي الذي قدمته مع الكاتب الساخر عمر الطاهر يعد من البرامج المفضلة لدي، وأيضا البرنامج الغنائي "مقسوم"، وبرنامج "ستديو 27"، وغيرها من البرامج. ما أصعب لحظاتك في "ماسبيرو"؟ لحظات صعبة كثيرة مرت علي، خاصة وقت تقديم برامج الهوا، اتذكر منها أحد البرامج السياسية كنت أقدمه مع مذيع زميل، وفجأة "على الهوا" صوتي بدء يختفي، وبعد ملاحظة الزميل للأمر استكمل الحلقة.. اتذكر أيضا في شهر رمضان كنت على الشاشة لتقديم مسلسل، وفجأة سمعت الإعداد يقول "أملي الهوا"، وقتها كانت من أصعب لحظاتي على الهوا، لأن تقديمة المسلسل لا تتعدى السطرين، فكيف أزيد موضوعات من عندي حتى أخرج من هذا الموقف، أيضا عام 2011 وقت أحداث يناير كانت صعبة على "ماسبيرو"، والغياب كان ممنوع، لكن بفضل الله تخطينا هذه الأيام بكل شجاعة . ما سر تمسكك ب"ماسبيرو" وعدم التعاقد مع أي قناة أخرى؟ "ماسبيرو بيتنا"، وله أفضال كثيرة علي أنا ووالدتي، وواجبنا عدم تركه في أصعب أوقاته، ومحاولة إسعاد جمهوره، وهذا ما علمته لي والدتي، لذا أتمنى أن يعود بريقه من جديد، كسابق عهده، ولو جاءتني فرصة العمل في قناة أخرى، مع ضمان الظهور بشكل لائق يحترم جمهوري، سأوافق لكن لن اترك "ماسبيرو". من له الفضل في نجاحاتك والداعم الأول لك؟ الداعم الأول بالتأكيد والدتي، بعد ذلك كل مرحلة كان فيها داعمين وأصحاب فضل، تعلمت منهم، مثل الإعلاميين "سهير الإتربي، زينب سويدان، نائلة فاروق، سوزان حسن، مجدى لاشين"، جميعهم دعمني بطريقته، أحيانا بقسوة الأباء لكي يشتد عودي، وأحيانا برفق لتصلني المعلومة. وماذا عن داليا الأم؟ في الماضي كان كل اهتمام أهالينا بالدراسة، لكني كأم أحرص مع أبنائي على الدراسة وأيضا بناء الشخصية، والمجال الإعلامي يصقل الشخصية ويجعلك قادرة على مواجهة أي صعوبات، وهذا أفادني في تربية أبنائي. ما هواياتك؟ الهوايات العادية، خاصة إنني شخصية "بيتوتية" أحب القراءة والأزياء، والرياضة بالنسبة لي المشي فقط . من فنانك المفضل؟ أنا أعشق كل ما هو قديم، لذلك أحب الأفلام الأبيض والأسود، خاصة أعمال نجيب الريحاني، بجانب أعمال "الزعيم" عادل إمام، محمود ياسين وأحمد زكي، ومن الجيل التالي كريم عبد العزيز وأحمد السقا، لكن في النهاية العمل هو الذي يفرض نفسه على الساحة، لكن فنانين زمان كانوا. وماذا عن مطربك المفضل؟ أيضا أحب القديم في الغناء، ومن أفضل أوقاتي العملية كانت وقت تقديم برنامج "دنيا المغنى"، وأنا عاشقة لصوت شادية ونجاة وفريد الأطرش. ما البرنامج الذي تتمنين إعادة تقديمه بطريقة جديدة؟ برامج الأطفال التي قدمتها أتمنى إعادة تقديمها بشكل جديد، لكن هذا يتطلب إنتاج ضخم، لأننا نعاني الآن من نقص في المحتوى التعليمي والترفيهي للطفل، كما أتمنى أيضا إعادة تقديم البرنامج الكوميدي الذي كنت أقدمه. أخيرا.. ما أحلامك؟ الصحة والستر لأسرتي، وعلى المستوى المهني أتمنى لكل جيلي الذي ظلم بعد 2011 أن نحصل على فرصة جديدة، ونعود ببرامج ضخمة في مستوى البرامج التي ظهرنا بها في البدايات، وتكون بإنتاج وإمكانيات مناسبة. اقرأ أيضا: عمر خيرت يحكى قصته مع الموسيقى في الشارقة للكتاب