فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أثبتت استطلاعات الرأى مرات عديدة أنها قد تكون غير دقيقة فى توقع نتائج الانتخابات، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمرشحين الجمهوريين. من أبرز الأمثلة على ذلك هو فشل استطلاعات الرأى فى توقع فوز ترامب على هيلارى كلينتون فى انتخابات 2016، حيث كأن معظم الاستطلاعات تشير إلى تقدم كلينتون. كما أظهرت نتائج الاستطلاعات نفسها انحيازًا فى تغطية وسائل الإعلام، التى ركزت على المرشحة الديمقراطية وأبرزت فرصها بالفوز على حساب ترامب. وعادت هذه الاستطلاعات التى تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية وروجت لها بتقارب الأصوات بين ترامب الرئيس المنتخب ومنافسته هاريس وأشارت بعض من هذه الاستطلاعات إلى تقدم الأخيرة وضمان فوزها وكأن ما حدث منذ ثمانى سنوات عاد ليتكرر مرة أخرى ويفوز فى كليهما ترامب. الشكوك لدى المواطن الأمريكى زادت حول دقة استطلاعات الرأى خاصة بعد فشل هذه الاستطلاعات فى توقع النتائج بدقة، وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون عدم نزاهتها أو يتهمونها بالانحياز. اعتمدت استطلاعات الرأى التى أجريت أثناء الانتخابات الأمريكية بشكل كبير على الاتصال الهاتفى والإنترنت. وبات من الصعب الوصول إلى عينة تمثيلية تعبر بدقة عن توجهات الناخبين، خاصة أن بعض الفئات لا تفضل المشاركة، أو تتجاهل هذه الاستطلاعات لأسباب متعددة. ويرى المراقبون أن بعض شركات الاستطلاع قد تبنت طرقًا أو نماذج إحصائية مالت لتحقيق نتائج معينة، سواء بقصد التأثير على الرأى العام، أو نتيجة للتحيز تجاه قضايا أو شخصيات سياسية معينة، مثل كمالا هاريس. وأثرت العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى تغير توجهات الناخبين بشكل سريع، ما جعل استطلاعات الرأى التى تعتمد على عينات صغيرة ومتغيرة غير قادرة على رصد هذا التغير بشكل دقيق فأظهرت نتائج خاطئة. وشهدت الانتخابات الأمريكية تأثيرًا كبيرًا لوسائل الإعلام فى توجيه الرأى العام الأمريكي، حيث حاولت غالبية القنوات الإعلامية تقديم صورة إيجابية للمرشحة الديمقراطية وأعطتها مساحة واسعة على حساب ترامب، ما شكل انطباعًا لدى الجمهور الأمريكى بوجود انحياز إعلامى وروجت أغلب هذه الوسائل لفوز هاريس بصورة مبالغ فيها دون أن تكون هذه هى الحقيقة، فى المقابل كان الرئيس المنتخب ترامب يعمل على أرض الواقع لحصد الأصوات وتلافى أخطاء حملته السابقة فى 2020، فكان ذلك فى صالحه بينما عاشت هاريس حلم النجاح الإعلامى المزيف وتناست الناخب الأمريكى الحقيقى الذى كان يبحث عن خطط وحلول لمشاكله الاقتصادية وغلاء الأسعار والقضية المهمة التى تشغل بال العديد من الأمريكان وهى الهجرة، فلم يجد لدى مرشحة الديمقراطيين إجابات واضحة لهذه المشاكل فاتجه تصويته إلى من يتوقع ولديه خطط لتلك المشاكل فخسرت وخسر معها حزبها. عودة الجمهوريين للحكم فى أمريكا وللبيت الأبيض قد يكون نهاية لأزمات عالمية على المستوى الدولى وحلا لمشاكل الأمريكيين على المستوى الداخلي.