هذا كتاب أهداه لى الدكتور أحمد بهي الدين رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للكتاب التى تعد دار النشر الرئيسية فى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط، مؤلفه اللواء الدكتور مصطفى كامل محمد. وقد توقفت أمام الكتاب قبل قراءته، وبعد الانتهاء منه لأنه يتناول ثورة نحيا فى مصر الآن بفضلها. وهى التى أوصلتنا إلى ما نعيشه، وربما ما يعيشه الوطن العربي والأمة الإسلامية هنا والآن. والمؤلف بدرجة عالية من الإنسانية يُهدى كتابه إلى والده ووالدته يرحمهما الله رحمة واسعة وإلى شريكة عُمره وأبنائه وأحفاده، وأساتذته وقادته. والكتاب مكتوب بقلم واحد من أبناء العسكرية المصرية. فكل كلمة مكتوبة فيه تعنى المقصود من وراء كتابتها بالحرف الواحد. ورغم أنه عن مصرنا الغالية التى نحبها جميعًا لدرجة ما بعد العشق فالكتاب مكتوب كبحث علمي يتحدث عن الوطن وعما جرى له، ويتوقف أمام هذه الثورة ثورة 30 يونيو - التى لولاها ما كُنَّا نحيا فيما نعيشه الآن. والمؤلف يتناول الثورة من حيث تأثيرها على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر فيها. والمؤلف يربط مصر بما حولها. فهى دولة دور شهد به الجميع. ويُقرِّر أن منتصف القرن العشرين شهد مجموعة من المتغيرات العالمية اتسمت بسرعة وكثافة وتراكم تفاعلاتها، كان أبرزها تلك التى أدت إلى تغيير النظام الدولى ثنائى القطبية بعد تفكك الاتحاد السوفييتى القطب الموازى. وانفراد الولاياتالمتحدةالأمريكية بالنفوذ على الساحة الدولية. ويشير المؤلف أنه كان من العسير،إن لم يكن من المستحيل، فصل تأثيرات تفاعلات المتغيرات العالمية عن تأثيرات تفاعلات المتغيرات الإقليمية. فكلاهما يؤثر فى الآخر ويتأثر به. خاصة فى منطقة لها أهمية منطقة الشرق الأوسط. وقد أدى تأثير تفاعلات هذه وتلك إلى التغيير الحاد والمفاجئ فى الموقف الاستراتيجى القوي للقوى الفاعلة فى المنطقة. الأمر الذى أدى بالتالى إلى تغيير استراتيجية بعض هذه القوى. هذا الكتاب المهم رغم أنه يُباع بثلاثين جنيهًا فقط، ويقع فى أكثر من 350 صفحة من القطع الكبير. يُقدِّم تحليلاً وافيًا لتأثير ثورة 30 يونيو على المعادلات والتوازنات الاستراتيجية ودور مصر فى ضوء النتائج التى ترتبت على هذه الثورة وعلى رأسها إقصاء الجماعة إياها التى يأبى قلمى كتابة اسمها وإبعادها. وفى نظرة للوضع قبل هذه الثورة العظيمة التى قادها الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل جسارة ووطنية. يقول المؤلف إنه قبلها كان الأمن القومى المصرى مُهددًا من الداخل والخارج فى عالم الظلام الذى تمكَّن فيه التنظيم الدولى للجماعة من الاستيلاء على حُكم مصر بمساعدة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك بعد أن قفز التنظيم على 25 يناير، وتصدَّر المشهد فغاب مفهوم الثورة عن بعض الأحداث، وعمَّت الفوضى، وانتشرت البلطجة فى ظل الانفلات السلوكى فى المجتمع. ولكن ربك بالمرصاد لهم. والشعب المصرى التف حول جيشه فى مواجهتهم. وجاءت ثورة 30 يونيو فى حشدٍ سِلمى أولاً لم تشهده البشرية من قبل لتضع رؤية استراتيجية للعملية كلها، ولإعداد مشروع قومى يلتف حوله العموم من أبناء مصر. وجرى العمل على إحداث التماسك المجتمعى والاستقرار الأمنى والسياسى لتأسيس دول ديمقراطية عصرية قادرة على إحداث التنمية الشاملة الحقيقية، تجمع مقدرات مصر السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما يضمن صيانة أمنها القومى. وبما يؤدى إلى تعظيم إدراك ووعى المصريين بأنهم المسئولون وحدهم عن إنقاذ وطنهم، وعليهم جميعًا صيانة سيادته وسلامة أراضيه فى هذه الفترة الحرجة من تاريخ بلدهم الباقى إلى يوم الدين تكريمًا وتشريفًا من رب العالمين لهذه الأمة ولهذا الوطن. يكتب المؤلف: - لقد أرسلت ثورة 30 يونيو تأثيرًا مباشرًا وكبيرًا فى البُعد السلوكى والسياسى لمصر. خاصة بعد أن أدركت خطأ الولاياتالمتحدة الجسيم فى سياستها التى اتبعتها مع مصر الثورة بعد عزل الرئيس الإخوانى. لقد أبدت الثورة العظيمة إلى إسقاط المشروع الأمريكى الذى أُطلِق عليه الشرق الأوسط الجديد.