الفن يصنع السياحة.. هذا المفهوم يعرفه جيدا صناع الفن في الغرب، فالدراما التركية ساهمت بشكل كبير في تعريف العرب بجمال المناظر الطبيعية في تركيا، لتصبح السياحة العربية حاليا هي المصدر الأول للدخل السياحي في تركيا.. أيضا أستراليا استفادت كثيرا من ترويج سلسلة أفلام "Lord of the Rings" لأماكنها الطبيعية.. أمريكا وأيسلندا والمكسيك وغيرها من الدول استفادت من الفن.. أيضا مصر تسير على خطى حاليا.. بمعارض فنية في أماكن أثرية أو تعبر عن جمال مدنها.. هذا الأسبوع انطلق معرضين يقدمان هذا المنظور.. الأول في القاهرة عند سفح الأهرام والآخر في مكتبة الإسكندرية.. تحت رعاية وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار ووزارة الخارجية المصرية وهيئة تنشيط السياحة ومنظمة "اليونسكو"، احتضنت هضبة الأهرام بالجيزة، زوار وضيوف النسخة الرابعة من معرض "الأبد هو الآن"، من كل بقاع العالم، حيث يستمر المعرض حتى 16 نوفمبر المقبل.. حيث يشارك في المعرض 12 من مشاهير الفنانين التشكيليين من مصر ومختلف دول العالم، ويعتبر المعرض الأول من نوعه، حيث يشتبك الفنانون مع أحد أعرق المعالم التاريخية فنيا، لتقديم أعمالًا فنية معاصرة تعتمد على المزج بين الحاضر والماضي، وتحاكي في الوقت ذاته التاريخ والأرض والبيئة والإنسانية. يجمع معرض "الأبد هو الآن" تنوعًا ثقافيًا غنيًا، حيث يشارك فنانون من مصر والمملكة المتحدة وإيطاليا وكوريا الجنوبية وجنوب إفريقيا وبلجيكا ولبنان وفرنسا والهند واليونان وإسبانيا وكندا، كل منهم يساهم بسرده الفريد في هذا الحوار الفني الاستثنائي. ولأول مرة منذ انطلاقه، يتضمن المعرض مشروعين متوازيين، يتضمن المشروع الأول للفنان متعدد التخصصات حسن رجب، وهو فنان مصري، عبارة عن فيديو بالذكاء الإصطناعي لمدة دقيقتين بعنوان "جسرًا بين التكنولوجيا والفن التقليدي"، ليعرض رؤيته حول كيفية مساهمة الذكاء الإصطناعي في توسيع نطاق التعبير الإبداعي.. أما العمل الثاني فهو للفنانة السعودية دانيا الصالح، حيث تشارك بمشروع فيديو يتكون من قطعة مدتها 10 دقائق من صنع الذكاء الإصطناعي تعيد النظر في العصر الذهبي للسينما المصرية.صرحت نادين عبد الغفار، المنسق العام للمعرض، ومؤسسة "آرت دي إيجيبت"، بالقول: "هذا المعرض يشكل جسرًا فنيًا بين مصر وبقية العالم، حيث يجمع بين فنانين من مختلف الثقافات والتوجهات، من خلال موقعه المميز في أهرام الجيزة، أحد عجائب العالم القديم، ويجذب الانتباه الدولي ويعزز مكانة مصر كمركز ثقافي عالمي، ويسهم في فتح حوار عالمي حول التراث والحداثة ويدعو لتبادل الأفكار والخبرات الفنية، وما يميز المعرض أيضًا أنه أصبح راسخًا في أذهان الناس على المستوى الدولي، حيث يبدأ الزوار من مختلف أنحاء العالم في حجز رحلاتهم الجوية مبكرًا لضمان حضورهم الحدث المهم في مصر والاستمتاع بتجربة فنية فريدة لا تُنسى، ويقام سنويًا في موقع التراث العالمي ل(اليونسكو) الذي يصل عمره إلى 4500 عام، في منطقة أهرام الجيزة والهضبة المحيطة بها". وتضيف نادين بالقول: "وصل عدد زوار النسخ الماضية إلى أكثر من 800 ألف زائر، من ضمنهم العديد من طلاب المدارس والجامعات، مما يعكس الإقبال الكبير من مختلف الفئات والمستويات الثقافية، هذه الأرقام تشير إلى أن المعرض قد نجح في أن يكون وجهة دولية لعشاق الفن، كما يعزز دور مصر كمنصة تجمع بين التراث العريق والإبداع المعاصر، والمعرض هذا العام يدعو إلى الاستكشاف من خلال دعوة الجمهور للتفاعل مع الأعمال الفنية بطريقة مختلفة، بحيث يصبح الزوار أنفسهم كعلماء آثار، المعرض يطمح إلى تغيير نظرة الزائر للأماكن المألوفة وتحفيزه على إعادة النظر في الرموز والتقاليد بشكل جديد، وكأنهم يقومون برحلة أثرية معاصرة للبحث عن معانٍ خفية في كل عمل فني، وفي النسخة الرابعة، يُقدم المعرض تجربة استثنائية من خلال التركيز على الإبداع الفني بإستخدام التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك الذكاء الإصطناعي". قالت اللبنانية ماري خوري إحدى الفنانات المشاركات في المعرض هذا العام: "سعيدة جدا بمشاركتي في المعرض الذي يمثل مكانة خاصة في قلبي، وتخضتنه مصر تحت سفح الأهرام، حيث التاريخ والحضارة والفن، واشارك في هذا الدورة بعمل يحمل عنوان (بحب)، وهو عمل تركيبي يحمل معه رسائل السلام والوحدة، ومكون من خامات الصلب والألياف الزجاجية مع طلاء بوليوريا". وفي نفس السياق قال الفنان جان ماري أبريو صاحب مجسم "سفينة الزمن": "اشارك بهذا العمل الفني الذي صنع في هذا الموقع من الطين الأسواني مستلهم من مركب خوفو الشمسي الذي تم اكتشافه على هضبة الجيزة، والعمل يقوم بدور عالم آثار من خلال تعويم قارب من الطين الأسواني - وهو مركب موروث من الماضي - ويتطلع إلى المستقبل، حيث يتشقق الطين مع مرور الوقت". حضر حفل افتتاح المعرض مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية، كما حضرت نسبة كبيرة من الجماهير من مختلف أنحاء العالم. في احتفاء بتاريخ وحاضر مدينتي الإسكندريةوأثينا، افتتحت مؤسسة "آرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، معرض "قصة مدينتين: أثيناوالإسكندرية" والذي تستضيفه مدينة الإسكندرية حتى 4 نوفمبر، وذلك بحضور ومشاركة جمال حسني، مدير إدارة المعارض والمجموعات الفنية بمكتبة الإسكندرية. المعرض في نسخته الثانية – حيث استضاف النسخة الأولى متحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا في يونيو الماضي – يقام تحت رعاية وزارات الثقافة والخارجية والسفارة المصرية في اليونان، لعرض أعمال الفنانين المعاصرين من اليونان ومصر، والتي تستلهم الإرث الفني للشعبين. وقالت نادين عبد الغفار مؤسسة "آرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور": "يسلط المعرض الضوء على فنانين عالميين استلهموا أعمالهم من الروابط التاريخية الوثيقة بين المدينتين، وتعكس أعمالهم الفنية حوارا فنيا وثقافيا بين الإسكندريةوأثينا؛ ليكشف عن العادات والتقاليد والفلسفات المشتركة التي شكلت الحضارتين المصرية واليونانية على مر الزمن، وهو تكريم للعلاقات التاريخية العميقة والهوية المميزة للشعبين والتي تتجاوز الزمن". اقرأ أيضا: قصور الثقافة تقيم حفل توزيع جوائز مسابقة «الكاتب المصري» معرض "قصة مدينتين" يشهد مشاركة عدد من الفنانين العالميين منهم: عمر طوسون، سعيد بدر، إزميرالدا كوزماتوبولوس، جان بوغوسيان، أنطونيلا ليوني، الشيخ راشد الخليفة، إميليو فيررو، حازم المستكاوي، أرتور ليشر، ميتشا كاتوي وكوستاس فاروتسوس وكريم الحيوان، ولأول مرة، يشارك الفنان حسن رجب بفيديو معد بتقنية الذكاء الإصطناعي حول الروابط التاريخية والثقافية بين اليونان والإسكندرية، وتعرض الأعمال الفنية داخل مبنى مكتبة الإسكندرية بالساحة الخارجية للمكتبة. وكان المعرض في افتتاحه قد شهد حضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية والسفيرة إيست رومان مالدونادو سفيرة الدومنيكان لدى مصر، كما حضر افتتاح نسخة المعرض في متحف الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية نادين عبد الغفار، مؤسسة "آرت دي إيجيبت، كلتشرفيتور"، والسفير عمر عامر، سفير مصر لدى اليونان، ودكتور نيكولا ستامبوليدس، مدير متحف الأكروبوليس.