محمد رياض مع اقتراب انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأمريكية الثلاثاء المقبل، يراهن المستثمرون الأمريكيون على فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب. فالصفقات التى يقوم بإبرامها المستثمرون الأمريكيون خلال هذا الأسبوع وقبل أيام من الانتخابات الأمريكية، خاصة فيما يخص «خيارات أسعار الفائدة» تدل على انهم يراهنون على فوز ترامب، حيث تقول التحليلات إنه فى حال فاز الجمهوريون بالرئاسة مع انتخابات الكونجرس سيقومون بفرض رسوم جمركية أعلى، وبالتالى سترتفع أسعار الفائدة. ولهذا يراهن المستثمرون الآن على أن مجلس الاحتياطى الفيدرالى قد يرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، وهو احتمال لم يكن مطروحًا فى السابق ويعكس التحول فى توقعات السوق بعد بيانات اقتصادية أقوى من المتوقع وتعليقات متشددة من صناع السياسات. اقرأ أيضًا | عيون المرشحين تتركز على الولايات المتأرجحة واستطلاعات الرأى تخدع الجميع ووفقًا لتداولات أسواق الخيارات، فهناك احتمال بنسبة واحد إلى خمسة تقريبًا لزيادة أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر ال 12 المقبلة، وهو تحول حاد لما كانت عليها التوقعات فى بداية العام. ومع ذلك، يرى الخبراء أنه إذا فاز الديمقراطيون، فقد يؤدى ذلك إلى زيادة الضرائب على الشركات والأسر ذات الدخل المرتفع، مما قد يؤثر سلباً على النمو الاقتصادى. ومن المرجح حدوث انخفاض فى التضخم. ويعرض ترامب خطة لنهضة صناعية لأمريكا، حيث تعهد بموجبها باسترجاع وظائف من دول أخرى عبر تقديم تخفيضات ضريبية وتخفيف اللوائح التنظيمية وفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على السيارات المصنعة فى المكسيك. وتتضمن سياسات ترامب الاقتصادية، المعروفة باسم «ترامبونوميكس» التى تتخلى عن مبدأ التجارة الحرة، رسومًا جمركية ضخمة، وتخفيضات ضريبية للشركات تصل إلى 15%، أما بخصوص الصين، فاقترح ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على وارداتها، ورسوم عامة بنسبة 20% على الواردات من دول أخرى. وقدرت مؤسسة الضرائب، أن خطط ترامب قد تكلف 1.3 تريليون دولار خلال العقد القادم، بينما يقدر محللون آخرون أن التكاليف قد تصل إلى 4 تريليونات دولار إذا تصاعدت الحرب التجارية، مما سيقضى على أى مكاسب اقتصادية ناجمة عن التخفيضات الضريبية. من جانب آخر، تؤكد هاريس التزامها بسياسات بايدن الاقتصادية المعروفة باسم «بايدنوميكس» عبر توسيع الإعانات الحكومية للإسكان، ورعاية الأطفال، والتصنيع المحلى. وتسعى هاريس، مثل بايدن، إلى إكمال المهمة فى خطة «إعادة البناء بشكل أفضل»، من خلال تمرير زيادات ضريبية على الشركات والأرباح الرأسمالية للأثرياء، بما فى ذلك الأرباح غير المحققة، وهى الزيادات التى فشل بايدن فى تمريرها. ومن الناحية النظرية، تطمح هاريس لاستخدام هذه الزيادات الضريبية لتمويل الإعفاء الضريبى للأطفال، مع تحسين أجور العاملين فى مجال الرعاية. وكان استطلاع جديد للرأى أجرته صحيفة «فاينانشال تايمز» أظهر أن دونالد ترامب تفوق على كامالا هاريس باعتباره المرشح الذى يحظى بثقة الأمريكيين فيما يتعلق بالاقتصاد، وهو ما يسلط الضوء على كفاح الحزب الديمقراطى لإقناع الناخبين بأنهم فى حال أفضل الآن مما كانوا عليه قبل أربع سنوات.