عواصم - وكالات الأنباء: يسابق المفاوضون الزمن من أجل حسم «هدنة» على جبتهى غزةولبنان مع الاحتلال عبر تحركات شهدتهما الدوحة وبيروت فى وقت تتكبد إسرائيل خسائر متتالية، إذ اعترفت دائرة تأهيل الجنود الجرحى فى وزارة الدفاع بأنها استوعبت منذ بداية حرب القطاع فى 7 أكتوبر الماضى نحو 12 ألف جندى ومجندة. وتصطدم جميع مقترحات «الهدن الصغيرة» بمطلب حركة «حماس» الرئيسى بانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، إذ ينتظر لقاء الوسطاء القطريين بقادة الحركة للوقوف على مدى الاستعداد ل«صفقة صغيرة» وفق الرؤيتين المصرية أو الروسية. وبحسب تقارير عبرية فإن الهدن المطروحة تتمحور حول الاقتراح المصرى بإطلاق سراح أربعة محتجزين إسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 14 يومًا وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وهنا تتبنى الخطوط العريضة وقف القتال لمدة 48 ساعة، وبقية الأيام ستكون هناك مفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار. إلا أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أبدى قبل يومين موافقة على جزئية تتعلق فقط بإطلاق سراح أربعة محتجزين مقابل وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة فى غزة. أما المقترح الثانى وفق صحيفة يديعوت أحرونوت - فناقشه رئيس الموساد ديدى برنيع فى الدوحة مؤخرًا ويتبنى إطلاق سراح من 11 إلى 14 محتجزًا، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا، ولكن أيضًا سيُطلب من إسرائيل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مع بحث عددهم خلال المفاوضات. غير أن الخطوط العريضة لهذا المقترح تصطدم بعدم وجود تنازلات أو انسحابات إسرائيلية، ما دفع قطر والولايات المتحدة لصياغة خطة تحصل «حماس» بموجبها على ضمانات بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة فى المستقبل، وفى واقع الأمر فإن هذه الضمانات لابد أن تتجاوز رفض نتنياهو الانسحاب. وستكون تل أبيب مطالبة ب«السخاء» فى إطلاق سراح الأسرى. أماالمقترح الثالث فهو «روسى» ويستهدف صفقة تشمل إطلاق سراح محتجزين مزدوجى الجنسية، هما ألكسندر تروبانوف ومكسيم هاركين. وهنا سبق وتعهد نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس موسى أبو مرزوق خلال زيارته لموسكو الأسبوع الماضى بإعطاء الأولوية للإفراج عنهما أولا، لكن لم يكن من الواضح ما يعنيه ذلك وما إذا كان سيتم إطلاق سراحهما بشكل منفصل أو كجزء من إحدى الصفقتين الأخريين المعلقتين. وعلى الرغم من ضغوط إدارة الرئيس جو بايدن لإتمام صفقة صغيرة تكون داعمة لنائبته الديمقراطية كامالا هاريس إلا أن التقديرات تشكك فى إمكانية إتمام الصفقة قبل الانتخابات الأمريكية. إلا أن المتوقع بقوة أن نتنياهو سيتعرض لضغوط شديدة، سواء من دونالد ترامب أو من كامالا هاريس، اللذين سيطالبانه بالسعى لإنهاء الحرب فى الشمال والجنوب وتعزيز وقف إطلاق النار مع الخطوط العريضة للحرب.كانت تقارير تحدثت عن استقالة أحد كبار أعضاء فريق التفاوض الإسرائيلى فى محادثات الإفراج عن المحتجزين وهو العميد أورين سيتر بشكل مفاجئ مرجعة ذلك إلى «الجمود فى المحادثات». وتبقى النقطة الفاصلة إسرائيليًا فى التحركات من أجل التهدئة، حديث وزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت قبل أيام عن ضرورة تقديم «تنازلات مؤلمة» لضمان استعادة المحتجزين فى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب. وبالتزامن مع التحركات فى جبهة غزة فإن الوسطاء عازمون على توحيد الاتصالات من أجل التوصل إلى صفقة رهائن لوقف إطلاق النار فى لبنان. وتحدثت تقارير إعلامية عن وصول كبيرى مستشارى الرئيس الأمريكى، عاموس هوكشتاين وبريت ماكجورك، إلى إسرائيل اليوم لمحاولة إبرام اتفاق ينهى الحرب فى لبنان ويسمح للنازحين على جانبى الحدود بالعودة إلى منازلهم.ونقل موقع «والا» العبرى عن مسئولين إسرائيليين وأمريكيين كبار قولهم إنهم يعتقدون أنه بعد الضربات التى تعرض لها حزب الله خلال سبتمبر الماضى وأكتوبر الجارى أصبح أخيرًا مستعدًا للانفصال عن «حماس» فى غزة والسعى إلى وقف منفصل. وبات ممكنًا التوصل إلى اتفاق ينهى القتال بين الطرفين فى غضون أسابيع قليلة. وبحسب مسئولين إسرائيليين فإن الاتفاق المطروح يستند إلى تجديد تطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701 الذى أنهى حرب لبنان الثانية فى عام 2006 عبر إعلان وقف إطلاق النار تليه فترة انتقالية مدتها 60 يومًا على أن ينسحب «حزب الله» من شمال نهر الليطانى وينقل أسلحته الثقيلة بعيداً عن حدود الأراضى الفلسطينية المحتلة. بدورها، تؤكد تقارير إعلامية لبنانية أن «حزب الله» يظل متمسكًا بوقف العدوان بشكل كامل كشرط إلزامى للبناء عليه. عسكريًا، تشير أرقام وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى مقتل777 جنديًا منذ السابع من أكتوبر 2023 على جبهات مختلفة. أما دائرة تأهيل الجنود الجرحى بالوزارة فأوضحت أن بين 12 ألف جندى أصيبوا من العمليات نفسها هناك 5196 جنديًا تلقوا العلاج مع إصابات جسدية، والباقون إصابات نفسية أو إصابات ما زالت قيد العلاج ولا يمكن حصرها فى هذه المرحلة، من بينهم 768 إصابة بليغة و1283 إصابة متوسطة و3145 إصابة خفيفة. وتتوقع الدائرة فى تقديرات مستقبلية لها أنه وحتى سنة 2030 سيصل عدد الجنود المصابين، الذين يتلقون خدمات لديها إلى 100 ألف جندى وجندية.