نبأ وفاته أحزن عشاق الفن العربي، الذين اعتبروا فيه أحد أعمدة السينما والتلفزيون في مصر، إنه الفنان مصطفى فهمي الذي غيبه الموت عن عالمنا عن عمر يناهز 82 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض، حيث تدهورت حالته الصحية عقب إجراء عملية جراحية دقيقة لإزالة ورم سرطاني في المخ. حياة فنية حافلة وُلِد مصطفى فهمي في 7 أغسطس 1942 في مدينة القاهرة، وكان له دور بارز في تشكيل المشهد الفني المصري، فهو من أسرة أرستقراطية ذات أصول شركسية كانت تمارس العمل السياسي، حيث كان جده محمد باشا فهمي رئيساً لمجلس الشورى، ووالده محمود باشا فهمي كان سكرتيراً لمجلس الشورى، كما أن جدته هي أمينة هانم المانسترلي صاحبة استراحة المانسترلي، وهو الشقيق الأصغر للممثل المصري حسين فهمي. درس في المعهد العالي للسينما في القاهرة وحصل على بكالوريوس من معهد السينما قسم تصوير، بدأ مشواره الفنى كمساعد تصوير في فيلم (أميرة حبي أنا) عام 1974 مع مدير التصوير عبد الحليم نصر ثم اشترك بالتمثيل في فيلم أين عقلي. بداية مسيرته الفنية بدأ مسيرته التمثيلية بالصدفة ليشارك في بطولة (أين عقلي) بنفس العام، ثم شارك عام 1976 بأربعة أعمال (قمر الزمان، لمن تشرق الشمس، وجها لوجه، نبتدي منين الحكاية)، لتتوالى بعدها أعماله ما بين السينما والتلفزيون والتي من أبرزها (قصة الأمس، حياة الجوهري، أيام في الحلال). حياته الشخصية تزوج من سيدة إيطالية، وله منها ابن وبنت، ثم تزوج من الممثلة المصرية رانيا فريد شوقي منذ العام 2007 وحتى طلاقهما الثالث في 2012، وفي عام 2015 تزوج من الإعلامية اللبنانية فاتن موسى ثم أُعلن طلاقهما في عام 2021. أبرز أعماله ومن أعمالها السينمائية "أين عقلي"، "المليونيرة النشالة"، "البنت اللي قالت لا"، "الحب في غرفة الإنعاش"، "لصوص خمس نجوم"، "الوردة الحمراء"، "السرب"، "موعد مع القدر"، وغيرها الكثير. ومن أعماله الدرامية: "الرجل الذي أحبه"، "دموع في عيون وقحة"، "محمد رسول الله"، "زائر الليل"، "الضابط والمجرم"، "نار ودخان"، " أبيض وأسود"، "بنت سيادة الوزير"، "امرأة وثلاثة وجوه"، "الصياد والأفعى"، "القلب يخطىءأحيانا"، "قسمتي ونصيبي"، "قضية معالي الوزيرة"، "نكدب لو قلنا ما بنحبش"، "مأمون وشركاه"، "مليكة"، "بابلو". تأثيره على الأجيال لم يكن مصطفى فهمي مجرد ممثل، بل كان مدرسة في فن التمثيل، ترك أثره على العديد من الفنانين الشباب، الذين أشاروا إلى تأثيره في مسيرتهم الفنية، أسلوبه الفريد وأدائه العميق جعلاه محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. محطات شخصية بالإضافة إلى مسيرته الفنية، عُرف فهمي بشخصيته الودودة ومحبته للحياة. كان يحظى باحترام كبير من زملائه في الوسط الفني، وأثبت أنه ليس فقط فناناً موهوباً، بل أيضاً إنساناً يحمل قيماً نبيلة. وداعه تلقى الوسط الفني والصحفي خبر وفاته بصدمة كبيرة، حيث نعاه العديد من الشخصيات العامة والفنية معبرين عن خالص تعازيهم لأسرة الراحل ومحبيه، ومؤكدين أن فقدان مصطفى فهمي هو خسارة لا تعوض للفن المصري، وذكراه ستبقى خالدة في قلوب محبيه. بهذه الخسارة، نُسجت سيرة حياة فنان ترك بصمته في تاريخ السينما المصرية، وكتب اسمه بأحرف من نور في سجلات الفن العربي، فلن تنسى إسهاماته الفنية، وستبقى أعماله خالدة تتردد أصداؤها في ذاكرة الأجيال القادمة.