عام من القتل والإرهاب والتدمير، ولازالت آلة الإجرام الإسرائيلى تعمل بكل جهدها وطاقتها، ليس فى غزة فقط، إنما استدارت كما كان متوقعا لتضرب وتحرق فى لبنان ثم العراق وسوريا، وكأنه لم تكف أنهار الدماء ولعام كامل بغزة لتروى نهم تل ابيب وداعميها العطشى دائما لدماء العرب رافعين شعار «هل من مزيد» ، ولعل المزيد من الدماء البريئة سيزداد تدفقها الأيام المقبلة وحتى انتهاء الإنتخابات الأمريكية الحالية بل ولحين تنصيب الرئيس الجديد. وهنا نتوقف ليس فقط عند الإجرام والفُجر الإسرائيلى الذى أصبح معتادا، ولا عند الصمت والتخاذل والعجز الدولى فهو متوقع طالما الضحايا عرب!، لكن نتأمل الرهان الصهيونى الذى ما خاب مرة منذ اليوم المشؤوم للولاده غير الشرعية لهذا الكيان الدخيل المغتصب المجرم، إسرائيل تراهن دائما على نقطتين أساسيتين تفعل معهما ما تشاء، الاولى الكذب والتحايل وتزييف الحقائق واليهود أكثر من يجيد ذلك طوال تاريخهم، والنقطة الثانية الأهم رهانها على تعود الناس على جرائمها لتتحول إلى عادة وروتين يومى يتعجب العالم إن لم تحدث!، وتلك الطامة الكبرى بالقضية الفلسطينية، ولخطورتها فقد حذر أزهرنا الشريف بأول بيان له مع اندلاع الحرب القذرة بغزة من أن يتحول القتل والتدمير الى عادة يتعايش معها العالم، وقد كان ! وطوال الصراع العربى الإسرائيلى ومع كل مذبحة وإجرام، يبدأ رد الفعل الدولى قويا-لكن صوتيا فقط-مع بعض القرارات الحماسية ، ثم تهديد بعقوبات ، ثم يخبو شيئا فشيئا حتى يستكثر المجتمع الدولى حتى مجرد الإدانة. ولعل تلك النقطة يستوعبها جيدا من يقف مع أقذر مجرمى التاريخ الإنسانى نتنياهو، فلم يخفف يوما وطأة حربه القذرة، بل ويستحدث ويطور يوميا أساليبه المجرمة لإبادة شعبنا الفلسطيني، ولا يخرج لسانه فقط كسابقيه للمجتمع والمنظمات الدولية، بل يستل حذاءه أيضا ويضعه فى وجههم وسط حماية أنجلوأمريكية وقحة، ولا أدرى إلى متى يستمر هذا الوضع ، وهل لو وصل عدد الضحايا لنصف مليون او حتى كل الغزاويين سيفيق العالم؟ وهل سيأتى يوم تخسر فيه إسرائيل رهانها هذا؟!