صدر حديثا ديوان "أبواب كثيرة لعدن"، للناقدة الأدبية والشاعرة منال رضوان وهو الديوان الثالث عقب أنا عشتار وقربان لا تأكله النار والعمل العاشر في مجمل أعمالها الأدبية التي تنوعت بين الرواية والشعر والمجموعات القصصية والنقد الأدبي، والديوان الصادر عن دار إضاءات للنشر صمم غلافه الفنان محمد رضوان، ويحتوي على عشرين قصيدة. ويطرح موضوعات عميقة تتناول الصراع الداخلي الذي يخوضه الإنسان بين رغباته الدنيوية وأشواقه الروحية، ويقدم تأملات في مفهوم الخلاص وطرق الوصول إليه، ويبدو أن "عدن" هنا ترمز إلى الحياة الأبدية والراحة الدائمة التي تنتهي عندها كل التحديات وتُشفى فيها كل الجراح. ومن قصائد الديوان قصيدة بعنوان "بلا غد"، والتي تصور النسيان بوصفه تجربة إنسانية معقدة، تتجاوز حدود الإرادة، وتنسج تداخلات بين الألم والشفاء. تقول الشاعرة في القصيدة: بلا غد النِّسيانُ هو فِعلٌ لا إراديٌّ للتَّطهُّر اِلْتِقامُ "كْرونُوس" لِحواسِّك المبتورةِ الرَّحِمُ الطُّفَيْلي.. ! العاجزُ عن حملِ صَريرِ مُخاضِك ذاكَ الثُّقبُ في ذاكرةٍ نَخِرةٍ، لا يُنضجُ شيئًا.. يلتَفُّ كَسِلسالٍ أَحمر، يَفتَرِسُ عنقَ الليلِ ويهربُ هوَ رَتقُ الثَّوبِ الأندلُسيّ.. بِحَسَكٍ يُستَلُّ من أسماكٍ نَتِنةٍ مِرآةٌ جائعةٌ تستشرفُ ماضيكَ.. فلا تُبصر! النِّسيانُ هو الغدُ المُدبِرُ...