القمار آفة أخلاقية تحرمها الرسالات السماوية ويجرمها القانون والمجتمع وعندما يفشل الشيطان فى نشر رزيلة ما فإنه يغير من مظهرها قليلا لتلتبس على البشر ويقبلون عليها فتحولت ترابيزة القمار إلى منصة الكترونية وأبدل الشيطان مسمى القمار إلى المراهنات الالكترونية واتخذ من المباريات الرياضية طريقا لحرب جديدة على عقول وحياة الشباب والأطفال لتدميرهم وتدمير أسرهم ومجتمعهم . استغلت عصابات المراهنات الرياضية التقدم التكنولوجى الرهيب فى عالم الاتصالات لنشر هذا المرض الاجتماعى شديد الخطورة بين الأطفال والشباب عبر تطبيقات المراهنات مستغلة قلة الوعى لديهم وولعِهم بكرة القدم ليدخلوا عالم لن يستطيعوا الخروج منه بسلام . حذرت أصوات عديدة من المراهنات الالكترونية وتحركت الدولة المصرية في الوقت المناسب لحماية أبنائنا من الوقوع فى براثن هذه التطبيقات وقامت خلال الأيام الماضية بحجب واحد من أشهر وأخطر تطبيقات المراهنات الرياضية وبدأت الجهات الرقابية والأمنية فى تعقب هذه العصابات وهى خطوة مهمة جدا فى أعقاب حوادث مؤلمة من قتل وانتحار لأشخاص وقعوا فى إدمان المراهنات الرياضية وننتظر ما وعد به رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب من وضع تشريعات لتجريم هذه التطبيقات والحد منها . . لأن محاربة هذه الظاهرة فى مهدها جزء من عملية إصلاح تقوم بها الدولة للرياضة المصرية. المواجهة الأمنية والقانونية لهذه الحرب الموجهة إلى عقول شبابنا لا تكفى بمفردها ولابد أن تتضافر معها المسئولية المجتمعية لمحاربة المراهنات الرياضية بكافة أشكالها . المسئولية على الأسرة فى متابعة أبنائها وتوجيههم وهناك أيضاً مسئولية على الإعلاميين فى البرامج الرياضية التى يتابعها الملايين ولديهم كثافة في المشاهدة بالتنبيه المستمر على خطورة التطبيقات وعدم شرعيتها لتوعية الشباب ومن ناحية أخرى عليهم هم أيضاً التوقف عن لعبة التوقعات للمباريات التى أصبحت «سداح مداح» حتى لمباريات الدرجات الأدنى من المسابقات ونرى فيها العجب بعيدًا عن المنطق وأصبحت مبررًا لاستخدام تطبيقات المراهنات الالكترونية .