تعد مدينة رشيد، الواقعة في محافظة البحيرة، إحدى أقدم المدن في مصر، وواحدة من أبرز المراكز التي تجسد روعة الحضارة الإسلامية. تعتبر رشيد ثاني أكبر مدينة بعد القاهرة من حيث احتوائها على الآثار الإسلامية، حيث تحتضن بين جنباتها العديد من المعالم التاريخية والدينية الفريدة التي تعود إلى عصور مختلفة، من المساجد العريقة إلى البيوت الأثرية والطواحين القديمة، تجمع المدينة بين الجمال التاريخي والموقع الجغرافي المتميز على ضفاف نهر النيل، مما يجعلها مقصدًا هامًا للسياح والباحثين عن عبق التاريخ. * مدينة رشيد: تقع مدينة رشيد في شمال محافظة البحيرة، حيث تشتهر بأنها واحدة من أهم المدن التاريخية التي حافظت على طابعها الإسلامي عبر القرون. تتميز المدينة بجمال طبيعي يجمع بين نهر النيل والساحل الشمالي، وتاريخها العريق يجعلها غنية بالمعالم الأثرية التي تروي قصصًا من الماضي. * قلعة رشيد تعد قلعة رشيد أحد أبرز معالم المدينة التي تعود إلى العصر العثماني. بنيت القلعة للدفاع عن المدينة ضد الهجمات البحرية، حيث تطل على البحر والنيل، ما منحها موقعًا استراتيجيًا هامًا. تتميز القلعة بتصميمها المعماري القوي والمباني الداخلية التي كانت تستخدم لحماية الجنود وتخزين المعدات العسكرية. * مسجد أبو مندور يعد مسجد أبو مندور من أقدم المساجد في المدينة، ويقع على هضبة تطل على نهر النيل. يُعتقد أن المسجد بُني خلال العصر العثماني وهو يُعتبر مكانًا مقدسًا يقصده الزوار للتبرك وللتمتع بإطلالة خلابة على المدينة ونهر النيل. يتميز المسجد بمئذنته العالية وتصميمه المعماري البسيط الذي يجمع بين الأصالة والجمال. * بيت الأمصيلي يُعتبر بيت الأمصيلي من أبرز المنازل الأثرية في رشيد، وهو مثال حي على العمارة الإسلامية التقليدية. يعود تاريخ هذا البيت إلى القرن الثامن عشر، وكان يخص أحد التجار الكبار في رشيد. يتميز بتصميمه الداخلي والخارجي الذي يعكس أناقة وروعة العمارة الإسلامية، مع استخدام الخشب المزخرف والنقوش الجميلة. * طاحونة أبو شاهين تمثل طاحونة أبو شاهين أحد المعالم الصناعية القديمة في رشيد. بُنيت الطاحونة خلال العصر العثماني وكانت تستخدم لطحن الحبوب. تتميز هذه الطاحونة بتصميمها المميز والآليات التقليدية التي كانت تستخدم في ذلك الوقت، وهي تعتبر شاهدة على تطور الصناعة في المدينة. يعد متحف رشيد نافذة مفتوحة على تاريخ المدينة وثقافتها. يضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية والتحف التي تعود إلى عصور مختلفة، بما في ذلك العصر العثماني والمملوكي. يعرض المتحف قطعًا نادرة، مثل الأواني الفخارية والمخطوطات والعملات القديمة، إلى جانب لوحات تصور الحياة اليومية في رشيد عبر الزمن. * هضبة أبو مندور تعتبر هضبة أبو مندور إحدى أبرز المعالم الطبيعية في المدينة، وهي تقع بالقرب من مسجد أبو مندور. تتميز الهضبة بإطلالتها الساحرة على نهر النيل، وتعتبر مكانًا مميزًا للتنزه والاستمتاع بجمال الطبيعة والتاريخ معًا. يتمتع الزوار من فوق الهضبة بمشهد بانورامي للمدينة والمناطق المحيطة بها. * الجامع العباسي الجامع العباسي هو أحد المساجد التاريخية في رشيد، ويعود بناؤه إلى العصر العباسي، يتميز المسجد بتصميمه البسيط والزخارف الإسلامية التقليدية، ويُعتبر من الأماكن الدينية المهمة التي تشهد حضورًا كبيرًا من المصلين، لا سيما في شهر رمضان والأعياد الإسلامية. * التراث الإسلامي في رشيد رشيد ليست مجرد مدينة تحتوي على بعض المعالم الأثرية، بل هي مدينة تحتوي على ما يقارب 22 منزلًا أثريًا وحمامًا وطاحونة، بالإضافة إلى 11 مسجدًا وزاوية وثلاثة أضرحة، هذه المباني تُجسد مختلف العصور الإسلامية وتوفر للزوار تجربة غنية ومتنوعة تجمع بين التاريخ والدين والثقافة. تُعتبر مدينة رشيد جوهرة لا تُقدر بثمن في محافظة البحيرة، وواحدة من أهم المدن التي تحتفظ بتراثها الإسلامي العريق. تجمع المدينة بين التاريخ والجمال الطبيعي، حيث يستطيع الزائر أن يستمتع بجولة بين القلاع والمساجد والطواحين والمنازل الأثرية، لتكون تجربة تجمع بين الحاضر والماضي في آن واحد، إن الاهتمام بهذه المعالم وصيانتها يعد مسؤولية كبيرة، لضمان استمرارية هذه الكنوز التاريخية للأجيال القادمة. اقرأ أيضا | محافظ البحيرة: الدولة تسعى لتطوير المنازل الأثرية بشارع دهليز الملك في «رشيد»