تصاعدت أمس لليوم ال384 على التوالى حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال على شمال قطاع غزة لاسيما فى مخيم جباليا باستخدام مختلف الأسلحة الفتاكة ضد شعب أعزل يسعى لنيل حريته. وأعلن الدفاع المدنى فى غزة عن توقف خدماته الإنسانية فى شمال القطاع بعد استهداف عناصره من قبل جيش الاحتلال الذى اعلن امس اعتقال أكثر من 200 فلسطينى خلال العمليات فى جباليا شمالى غزة. يأتى ذلك فى الوقت الذى وصل فيه وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، إلى العاصمة القطرية الدوحة فى إطار جولته بالشرق الأوسط من أجل جهود وقف الحرب فى غزة ومنع المزيد من التصعيد فى المنطقة. من جانبها، قالت حركة حماس إن قيادة الحركة تجرى اتصالات مكثفة لإجهاض خطة الجنرالات ووقف حرب الإبادة والمجازر فى قطاع غزة. اقرأ أيضًا | سوق المراهنات حرب ترامب وهاريس خارج الصندوق وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل: «تم استهداف الطواقم، وأصيب عدد منهم، وهناك آخرون ينزفون فى الطرقات دون وجود أى جهة قادرة على إنقاذهم»، واصفًا الوضع بالكارثى فى ظل بقاء المواطنين بدون خدمات إنسانية. وذكرت مصادر ان قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف مستشفى العودة بمنطقة تل الزعتر فى مخيم جباليا شمالى قطاع غزة. وقال المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، إن هناك تصاعدا ملحوظا فى حالات القتل التى يرتكبها جيش الاحتلال، وأن المدنيين فى غزة يواجهون كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة فى خضم الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة. وأكد أن قرار إسرائيل تعطيل عمل الدفاع المدنى وطواقم الاسعاف بالتوازى مع استهداف وحصار المستشفيات فى شمال القطاع، يعنى قرارا رسميا بإعدام آلاف المصابين والمرضى، ضمن سعيها المعلن لإكمال تفريغ المنطقة من سكانها بالقوة وطردهم تحت وطأة القتل والتجويع والترهيب، فى إطار جريمة الإبادة الجماعية التى ترتكبها فى قطاع غزة منذ أكثر من عام. وأفاد الأورومتوسطى فى بيان له أن طواقمه الميدانية وثقت توجيه قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى طائرات كوادكابتر مساء أمس الاول نحو أماكن تواجد الدفاع المدنى والخدمات الطبية فى مشروع بيت لاهيا شمالى القطاع، وأجبرتهم على ترك العربات وأدوات الإنقاذ القليلة التى يملكونها للتدخل الإنسانى والتوجه باتجاه المستشفى «الإندونيسي» حيث تقيم هناك حاجزًا للتفتيش، وهددتهم بالقتل خلال 10 دقائق. وأضاف أن الجيش الإسرائيلى قصف بطائرة مسيرة مجموعة من طواقم الدفاع المدنى وأصاب ثلاثة منهم، واستهدف عربة الإطفاء الوحيدة شمال غزة ودمرها، واعتقل خمسة من أفراد الدفاع المدني.وأشار إلى أنه إثر التهديد الإسرائيلي، أعلن الدفاع المدنى توقف خدماته بالكامل شمال قطاع غزة، وهو ما يعنى إنهاء عمليات الإنقاذ المحدودة التى كان يجريها أفراد الدفاع المدنى والإسعاف لمن يستهدفهم القصف الإسرائيلى وازديادًا حتميًّا فى عدد الضحايا القتلى، حيث سيتعذر إسعاف المصابين ونقلهم وتقديم العلاج الضرورى لهم. وأوضح أن ذلك يأتى بالتوازى مع خروج المستشفيات الثلاث فى شمال غزة؛ «كمال عدوان» و»الإندونيسي» و»العودة» عن العمل بالكامل، نتيجة القصف والحصار، حيث يتواجد بداخلها عشرات المرضى وأفراد الطواقم الطبية ممن لا يتمكنون من مغادرتها منذ ثلاثة أيام، فيما يجرى استهداف تلك المستشفيات ومحيطها باستمرار بالقصف المدفعى والطائرات الإسرائيلية المسيرة. وحذر بأن إخراج منظومة القطاع الصحى ومنظومة الإنقاذ يعنى قرارًا إسرائيليًّا معلنًا بقتل آلاف الفلسطينيين عمدًا، بمن فيهم من يجرى استهدافهم بالعشرات فى المنازل والشوارع وخلال محاولات النزوح القسري، وكذلك الجرحى والمرضى فى المستشفيات المحاصرة التى تفتقر لأى إمدادات ولا تتوقف أوامر جيش الاحتلال الإسرائيلى بتفريغها. ويواجه الفلسطينيون فى قطاع غزة كارثة بيئية مع اقتراب حلول فصل الشتاء، ومع بدء موجات متتالية من انخفاض درجات الحرارة، والتى تصاحبها عادة رياح قوية تعصف بخيامهم المتهالكة. من جهة أخرى، قالت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان فى قطاع غزة، إن قوات الاحتلال تقوم بنقل المواطنين الذين تعتقلهم من شمال القطاع، خلال الحملة العسكرية الحالية، إلى معسكر «سدى تيمان» العسكرى بصورة مهينة، وهم مكبلون وذلك عبر شاحنات كبيرة حيث يتعرضون للمعاملة القاسية والضرب المبرح من الجنود باستخدام الهروات والعصى وأعقاب البنادق والركل بالأقدام. وأوضحت المؤسسة الحقوقية أن هؤلاء المعتقلين يتم استقبالهم من قبل الجنود ووحدة القمع ومعهم الكلاب المتوحشة، بالضرب والتنكيل المستمر والمتواصل خلال تواجدهم ومنع تقديم العلاج لهم، وعدم تقديم الأغطية والفراش، والطعام الكافى والمناسب كماً ونوعاً.