كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية النقاب عن استعدادات بريطانياوألمانيا لتوقيع اتفاقية دفاعية ثنائية هذا الأسبوع، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بين البلدين منذ عقود، فيما تأتي هذه الاتفاقية في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا. بنود الاتفاقية وأبعادها العسكرية أفادت صحيفة "صنداي تايمز" أن الاتفاقية ستشمل تعاوناً وثيقاً في مجال شراء الأسلحة وتطويرها، إضافة إلى إجراء تدريبات عسكرية مشتركة، إذ تُعتبر هذه الخطوة بمثابة تمهيد لاتفاقية أوسع نطاقاً بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في العام المقبل. وفقاً للمصدر ذاته، ستتيح الاتفاقية للقوات البريطانية والألمانية إجراء تدريبات عسكرية مشتركة على الحدود الشرقية لحلف الناتو، وتحديداً في إستونيا وليتوانيا. ويشارك البلدان بالفعل في مناورات حلف الناتو، مثل تدريبات "الحامي الثابت" لعام 2024، التي شارك فيها 90 ألف جندي من 32 دولة عضو في الحلف. نموذج التعاون والتطوير المشترك صرح وزير الدفاع البريطاني جون هيلي للصحيفة بأن الاتفاقية الجديدة تستند إلى نموذج اتفاقية لانكستر هاوس الموقعة بين بريطانيا وفرنسا عام 2010. وتشمل تلك الاتفاقية تشكيل قوة عسكرية مشتركة للمشاركة في التدريبات العسكرية، والتعاون في تطوير الطائرات المسيرة وتكنولوجيا الغواصات، وتبادل البيانات المتعلقة بالأسلحة النووية. تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تشارك أيضاً في تدريبات ثنائية أصغر حجماً، مثل مناورات "جراند كوادريجا" مع ليتوانيا، و"النمر البلطيقي" مع إستونيا. وخلال قمة الناتو في بروكسل هذا الأسبوع، أعلن هيلي أن القوات البريطانية المتمركزة في إستونيا ستتلقى معدات وتدريبات جديدة في مجال حرب الطائرات المسيرة. التداعيات والآفاق المستقبلية تعكس هذه الاتفاقية المرتقبة تحولاً مهماً في العلاقات الدفاعية الأوروبية، وتؤشر إلى تعميق التعاون العسكري بين القوى الأوروبية الكبرى. كما أعلنت بريطانيا عن خطط للتعاون مع ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا لتطوير صواريخ بعيدة المدى، مما يعزز القدرات العسكرية المشتركة. وتُمثل هذه الاتفاقية الدفاعية خطوة مهمة في تعزيز العلاقات العسكرية بين بريطانياوألمانيا، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدفاعي الأوروبي، ومن المتوقع أن تساهم في تقوية القدرات العسكرية للبلدين وتعزيز الأمن الأوروبي بشكل عام، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة.