جدول امتحانات الصف الأول الإعدادي 2025 الترم الثاني في محافظة البحيرة    دينية النواب تقر نهائيا قانونا جديدا لمواجهة فوضى الفتاوى والأزهر يعلن رفضه    مجلس مدينة الحسنة يواصل إزالة الآثار الناجمة عن السيول بوسط سيناء    الكهرباء تبحث مع وفد مؤسسة التمويل الدولية iFC سبل دعم مجالات الطاقة المتجددة    «المشاط» تتابع مع المفوضية الأوروبية تنفيذ ثاني مراحل آلية مساندة الاقتصاد الكلي    وحدة السكان في الشرقية تنظم 15 ندوة للتوعية بالقضية السكانية    السعودية تفرض غرامة 100 ألف ريال بحق ناقلي حاملي تأشيرات الزيارة إلى مكة خلال موسم الحج    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    عاجل- الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي ووزير المالية    مسئول طبي بغزة: جميع مستشفيات القطاع مهددة بالتوقف    روسيا تشن هجوما هائلا بطائرات مسيرة على أوديسا وخاركيف    وسائل إعلام حوثية: ارتفاع عدد القتلى من جراء القصف الإسرائيلي على الحديدة إلى 4    باكستان: استخدام الهند اتفاقية نهر السند كورقة ضغط غير مقبول    هيرنانديز هيرنانديز حكما لكلاسيكو الليجا بين برشلونة وريال مدريد    الزمالك: نعمل على سداد مستحقات باتشيكو وبوطيب    خلافات بسبب الآثار.. أمن القاهرة ينجح في تحرير شخصين من الاختطاف    18 مايو.. بدء محاكمة مرتضى منصور في اتهامه بسب خالد يوسف وزوجته    بعد قليل.. جنازة الفنان نعيم عيسى من الإسكندرية    عرض «منتهي الصلاحية» يشارك في مهرجان التجارب النوعية على مسرح قصر ثقافة روض الفرج    «لا يرفعون صوتهم مهما حدث».. 5 أبراج تتسم بالهدوء (تعرف عليهم)    جامعة أسوان تفتح آفاق الوعي السينمائي للطالبات عبر مهرجان أفلام المرأة الدولي    التضامن فريق التدخل السريع تعامل مع 500 بلاغ في مختلف المحافظات خلال شهر إبريل    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    الصحة: تقديم الخدمات العلاجية ل339 ألف مواطن من خلال القوافل الطبية خلال الربع الأول من العام الجاري    محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان    مواصلة الجهود الأمنية لتحقيق الأمن ومواجهة كافة أشكال الخروج على القانون    محافظة دمياط تستعد لامتحانات نهاية العام    كم يوم متبقي حتى عيد الأضحى 2025 ؟    البرلمان الألماني: ميرتس لم يحصل على الأغلبية المطلقة لمنصب المستشار في الجولة الأولى    صحيفة: وزير الدفاع الأمريكي استخدم "سيجنال" في محادثات تضمنت خططا عسكرية سرية    وزير الشباب والرياضة: الاستماع للشباب ركيزة لصنع السياسات ومحاربة التطرف    قرار عاجل من التعليم لإعادة تعيين العاملين من حملة المؤهلات العليا (مستند)    شوبير: الأهلي استقر على مدربه الجديد من بين خمسة مرشحين    سلمى أبو ضيف تحتفل بعيد ميلاد زوجها بطريقة رومانسية    "هذه أحكام كرة القدم".. لاعب الزمالك يوجه رسالة مؤثرة للجماهير    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 6-5-2025 في محافظة قنا    زيادة السولار والبنزين تعمق من انكماش أداء القطاع الخاص بمصر بأبريل    البيئة: خط إنتاج لإعادة تدوير الإطارات المستعملة بطاقة 50 ألف طن    مدير التأمين الصحى بالقليوبية تتابع جاهزية الطوارئ والخدمات الطبية بمستشفى النيل    منتخب شباب اليد يقص شريط مواجهاته في كأس العرب بلقاء العراق    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    «الداخلية»: ضبط شخص عرض سيارة غير قابلة للترخيص للبيع عبر «فيس بوك»    مصر تدين الاستهداف المكثف للمنشآت والبنى التحتية المدنية في بورسودان    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    إيران: نحتاج الطاقة النووية للاستخدام السلمى وعلى الطرف الآخر إثبات حسن نيته    صور حديثة تكشف أزمة بسد النهضة، والخبراء: التوربينات توقفت وإثيوبيا تفشل في تصريف المياه    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    «الصحة» تستعرض إنجازات إدارة الغسيل الكلوي خلال الربع الأول من 2025    النيابة تأمر بإيداع 3 أطفال بدار إيواء بعد إصابة طفل بطلق ناري بكفر الشيخ    السعادة تغمر مدرب جيرونا بعد الفوز الأول بالليجا منذ 3 أشهر    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    «العمل» تعلن عن 280 وظيفة للشباب بالشركة الوطنية لصناعات السكك الحديدية    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيناريوهات القادمة.. التصعيد أو التسوية وبينهما نشر الفوضى
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 20 - 10 - 2024

القادم هو الأخطر صحيح أن الكلفة الإنسانية للعدوان الإسرائيلى الذى بدأ بقطاع غزة ثم امتد إلى ساحات أخرى الضفة الغربية وحتى مناطق الداخل حيث تواجد عرب إسرائيل والتى دخلت ضمن ساحات المواجهة بعد العمليات الاستشهادية وخرجت إلى النطاق الإقليمى باستهداف لبنان وسوريا وحتى طهران.
رؤية نتانياهو للمنطقة فالمرحلة القادمة هى الخاصة بصراع الإرادات وتنفيذ المشروعات والرغبة فى الحسم والقدرة على التعطيل لكل طرف من أطراف الصراع والتى تتم فى اليوم التالى لوقف العمليات فلم يخف نتانياهو هدفه عندما قال «نعمل بمنهجية لتغيير الواقع الاستراتيجى للشرق الأوسط كله» فهى تمثل حلمه.
أولا: فى منطقة تقودها إسرائيل ويعتمد فى تحقيق ذلك على القضاء على المقاومة الفلسطينية وتحييد حزب الله مع تدمير قدراته وتهميش محور المقاومة ودفع إيران إلى الانكفاء على الذات اعتمادًا على التفوق العسكرى الساحق.
ثانيا: نتانياهو الذى يعيش فى انتظار لحظة إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية ونجاح ترامب وعودته إلى البيت الأبيض من جديد لأن رؤيته تتماشى مع استراتيجية تحالف اليمين المتطرف فى إسرائيل ويمكن له إحياء مشروع صفقة القرن باعتبارها خطة للسلام بديلًا عن مبادرة السلام العربية التى مازالت مطروحة على الطاولة وتمثل الصفقة المتكاملة التى تضمن لإسرائيل وجودها كدولة معترف بها فى المنطقة لها علاقات طبيعية مع دولها فى مقابل حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة وموحدة عاصمتها القدس الشرقية والتى عبر عنها وزير الخارجية الأردنى فى الأمم المتحدة أيمن الصفدى قال نستطيع باسم 56 دولة عربية وإسلامية توفير ضمان أمن إسرائيل بعد ولادة الدولة الفلسطينية وانتقد إسرائيل التى تعرقل حل الدولتين وغياب أى استراتيجية لدى إسرائيل.
وهذه محاولة للاقتراب من سيناريوهات اليوم التالى من كل الزوايا نبدأ بسيناريو التصعيد وهو ما يخطط له نتانياهو خاصة إذا نجح فى استمرار لعبة الرد على الرد مع إيران أو تهور وخالف كل محاذير واشنطن واستهدف منشآت نووية هناك كما أنه يخطط لتغيير جغرافيا جنوب لبنان وقطاع غزة وسيناريو التسوية وعناوينه متعددة والتى تستلزم تنفيذ القرار 1701 وهناك صعوبة وعقبات فى ذلك ويتضمن أيضًا حل معضلة موقع السلطة الفلسطينية من المعادلة والشكل النهائى لحكم قطاع غزة وننتهى بالعقبات التى تواجه حتى التوجه الدولى والإقليمى والعربى أمام مجرد فكرة إعادة الإعمار فى القطاع.
حرب تلد حربًا.. شعار نتانياهو الجديد
كل المؤشرات تكشف عن أن سيناريو التصعيد هو الأرجح الأغلب والأعم فهى الطريق الامثل حتى الآن لتنفيذ مخططات نتيناهو وتنفيذ أجندة اليمين الإسرائيلى المتطرف فى ضوء الانتصارات التى تحققت والتى يعتبرها هو وجماعته فرصة لتحقيق مزيد من المكاسب وضمان بقائه فى السلطة طوال الفترة المتبقية من عمر حكومته وقد تضمن أيضًا لتل أبيب فرصة لفرض شروطها وخلق واقع جديد على المنطقة فى ظل عدم قدرة واشنطن على وقف العمليات خاصة أنه قد يكون من جانب آخر فى مصلحتها وهو ما يتوافق مع تصريحات قادة اسرائيل من عينة أنها تستطيع الوصول إلى أى مكان فى المنطقة قال «نحن أمام مكاسب تاريخية وأيام فيها تحد كبير» ولهذا يحاول نتنياهو بواسطة ما يقوم به تحقيق ما تحدث عنه رسم خارطة سياسية جديدة خالية من أى إمكانية لإقامة دولة فلسطينية.
ونتوقف عند بعض الساحات التى ستشهد التصعيد القادم أو حروب نتنياهو فى خلال الفترة القريبة فى لبنان حيث حزب الله وسوريا واليمن والعراق وصولا إلى طهران والأمر يحتاج إلى مزيد من التفاصيل.
الساحة الفلسطينية
أنهى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو حالة التفاؤل التى سادت أوساطا أمريكية وأوروبية بأن استشهاد يحيى السنوار قد يكون خطوة باتجاه بدء مسار سياسى وتفاوضى يؤدى إلى وقف القتال وبدء جولة جديدة من التفاوض حول إتمام الأسرى وهو ما كشفته تصريحات واضحة وصريحة على لسان الرئيس الأمريكى بايدن الذى اتصل بنتانياهو وهنأه بالعملية التى تمت بالصدفة وكذلك وزير الدفاع لويد اوستن والخارجية بليكن وأيضا العديد من قادة العالم عندما أشار يوم الخميس الماضى إلى أن مقتله لا ينهى الحرب فى غزة وأكد أن الجيش سيواصل بكامل قوته حتى إعادة المحتجزين قائلا: «وجهنا ضربة للشر ولكن المهمة لم تنته» وقال «إن حماس لن تحكم غزة وإن كان قد حاول تخفيف تداعيات تصريحات والتخفيف من آثارها عندما أضاف أول أمس الجمعة أن مقتل السنوار قد يعنى بداية النهاية».
ويبدو أن إسرائيل اعتمدت على رؤية غير صحيحة بأن استشهاد السنوار قد يعنى إنهاء قدرات حماس العسكرية أو استسلامها وهو ما لم يتحقق فى لبنان بعد قيام الجيش الإسرائيلى باستهداف حسن نصرالله وتصر على الاستمرار فى تنفيذ خطة الجنرالات التى صدق عليها نتانياهو المطروحة للمناقشة طوال الأسابيع الماضية التى تستهدف تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة مما سيترك المسلحين فى غزة أمام خيارين الموت أو الاستسلام وفرض حصار كامل على المدنيين وحرمانهم من الطعام والماء والدواء والوقود وهو ما يقوم به بالفعل فى الأيام الماضية بتكثيف عملياته البرية والجوية شمال القطاع وتطويق مدينة جباليا وبعض المناطق المحيطة.
الساحة الايرانية
ولعلها هى درة التاج فى اهداف اسرائيل حيث لم يعد خافيا ان إستراتيجية تل ابيب ان مخططها منذ البداية ان الفرصة حانت لجر المنطقة إلى حرب اقليمية بالعمل على جر ايران اليها فى مسعى لدور امريكى داعم لها ومنذ اشهر المناقشات تدور على المستوى السياسى والعسكرى فى احد خيارين ضرب طهران اولا ونتيجته اضعاف كل الجماعات التابعة لها فى المنطقة ام البدء بضرب الأخيرة لقطع اذرعها وقد استقر الرأى على الخيار الثانى بضرب الحزب واستهداف قدرات المقاومة فى قطاع غزة ثم الدخول فى المرحلة الجديدة.
واستمر المخطط الاسرائيلى على حاله بمحاولة استفزاز طهران بقيامها باغتيال زعيم حركة حماس اسماعيل هنية فى طهران اثناء مشاركته فى حفل تنصيب الرئيس الايرانى الجديد فى يوليو الماضى وكان عليها ان ترد فى اغسطس الماضى مستخدمة 300 صاروخ ومسيرات ولكن نتانياهو كان له رأى آخر فى اطار خطته للتصعيد باستهداف قيادات الصف الأول فى حزب الله وفى مقدمتهم حسن نصر الله وكان معهم بعض كبار المستشارين من الحرس الثورى الايرانى فكان عليها ان ترد وهو ما حدث فى اول اكتوبر الحالى فى عملية اطلق عليها «وعد صادق 2» تم التخطيط فيه للاغتيالات ومنها صواريخ فتاح 2 الفرط صوتية ويصل مداها إلى 1400 كيلو متر وصواريخ قدر ومداها ست الالف كيلو متر وصواريخ عماد 1700.
واصبح العالم فى انتظار الرد الاسرائيلى فى اطار لعبة «البنج بوج» بين البلدين والذى مازال حتى كتابه هذا التقربر فى اطار البحث بين المستوى السياسى والعسكرى فى اسرائيل وكذلك فى حوار مستمر مع الإدارة الأمريكية وهناك بنك اهداف كبير مستهدف من قبل تل ابيب ومنها البنية التحتية الايرانية شبكات المواصلات والنقل ومؤسسات مالية وصناعة النفط ومن ذلك مصانع البتروكيماويات وتوليد الطاقة كما ان من اهم اهداف الضربة العسكرية الاسرائيلية المتوقعة شل قدرات القوات الجوية الايرانية ومجمعات الصواريخ واحدها المجمع الموجود قرب خرام آباد حيث يتم فيها تخزين الصواريخ البالستية واطلاقها وكذلك القواعد الجوية حيث تملك ايران 17 قاعدة جوية منتشرة وقد تنال الضربة منشآت نفطية او نفس المواقع العسكرية التى خرجت منها هجمات ايران الاخيرة مع منشآت للحرس الثورى ويظل البرنامج النووى كهدف محتمل ومطروح بشدة وهذا السيناريو مستبعد لأنها فى مواقع عديدة على طول ايران ومحصنة بشكل متميز وتحتاج إلى الاستعانة بقدرات واشنطن القتالية الموجودة فى المنطقة خاصة القواعد العسكرية المنتشرة الا ان هناك صعوبة فى الذهاب إلى هذا السيناريو فى ظل رفض واشنطن لذلك.. ويظل المخاوف من توابع اى هجوم اسرائيلى على ايران فالقوات المسلحة الايرانية تتحدث عن 10 سيناريوهات للرد على الرد الاسرائيلى وسيتم استخدامها اذا لزم الأمر وهى قابلة للتحديث مستثمرة الجغرافيا المحدودة لإسرائيل وبنية تحتية اقل حساسية مع تهديد إيران بأنها فى حال تعرضها لهجوم فإن ردها لن يقتصر على اسرائيل بل المصالح الأمريكية والغربية فى منطقة الخليج.
الساحة اللبنانية
اعتمدت على ما يمكن تسميته استراتيجية الصدمة بمعنى توسيع نطاق العمليات العسكرية بشكل يربك الطرف الآخر وهو حزب الله ولكن الواقع كان مختلفا ولم تستمر مشاعر النشوة والفخر والإحساس بالنصر والتفوق التى سادت الساحة الإسرائيلية بعد استهداف قيادات الحزب والهجمات على مخازن سلاحه واستهداف قدراته العسكرية ولديها تصميم على ذلك وهو ما عبر عنه نتانياهو وهذا ما شجعه على بدء الحملة الحالية التى اطلق عليها «سهام الشمال» وقام بحشد اربع فرق تقاتل على الساحة اللبنانية وكلا منها لديها ما بين عشرة إلى عشرين الفا، كما يسعى نتانياهو إلى انهاء نزوح اهل بلدات الشمال بعد ان شهدت شل جميع اشكال الحركة والحياة واتخذت العملية شكلين هجمات جوية على مدن عديدة مع التركيز على الضاحية الجنوبية معقل حزب الله وهذا هو مجال التفوق الاسرائيلى والبعد الثانى هو محاولة ابعاد قوات حزب الله من خلال اختراق اسرائيلى محدود حتى 2 كيلو والدخول إلى بلدة مارون الراس ويارين ولكن الجديد هو توجيه تل ابيب انذار للسلطات اللبنانية باخلاء الشواطئ الجنوبية من مدينة صيدا وصولا إلى الناقورة على حدود البلدين وكانت المفاجأة ان قدرات حزب الله لم تتأثر عدد افراده 100 الف شخص قدراته الصاروخية تصل إلى 120 الف من مختلف الأعيرة ومتنوعة المدى ولديه احتياطى من الذخائر الصاروخية النفاثة تؤهله للاستمرار فى القتال لفترات طويلة حيث نجحت صواريخه أمس فى اطلاق مسيرة وصلت إلى منزل نتانياهو فى قيسار وهو ما اعتبر تطورا خطيرا وفشلا امنيا واسعا وانكشاف للدفاعات الجوية الإسرائيلية كما نجح فى تغطية سماء معظم مدن اسرائيل ووصلت إلى هرتسليا مدينة الأغنياء والنخب كما دفعت الملايين إلى الاحتماء بالمخابئ فى عيد الغفران كما نجحت عناصر الحزب فى اقرار قواعد اشتباك جديدة ومنها الدعوات المتبادلة إلى اخلاء المناطق وبعد فإن احتمالات التصعيد على الساحة اللبنانية كبيرة مع تعادل قدرات كل طرف فالجيش الاسرائيلى متفوق جويا ولكن ضعيف جدا على مستوى التقدم البرى بدليل تقدمه البطيء خاصة فى ظل حقيقة تميز عناصر الحزب نظرا لأنها على معرفة بجغرافية المكان وقد ساعد ذلك على عدم تحقيق انجاز على الصعيد اللبنانى حيث تأخر مثلا لحوالى اسبوعين دون المغامرة باجتياح برى وبعد ومن منظور استراتيجى لاتسطيع اسرائيل تحقيق اهدافها فى لبنان الا اذا اجبرت عناصر حزب الله إلى الانسحاب شمال الليطانى وهو ما يضمن عودة سكان الشمال وامن الحدود وهو مستبعد تماما
الساحة العراقية
فقد حددت تل ابيب 35 هدفا لضربها فى اى لحظة وتشمل استهداف قيادات سياسية وزعماء فصائل وقد جددت كتائب حزب الله العراق تهديداتها بما اسمته حروب الطاقة والتى ستحرم العالم من ملايين براميل النفط يوميا وقال المتحدث باسمها ابو على العسكرى ان استهداف العراق او استخدامه للهجوم على ايران فإن الرد لن يقتصر على الكيان بل سيستهدف قواعد ومعسكرات ومصالح امريكية فى العراق والمنطقة وهو نفس ما ذهبت اليه الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية.
الساحة اليمنية
حيث حولت جماعة الحوثى اليمن إلى ساحة اسناد منذ الاسابيع الاولى للعدوان الإسرائيلى على غزة عبر استخدام قدراتها فى محاولة استهداف السفن الاسرائيلية او تكون فى طريقها إلى موانيها من شركات آخرى كما نجحت فى الوصول بالطائرات المسيرة إلى ميناء ايلات مما دعى واشنطن إلى تشكيل تحالف الازدهار لحماية حرية الملاحة وقد كشف عملية اطلاق صواريخ فى منتصف الشهر الماضى عن مدى الإمكانيات التى تملكها الجماعة خاصة بعد فشل 20 صاروخا اسرائيليا فى اعتراضه وهو يعرف باسم طوفان.
الساحة السورية
فهى ليست بعيدة عما يجرى فهى مستهدفة من قبل اسرائيل خاصة فى منطقة الشرق حيث مناطق النفوذ الإيرانى وهناك حشود عسكرية على جبهة الجولان وقد تعرضت إلى العديد من الغارات الإسرائيلية فى مناطق عديدة طوال العام الماضى، بالإضافة إلى عمليات توغل داخل الاراضى السورية وضمها إلى اسرائيل.. وبعد فكل التوقعات بأن اليوم التالى لن يكون سعيدا لإسرائيل ولن يكون افضل فى القطاع او فى كل بقاع المنطقة فى جنوب لبنان ولن تتمكن من اعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد وفقا لتصورات نتانياهو الذى ينحاز إلى الذهاب إلى مزيد من المواجهات على الساحات السبعة وان كان قد اضاف واحدة جديدة وهى اعتبار الفلسطينيين فى الداخل الإسرائيلى عدوا محتملا.
القرار 1701 بين التنفيذ الكامل والتعديل بالقوة
لم تكن عودة الحديث من جديد حول تنفيذ القرار 1701 كجزء من التسوية المنتظرة فى لبنان مفاجأة او مرتبطة بالتطورات الأخيرة التى شهدتها الساحة على الصعيد العسكرى نتيجة نجاح تل ابيب فى عمليات اغتيال قيادات الصف الاول فى حزب الله وفى القلب منهم الامين العام حسن نصرالله او الاعلان دون تأكيد عن تدمير قدرات الحزب الصاروخية.
ويضاف إلى ذلك عمليات التوغل البرى المحدود بالإضافة إلى وضع نهاية لقواعد الاشتباك بين الطرفين ولكن الواقع يكشف عن ان تنفيذ القرار مطروح منذ يوم صدوره يظهر تارة مع كل توتر سياسى ويخبو احيانا أخرى وقد صدر القرار ذاته فى اطار البحث عن تسوية سياسية بعد المواجهات التى شهدته الحدود اللبنانية الاسرائيلية والتى استمرت 36 يوما فى تحت البند السادس الصادر فى عام اغسطس 2006.
وفى اطار رؤية امريكية ودول الغرب فى تنفيذ تأمين حدود اسرائيل مع لبنان خاصة ان نصوصه تتضمن انشاء منطقة عازلة وتثبيت الحدود وانسحاب اسرائيل من الأراضى اللبنانية المحتلة وكذلك مزارع شبعا بعد الاتفاق مع سوريا على لبنانية المنطقة وتلال كفر شوبا وبلدة الغجر وبقية ال 13 نقطة المختلف عليها على ترسيم الحدود البرية بين البلدين كل ذلك مقابل انتشار الجيش واليونيفيل وتشكيل منطقة عازلة تشكل ضمانه امنيه لإسرائيل من اى عمليات مفاجئة ولعل ما يهم اسرائيل والغرب هو البند الخاص باتخاذ تدابير امنية لمنع استئناف الاعمال القتالية بما فى ذلك انشاء منطقة بين الخط الازرق ونهر الليطانى خاليه من أى افراد مسلحين او معدات او اسلحة بخلاف ما يخص لبنان وقوات الامم المتحدة المؤقتة فى لبنان وهو ما لم يتحقق حيث اقتصر تنفيذه على وقف العمليات العسكرية وانتشار قوات اليونفيل والجيش اللبنانى فى الجنوب فيما بقيت البنود الأخرى معلقة بدءا من عدم انسحاب اسرائيل من الاراضى اللبنانية المحتلة بداية من نقطة ب 1 التى تقع فى رأس الناقورة واحتلتها اسرائيل قبل انسحابها عام 2000 وترفض التخلى عنها ومع اندلاع عمليات طوفان الاقصى وتحديدا فى الثامن من اكتوبر الماضى فتح حزب الله جبهة اسناد للمقاومة الفلسطينية فى غزة وبادر بالفعل إلى الهجوم وقصف الجليل ومن ثم اصبح التوصل إلى تسوية سياسية فى مسعى إلى تبريد الجبهة اللبنانية هدفا دوليا خاصة ان عمليات الحزب اثمرت اجلاء اكثر من 80 الف من المستوطنين فى بلدات الشمال إلى مدن داخلية مما مثل عبئا على الحكومة الاسرائيلية اقتصاديا بالإضافة إلى وسيلة ضغط عليها والوعيد على لسان نتانياهو وكبار العسكريين.
ويمكننا ان نقول ان لبنان الرسمى تعامل هذا الجهد مع الأمريكى الاوروبى طوال الشهور الماضية بحذر حيث كشف نجيب ميقاتى رئيس الوزراء اللبنانى عن وجود تحرك باتجاه دولى للبحث فى التنفيذ القرار الدولى مما قد يعنى ان هناك توافقا دوليا لبنانيا على ذلك يرافقه تصريحات وزير الخارجية اللبنانى عبدالله بو حبيب بينما اعلن نبيه برى عن تمسكه بوجود القوات الدولية العاملة فى لبنان يونيفيل واعتبرها شاهدة اممية على تمادى اسرائيل فى عدوانها على لبنان طوال 45 عاما من تشكيلتها وقال «نحن جاهزون لتطبيق القرار 1701 والبداية من تل ابيب» وخلال الأشهر الماضية كان موقف حزب الله من القرار كالتالى تمسكه بموقف مضمونه لا حديث عن اى ترتيبات عن تنفيذ القرار 1701 قبل انتهاء العمليات فى غزة خاصة ان اسرائيل هى من خرقت القرار طوال 17 عاما الماضية وقد مثلت الاعتداءات الإسرائيلية الاخيرة على لبنان وتحديدا فى 23 سبتمبر الماضى متغيرا مهما باتجاه النظرة إلى القرار وتعدلت مواقف كل الأطراف والتى يمكن رصدها كالتالى .
اولا: على المستوى اللبنانى: كان من الواضح تماما ان هناك رغبة ملحة فى الذهاب إلى التنفيذ الكامل للقرار الأممى وهو ما اعلنه كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتى ورئيس مجلس النواب نبيه برى اللذان اشارا إلى استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 فور وقوف اطلاق النار وقال ميقاتى نحن مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة جنوب الليطانى وهناك مقاربة لبنانية متكاملة تتضمن ثلاث نقاط وهى:
1- وقف العدوان واستعداد لبنان لتنفيذ القرار 1701 وارسال الجيش ليقوم بمهامه كاملة بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية فى الجنوب ليقوم بمهامه مع قوات الأمم المتحدة.
2- ضرورة انتخاب رئيس جديد لإنهاء الفراغ الرئاسى.
3- الحفاظ على الاجماع الوطنى تفادى اى تطورات سلبية على المنظومة السياسية وسعت الطبقة السياسية اللبنانية إلى التحرك بشكل ايجابى فى هذا الاتجاه حيث تم توسيع دائرة المشاورات بين المكونات الأساسية فى لبنان بعد التفويض الذى منحه حزب الله لرئيس مجلس النواب فى اطار البحث عن تسوية سياسية ولم تعد المشاورات قاصرة على رئيس مجلسى النواب والوزراء فقد دخل على الخط وليد جنبلاط الزعيم الدرزى وزعيم الحزب التقدمى الاشتراكى والقوات اللبنانية والبطريرك المارونى الكاردينال مار بشارة الراعى.
كما صدر بالفعل بيانا ثلاثيا بعد لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه برى ورئيس الحكومة نجيب ميقاتى والوزير السابق وليد جنبلاط الذى اعتبر ان وقف اطلاق النار مدخل لبدء العمل على تفعيل تنفيذ القرار 1701 وارساء اسس واضحة لخط الحدود بين البلدين.
كما تحركت لبنان على المستوى الدولى حيث تم مناقشة الرؤية اللبنانية مع العديد من المسئولين ومنهم وزير الخارجية الفرنسى والمبعوثين الدوليين وآخرهم الاتصال الذى استمر 40 دقيقة بين برى ووزير الخارجية الأمريكى بيليكن وتناول تبادل الرؤى حول مجمل الوضع فى لبنان وآليات تنفيذ القرار وقد كشف رئيس الوزراء نجيب ميقاتى مؤخرا عن ان الحكومة ملتزمة بتنفيذ القرار خاصة الشق المتعلق بنشر الجيش فى الجنوب وتعزيز حضوره على الحدود اللبنانية وبعد فالأيام القادمة ستكشف عن قدرة المجتمع الدولى على تنفيذ القرار بكل مكوناته.
صراع المشاريع.. من يحكم غزة.. وأين موقع السلطة الفلسطينية؟
لعل إحدى القضايا المطروحة على الساحة خلال الفترة القادمة فى إطار البحث عن ملامح مسار سياسى هو دور السلطة الفلسطينية ومن يحكم قطاع غزة فى مرحلة ما بعد وقف العدوان الإسرائيلى ودعونا نتفق على اننا أمام ثلاثة مشاريع متناقضة ومتناحرة.
المشروع الإسرائيلى: وعنوانه تغييب السلطة واستمرار احتلال قطاع غزة بعد دفع أهلها على التهجير الطوعى بعد تنفيذ خطة الجنرالات التى تقوم على دفع مئات الآلاف من اهل غزة إلى النزوح نحو الجنوب إلى ما وراء ممر تجويع وتعطيش من يصممون على البقاء وهناك دعم من المستوى العسكرى ومن المتطرفين لأنها قد تسمح بإعادة بناء المستوطنات فى شمال القطاع وقد حفلت الفترة الماضية بسياسات هدفها القضاء على قدرات حماس العسكرية وانهاء اى ملامح خطر لها على اسرائيل مع تغيب تام ورفض مطلق للسلطة الفلسطينية واستبعادها من اى دور فى حكم قطاع غزة بل حتى فى انهاء وجودها اصلا فى الضفة فى ظل وجود مخاوف من انتفاضة.
ووفقًا لتصريحات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ولهذا فقط خصصت إسرائيل 3 كتائب احتياط للعمل فى الضفة ولعل الموقف الحالى يتلخص فى رفض اى دور للسلطة فى حكم غزة فهى وفقا لنتانياهو ليست مؤهلة بشكلها الحالى لذلك ويقوم وزراؤها بنشاطات ضد إسرائيل ولهذا فهى ليست الحل بل هى جزء كبير من المشكلة ولن تكون ابدا بديلا لحماس فليس هناك اختلاف ايديولوجى بينها وبين حماس وحسمها نتانياهو مبكرا وقال ان بلاده لن تسمح بإقامة حماستان اوفتحتان ولعل الأزمة الحالية انه رغم النجاحات التى حققتها تل ابيب فى غزة لم تتمكن من تحقيق تغيير استراتيجى يترجم هذه الإنجازات وتوصى المنظومة الأمنية بدعم ترتيبات جديدة فى القطاع وسط تأييد دولى لذلك واوصت بخلق قيادة فلسطينية بديلة تشمل تمثيلا للسلطة ولكن نتانياهو يعارض ذلك لاعتبارات ايدلوجية وحفاظا على شركائه فى الائتلاف من اليمين المتطرف.
المشروع الأمريكى: القبول بالسلطة المعدلة وحقيقة الأمر ان ادارة بايدن هى اول من طرح القضية حيث عبر الرئيس بايدن عن رغبته فى ان تتحمل السلطة برئاسة محمود عباس مسئولية ادارة القطاع بعد انتهاء الحرب وتم مناقشتها فى لقاءات الرئيس محمود عباس مع كبار المسئولين الأمريكيين فى زيارتهم للمنطقة منهم خاصة وزير الخارجية الأمريكى وفقا لرؤية تتضمن تشكيل هيكل جديد للسلطة لإدارة الضفة وغزة.
المشروع الفلسطينى: القبول بشروط هذا كان واضحا فى موقف السلطة الفلسطينية الرافض لقبولها لعب اى دور فى قطاع غزة الا فى اطار تسوية شاملة تشمل الضفة والقطاع والقدس الشرقية وهو ما كشف عنه الرئيس الفلسطينى محمود عباس صراحة وقال «قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين وسنتحمل مسئوليتنا كاملة فى اطار حل سياسى شامل على كل الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة».
وهناك قبول فلسطينى بإعادة تأهيل السلطة نفسها واجراء الإصلاحات اللازمة واجراء الانتخابات والعودة إلى حكم قطاع غزة بعد الحرب وفق تصور سياسى يقوم على حل الدولتين وهو التصور الذى تم تقديمه إلى واشنطن وعدد من الدول الاوروبية والعربية ولكن هذه الرؤية تقابلها شروط اسرائيلية صعبة.
وقد حسم تصريحات صحفية لنبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية ردا على تسريبات حول المطالب الأمريكية السابق وقال «المطلوب هو اجراء إصلاحات فى سياسة امريكا تجاه الشعب الفلسطينى والتوقف عن دعم العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والضفة بما فيها القدس وقال ان اى اصلاحات ستكون وفقا لأجندة فلسطينية وليست لمطالب خارجية» وقد ساهمت التطورات الأخيرة فى خلق حالة توافق بين السلطة وحركة فتح وحماس كما ظهر مؤخرا من اجتماعات القاهرة اوائل الأسبوع الماضى.
مخطط إشعال الحرب الأهلية
كل المؤشرات تدعو إلى نوع من القلق من مرحلة ما بعد نهاية العمليات العسكرية فى فلسطين او لبنان ونجاح إسرائيل فى انهاء قدرات جماعات المساندة للمقاومة فى غزة وتحديدا حزب الله فى لبنان او جماعة الحوثى فى اليمن او بعض فصائل الحشد الشعبى فى العراق وبالطبع النيل من قدرات المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة فهذا يعنى بدء مرحلة من عدم الاستقرار فى الساحات الأربعة بعد حالة الفراغ الذى ستعنيه تلك الساحات نتيجة خروج هذه الجماعات من المعادلة السياسية ومحاولة قوى أخرى فى تلك الساحات مناولة لجماعات المقاومة من استثمار الواقع الجديد مما يخلق حالة من عدم استقرار قد تصل إلى حالة فوضى من الطبيعى ان تستثمرها اسرائيل ودعونا نتفق على حقيقة مرة ولكنها ماثلة امام الجميع.
ولم يعد خافيا على احد وجود رؤية ومخطط اسرائيلى لتفكيك الدول العربية من الداخل واستثمار حالة التباين والخلافات التى تمثل مقدمة لحالة الفوضى المتوقعة.
فى لبنان: كان هذا واضحا فى مخاطبة نتانياهو الشعب فى إشارات لوجود فرصة مواتية امام الفرق والقوى السياسية فى لبنان للأخذ بالثأر من الحزب وقالها بشكل واضح «أيها المسيحيون والدروز والمسلمون السنة والشيعة كلكم تعانون بسب حرب حزب الله العبثية ضد اسرائيل قف واسترجع بلدك» ودعا بنيامين نتانياهو اللبنانيين إلى تحرير بلدهم من الحزب الله لوقف الحرب الدائرة وقال «انه اذا لم يتم ذلك فإن لبنان قد يواجه دمارا ومعاناة مشابهة لما يحدث فى قطاع غزة واضاف «نحن امام فرصة لإنقاذ لبنان من هاوية حرب طويلة الأمد».
وينسى نتانياهو انه من يقوم بالاعتداء على الشعب اللبنانى ويحدد أماكن آمنة ثم يقوم بقصفها كما فعلها المرات فى غزة ولا تختلف الرؤية وبنفس العبارات التى استخدمها نتانياهو عن ما قاله سمير جعجع رئيس حزب الكتائب احد ابرز الأحزاب المسيحية وصاحب اكبر كتلة فى البرلمان والذى اتهم مؤخرا حزب الله بمصادرة قرار اللبنانيين.
وقال من اجاز لحزب الله وأعطاه التفويض لا يصادر قرار اللبنانيين وحريتهم ويحتكر قرار الحرب والسلم، واضاف هذه الحرب لا يريدها ولم يكن للحكومة رأى فيها وهى لا تخدم لبنان ولم تخفف من معاناتها واوجاعها قيد انملة» واضاف «واذا اصر الحزب عليها واستمر فى الهروب للأمام فعليه وحده ان يتحمل النتائج» وهو نفس موقف قوى سياسية مختلفة التى تنتقد ترسانة الحزب العسكرية وتحكمه فى قرار الحرب والسلم فى البلاد وتشكيله دولة داخل دولة وتشير استطلاعات الراى أن هناك قطاعات عديدة من الشارع لا تؤيد سياساته خاصة فى الآونة الأخيرة خاصة انها لا ترغب فى ان ترى حربا على الأرض اللبنانية وهكذا فى ظل هذه الظروف هناك مخاوف حقيقية من حالة الاستقرار فى لبنان فيما بعد انتهاء العمليات والذى قد يصل إلى حالة احتراب داخلى فى ظل محاولة قوى مناوئة للحزب لخلق معادلة جديدة للحكم فى لبنان نفس المشهد.
وفى العراق: قد يكون المخطط بنفس تفاصيله فهناك تياران الأول مع مزيد من الهجمات ويصل الأمر بها إلى تأييد ارسال مقاتلين لهم إلى الجنوب اللبنانى ومنهم جماعات النجباء وكتائب سيد الشهداء وحزب الله العراقى وهم أحد مكونات الحشد الشعبى وآخر يسعى إلى النأى بالنفس عن الحرب والاكتفاء بدعم الشعب الفلسطينى سياسيا واقتصاديا واعلاميا وهو ما تؤيده المرجعية الشيعية فى النجف وقد أخطأت تل ابيب خطأ فادحا عن وضعت ايه الله على السيستانى المرجع الشيعى العراقى الكبير ضمن شخصيات فلسطينية ولبنانية ويمنية وايرانية مما اثار غضبا شديدا لدى الأوساط العراقية وتحاول الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السودانى تجنيب البلاد مخاطر التورط فى حرب إقليمية بعد هجمات الفصائل المسلحة على ميناء ايلات خاصة ان امريكا تغسل يديها من امكانية توفير اى حماية او دور لها وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين اذا استمرت عمليات استهداف اسرائيل خاصة انها تدرك ان تواجدها فى العراق سيكون اصلا احد مجالات التصعيد ولعل هذا المشهد يكشف عن ملامح حالة فوضى وعدم استقرار فى البلد.
وفى اليمن: لا يختلف الأمر عن سابقيه فمنذ اليوم الأول للحرب ودخول جماعة الحوثى ضمن ساحات دعم المقاومة وقيامها بعمليات اطلاق صواريخ بالستية على إسرائيل خاصة على ميناء ايلات واستهداف السفن والناقلات المارة فى باب المندب وهى عرضة لهجمات مضادة من القوات الأمريكية والبريطانية التى قامت بهجمات على مواقع تابعة للحوثيين منذ يناير الماضى.
كما اعادت واشنطن فى يناير الماضى تصنيف الحوثى على انها جماعة ارهابية عالمية، الحكومة اليمنية من جهتها ادانت الهجمات على السفن والناقلات الأجنبية واعتبرته ارهابا ممنهجا ساهم فى تخفيض عدد السفن التى تحمل المساعدات الإنسانية لليمن مشاركة الجماعة كان لها تأثيرات مختلفة على الداخل منها انها عطلت مسار الحوار اليمنى وابطاء عمليات وتيرة المباحثات مع غياب الثقة بين الطرفين وقد يعرض العملية السياسية والمستمرة من ابريل 2022 للخطر خاصة ان الفترة الماضية شهدت وفقا لعدد من التقارير حشودا عسكرية ووقوع اشتباكات عنيفة فى عدة أجزاء من البلاد خاصة ان البنية الأمنية غير مستقرة وقد تؤدى إلى اشتعال الوضع وتدهور الأوضاع بشكل خطير.
وفى فلسطين: فكل الشواهد تقول ان لم يتم التوصل إلى حل حاسم لشكل إدارة القطاع يتناسب مع تطلعات الفلسطينيين وفى ظل تراجع قدرات فصائل المقاومة فإن الفراغ الحاصل هناك قد يتيح الفرصة امام خلق جماعات متطرفة بذروها موجودة بالفعل وقد تزيد كرد فعل على ما يشهده القطاع من حرب إبادة وتدمير غير مسبوق.
إعادة الأعمار.. كلفة تبحث عمن يدفعها.. ومخطط لإبقاء الاحتلال
منذ الأسابيع الأولى للحرب فى غزة كان التساؤل حول ما يسمى «اليوم التالى للحرب» يطرح نفسه بقوة، ومع طول ليل القطاع الممتد منذ السابع من أكتوبر 2023، يترقب أهالى غزة ما سيأتى به نهار ما بعد العدوان، وسط تعدد الرؤى من داخل وخارج فلسطين لمصير القطاع، الذى يتوق لإعادة بناء ما هدمه الاحتلال.
أطماع إسرائيل لم تقتصر على إبادة شعب غزة، وإنما تمتد إلى أرض القطاع، حيث يدعو العديد من المتطرفين وعلى رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى إعادة بناء المستوطنات، بعد نحو عقدين من انسحاب الجيش الإسرائيلى من غزة وتفكيك الكتل الاستيطانية هناك، وفى يوليو الماضى نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية وثائق تشير إلى أن حكومة بنيامين نتانياهو تسعى إلى إعادة الاستيطان فى قطاع غزة.
كذلك، يرى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى سواحل غزة فرصة استثمارية، قد تصبح «أفضل من موناكو» مستدعياً خبراته كمطور عقارى، وذلك فى تصريحات قبل أيام تجاهل فيها مصير نحو 2.3 مليون فلسطينى هم أصحاب الأرض، وكرر بذلك ترامب حديث صهره جاريد كوشنر، الذى قال فى فبراير الماضى إن ممتلكات الواجهة البحرية فى غزة يُمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة.
وتحولت غزة إلى أكوام من الركام بفعل العدوان الإسرائيلى المتواصل على القطاع،وبدأت السلطة الفلسطينية منذ أشهر تواصلها مع شركاء دوليين لبحث المساعدة فى إعادة الإعمار، وقال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد مصطفى، فى أغسطس الماضى، إن حكومته تعمل على إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار القطاع والإنعاش الاقتصادى، بالتعاون مع البنك الدولى والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وتزداد صعوبة مهمة إعادة الإعمار يوماً بعد يوم، مع تواصل العدوان الإسرائيلى الذى لا تبدو له نهاية فى الأفق، توقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مايو الماضى أن تستمر عملية تشييد مبانى القطاع 80 عاماً إذا سارت بنفس وتيرة إعادة الإعمار بعد الحروب السابقة التى شهدها القطاع، ما يعنى أن غزة لن تعود لسابق عهدها إلا فى القرن الثانى والعشرين، ووضع البرنامج عدة سيناريوهات أكثرها تفاؤلاً أن تستمر عمليات إعادة الإعمار حتى عام 2040، فى حال تسليم مواد البناء بشكل أسرع خمس مرات مما كان عليه الحال بعد حرب عام 2021.
لكن تلك التقديرات تبقى قابلة للتمديد مع استمرار الدمار غير المسبوق الذى يشهده قطاع غزة يومياً، بفعل الغارات الجوية والعمليات البرية والقصف المدفعى الإسرائيلى. وفى يوليو الماضى، قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومدير المكتب الإقليمى للدول العربية فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، عبدالله الدردرى، إن إعادة بناء ما دمّر فى غزة تصل تكلفته إلى 40 مليار دولار، واصفاً المهمة بأنها غير مسبوقة أمام المجتمع الدولى منذ الحرب العالمية الثانية.
من يدفع تكلفة إعادة الإعمار؟ سؤال آخر لا يقل صعوبة،ففى الحروب السابقة التى شهدها القطاع كانت تطلق دعوات دولية للمساهمة فى الإعمار، وقد عقد أكثر من مؤتمر لإعمار غزة، مثل مؤتمر القاهرة فى عام 2014، بمشاركة 50 دولة و20 منظمة، الذى خرج بتعهدات دولية بقيمة 5.3 مليار دولار. لكن العديد من الدول الإقليمية ترفض ضخ تمويلات كبيرة فى مشاريع قد تدمر بعد فترة قصيرة، بسبب عدم التوصل إلى تسوية مستدامة بما يمهد الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية.
وتزيد من صعوبة مهمة إعادة الإعمار تحديات أخرى، من أبرزها إزالة الركام الناتج عن القصف الإسرائيلى، والذى تقول الأمم المتحدة أنه يقدر بأكثر من 42 مليون طن، قد تستغرق عملية إزالته 15 عاماً، وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار.
كذلك، يوجد ما يتراوح بين 4 آلاف و5 آلاف صاروخ سقطوا على غزة، بعضها وصل إلى عمق 20 متراً تحت المبنى الذى استهدفه وتستدعى إزالة هذه الصواريخ خبرات دولية وإمكانيات مالية ووقتاً أطول، حسب وزير الأشغال الفلسطينى عاهد بسيسو، الذى أشار أيضاً إلى وجود جثث للضحايا تحت الأنقاض تقدر بنحو 20 ألفاً، ما «يستدعى آلية عمل تختلف عن الأوضاع الطبيعية تكون أكثر حرصاً وأكثر بطئاً».
كما تتزايد المخاوف من وجود مادة الأسبستوس العازل فى ركام المبانى، المحظورة فى العديد من البلدان باعتبارها قد تسبب أنواعاً متعددة من السرطان. وحسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة يوجد حوالى 2.3 مليون طن من الأنقاض فى غزة تحتوى على هذه المادة.
فضلاً عن المواد الخطرة التى خلفتها المستشفيات المتضررة من الحرب. ومن بين العوائق الصحية أيضاً التلوث الخطير المتحول نتيجة استخدام الفسفور الأبيض وغيره من المقذوفات، إضافة إلى مخاطر تحلل الجثث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.