واصل الجيش الإسرائيلى عدوانه الغاشم على قطاع غزة فى اليوم ال373 من خلال شن غارات مكثفة واستهدافه لمنازل المدنيين، مع توسيعه لعمليات التوغل العسكرية المستمرة منذ 8 أيام فى شمال القطاع وتضييق الخناق على سكان عدة مناطق بينها جباليا فى محاولة لتهجيرهم، ووسط تقارير عن عدم اهتمام الحكومة الاسرائيلية بصفقة استعادة المحتجزين، بل سعيها لضم أجزاء واسعة من غزة. ووصلت الدبابات الاسرائيلية إلى الأطراف الشمالية لمدينة غزة، حيث قال سكان إنها دكّت بعض المناطق فى حى الشيخ رضوان، مما أجبر الكثير من الأسر على مغادرة منازلها. اقرأ أيضاً | الاحتلال يطالب بإخلاء 23 قرية.. ويحذر سكان جنوبلبنان من العودة ونفذت قوات الاحتلال عمليات نسف لمربعات سكنية فى مناطق جباليا والتوام باستخدام الروبوتات المتفجرة، وسط قصف مدفعى وغارات جوية مكثفة خلفت عشرات الضحايا والمصابين والمفقودين، الذين لا يعرف مصيرهم جراء صعوبة الوصول إليهم من قبل طواقم الإسعاف التى تتعرض بدورها لاستهداف إسرائيلي. وقال سكان إن الاحتلال عزل فعليا مدن بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا فى أقصى شمال القطاع عن مدينة غزة، ومنعت التنقل بين المنطقتين إلا بعد الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية للأسر الراغبة فى مغادرة البلدات الثلاث انصياعا لأوامر الإخلاء. كما وضعت قوات الاحتلال سواتر ترابية فى الشوارع الرئيسية التى تربط مدينة غزة بشمال القطاع، فى خطوة تهدف إلى فصل شمال القطاع عن مدينة غزة بالكامل، حيث تسيطر الآليات العسكرية تحت غطاء المسيرات على المحاور الرئيسية. وأشارت مصادر طبية إلى استشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين فضلا عن دمار واسع فى ممتلكات المدنيين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلاً وسط مخيم جباليا شمال القطاع. وناشدت عائلات فلسطينية فى مدينة جباليا تزويدها بالمياه بعد نفاد كل مخزونها منه، فى حين كتب عدد من سكان جباليا عبر مواقع التواصل الاجتماعى «لن نرحل.. نموت ولن نرحل». وقال المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إن جيش الاحتلال يمنع الطواقم الإسعافية والدفاع المدنى من انتشال أكثر من 75 شهيدًا من أصل 285 شهيدًا قتلهم الاحتلال خلال الأيام الماضية. وأضاف المكتب الإعلامى أن الاحتلال يرتكب مجازر ضد الإنسانية ويمارس القتل العمد من خلال قصف مراكز النزوح والإيواء، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى لتحويل شمال غزة إلى منطقة خراب وقتل، فى إطار تحقيق خطته بتهجير الفلسطينيين. وأكد مدير عام المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة على أن اسرائيل وأمريكا تنفذان حرب استئصال بحق الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى لتنفيذ مخطط تهجير هو أكبر وأخطر مخطط أمريكى إسرائيلى فى القرن ال21 ، وأوضح أن الاحتلال يعمل على منع وصول الوقود إلى مستشفيات الشمال. من جانبها، قالت مقررة الأممالمتحدة فى فلسطين إن الاحتلال يرتكب مذبحة فى شمال غزة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يقتلون فى جباليا بقسوة وسادية بأسلحة ودعم غربي. من جانبه، زعم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل أن جيشه يقوم بتفكيك «معاقل حماس» فى جباليا وأنه يعمل على إطلاق سراح المحتجزين. وفى وسط القطاع، استشهد نحو 12 فلسطينيا وأصيب آخرون فى غارات إسرائيلية استهدفت مناطق فى مخيمات النصيرات والمغازى والبريج. وفى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، روى أطباء متطوعون عملوا فى غزة مشاهد الرعب التى شاهدوها فى عدد من مستشفيات القطاع. وأكد الأطباء أنهم شاهدوا أطفالا مصابين بطلقات نارية فى الرأس أو الصدر كل يوم تقريبا. من جهتها، قالت منظمة الأممالمتحدة للأطفال «يونيسيف» إن حياة الأطفال فى الشرق الأوسط تتعرض للدمار بسبب الصراعات المستمرة. من جهة اخرى، أعلنت مؤسستان حقوقيتان فلسطينيتان وفاة معتقل فلسطينى فى السجون الإسرائيلية بعد نقله للمستشفى، فيما وصل 12 أسيرا فلسطينيا إلى المستشفى الأوروبى فى خان يونس بعد الافراج عنهم. فى غضون ذلك، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسئولين بارزين فى المؤسسة الأمنية قولهم إن الحكومة الإسرائيلية تسعى بدلًا من إنهاء الحرب وإعادة المحتجزين إلى ضم أجزاء واسعة من قطاع غزة. واضاف المسئولون أنه خلال محادثات مغلقة يدور الحديث حول أن فرصة الاتفاق على صفقة تبدو الآن ضئيلة، كما أنه منذ توقف المفاوضات حول الصفقة، لم تكن هناك محادثات حول هذا الموضوع مع الأطراف الدولية ولم يتم إجراء أى نقاش من قبل المستوى السياسى مع كبار المسئولين الأمنيين حول وضع المختطفين منذ ذلك الحين. وفى تقرير لصحيفة معاريف، كشفت ان إسرائيل ليست مبنية على حروب طويلة، حروب استنزاف، حيث يعتمد الاقتصاد الإسرائيلى على رأس المال البشري. فالحروب الطويلة قد تؤدى إلى انهيار الاقتصاد.