أحمد سيد تشهد الدورة الثامنة والستون من مهرجان لندن السينمائى، والتى انطلقت منذ أيام وتستمر حتى 20 أكتوبر الحالى زخما فنيا كبيرا، حيث يشارك 253 فيلما، فضلا عن أن ضربة البداية جاءت مميزة ومثيرة، وتحديدا مع العرض العالمى الأول لفيلم «Blitz» الذى اختلفت حوله الآراء وتحديدا جودة العمل، ولكن اتفق ضيوف المهرجان على أنه عمل مميز وجديد يعالج الحرب العالمية الثانية برؤية مختلفة وجديدة. إدارة مهرجان لندن تحمل فى جعبتها الكثير فى هذه الدورة المليئة بالأحداث الفنية المختلفة، خاصة على مستوى الأفلام التى تقدم بالمهرجان وتحمل فى طياتها كثيرا من مفاجآت لضيوف المهرجان، وبخلاف فيلم الافتتاح Blitz الذى يصور كيف تأثر سكان لندن العاديون بكل القنابل المتساقطة وكيف تعطلت الحياة، العنصر الآخر الذى تم تصويره بشكل رائع هو التوتر العنصرى الكامن فى لندن متعددة الأعراق فى تلك الفترة، وأن الخوف من القنابل والمخاطر الأخرى لم يكبح العنصرية المتأصلة، ومن عيوب الفيلم أنه يحتوي تقريبا على شعور وثائقى مع حوارات محدودة مما جعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للممثلين فى إبراز المستوى المناسب من العاطفة التى كانت ضرورية لبناء الحالة المزاجية للفيلم، وهو من بطولة الممثلة الأيرلندية- الأمريكية، سواريس رونان مع هاريس ديكنسون وبنجامين كليمونتينهناك وإخراج ستيف ماكوين، أيضا فيلم Emilia Perez الذى كان مفاجأة المهرجان أيضا. فيلم Emilia Perez والعمل يمزج بين الكثير من الأنواع المختلفة: الدراما، والكوميديا، والموسيقى، والإثارة بطريقة جيدة ومسلية للغاية، وحصل هذا العمل على جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان كان السينمائى، حيث يعتمد على شخصية زوي سالدانا التى تتمحور حولها الأحداث إلى جانب باقى بطلات الفيلم كارلا صوفيا جاسكون، سيلينا جوميز، أدريانا باز، ورؤية المخرج جاك أوديار جاءت جريئة ومثيرة للإعجاب، وبرغم من رؤية الكثير من ضيوف المهرجان أنه عمل جيد الصنع وأنيق فإن هناك البعض لم يعجبه الفيلم الذى أثار حالة من الجدل الواسع لدرجة أن وصفه بأنه أحد أسوأ أفلام المهرجان. التون جون كما شهد المهرجان عرض الفيلم التسجيلى الطويل «التون جون: لم يتأخر الوقت أبدا ELTON JOHN: NEVER TOO LATE»، ويعد هذا العرض الأوروبى الأول للعمل الذى شهد أول عرض عالمى له فى مهرجان تورونتو، وهو فيلم تشكيلى يجمع بين الرسوم والوثائق والتصور الحى والمقابلات، ويعرض لقطات حفل موسيقى لم يسبق لها مثيل على مدار الخمسين عاما الماضية، بالإضافة إلى مذكرات مكتوبة بخط اليد ولقطات حالية له ولعائلته، والفيلم للمخرجين المخرجان آر جى كاتلر وديفيد فورنيش، وتفاعل الجمهور مع الفيلم الذى عرض جانبا كبيرا من حياة التون جون المطرب المحبب لديهم. السينما الفلسطينية وتستحوذ الأفلام الفلسطينية على جانب مهم ومؤثر فى مهرجان لندن، حيث يعرض 4 أفلام وهى «الفيلم عمل فدائى» للمخرج كمال الجعفرى، الذى يقدم اجتياح الجيش الإسرائيلي بيروت في صيف 1982. في ذلك الوقت، اقتحم الجيش مركز الأبحاث الفلسطيني ونهب أرشيفه برمته، واشتمل الأرشيف على وثائق تاريخية عن فلسطين، بما في ذلك صور ثابتة ومتحركة وانطلاقا من هذا الحدث، يستكشف فيلم عمل فدائي الصورة البصرية لهذا النهب ويوظف صورا موجودة حاليا في الأرشيف الإسرائيلي. وأما فيلم «ليلة بيننا» للمخرج نور عابد، وفيلم «إلى أرض مجهولة» للمخرج مهدي فليفل، الذى شارك هذا العام فى مهرجان كان السينمائى الدولى، وتدور أحداثه حول ادخار شاتيلا ورضا المال لشراء جوازات سفر مزورة لمغادرة أثينا. ولكن عندما يخسر شاتيلا ورضا أموالهما التي كسباها بشق الأنفس بسبب إدمان المخدرات، يبتكر شاتيلا خطة متطرفة تتضمن تظاهرهما بأنهما مهربان واحتجاز رهائن من أجل إخراجه وصديقه المقرب من هذه البيئة البائسة قبل فوات الأوان، ويعد أول عمل روائى طويل للمخرج مهدى فليفل، كما أن أول فيلم روائى طويل للمخرجة ليلى عباس «شكرا لك على التعامل معنا»، الذى يعرض لأول مرة عالميا فى المهرجان، تدور هذه الدراما السوداء حول التمييز الجنسى فى الشريعة الإسلامية من خلال قصة شقيقتين، مريم ونورة، اللتين يتعين عليهما الإسراع لتأمين ميراثهما قبل أن يطالب أخوهما بنصفه فقط لأنه ذكر، ويقدم الفيلم نقدا لاذعا للأعراف الذكورية وحقوق المرأة، وبرغم ذلك شبهه البعض بفيلم «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد الرشيد، ولكنه أكثر عمقًا من حيث النقد الحاد لسلبيات المجتمع. وينتظر الجمهور فى الختام فيلم «Piece by Piece أو قطعة بقطعة» للمخرج مورجان نيفيل، وهو من أفلام التحريك الطويلة، تدور أحداثه حول حياة أسطورة الموسيقى فاريل ويليامز، ولكن بطريقة الرسوم.