أصبح العالم كله على قناعة، أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، لا يريد وقف إطلاق النار فى غزةولبنان. فكم من مرة، تصل المفاوضات إلى شبه اتفاق على أكثر من90% من البنود، باعتراف الأمريكان أنفسهم، وعلى رأسهم الرئيس بايدن، ثم نفاجأ جميعا، برفض نتنياهو، وإصداره أوامر لجيشه، بزيادة وتيرة القتل والتدمير والإبادة. إنه لن يوقف الحرب، بل يصر على توسعتها. لأنه يعلم أن وقف الحرب يعنى نهايته السياسية، وربما الزج به فى السجن، فى قضايا عديدة، آخرها مسئوليته عن أحداث السابع من أكتوبر 2023. إنه نيرون العصر الحديث، كما وصفه الصحفى الإسرائيلى نحاميا شترسلر فى صحيفة هآرتس، الذى أكد أن سلوك نتنياهو يذكرنا بسلوك القيصر الرومانى نيرون عام 64 ميلادي، عندما وقف فوق أحد تلال روما، وأخذ يعزف على قيثارته، بعد أن قرر حرق روما وبعدها أحرق نفسه وانتحر! فلم يكتف نتنياهو بتسوية قطاع غزة بالأرض، وإنما وجه آلته الحربية الفتاكة لتدمير قرى جنوبلبنان، ومبانى الضاحية الجنوبية بعاصمة لبنان. وها هو ذا يعد العدة لإشعال المنطقة، بدعوى الرد على ضربة إيران الصاروخية انتقاما لاغتيال هنية ونصرالله. حيث صدرت تهديدات متطرفة بضرب إيران بالنووى حينا، أو ضرب المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، ما يدخل المنطقة والعالم، فى أتون حرب وحرائق، قد يصل لهيبها للجميع. لا أمل فى وضع حد لجنون نيرون الجديد، سوى استجابة أمريكا وغيرها من دول الغرب، لدعوة الرئيس الفرنسى ماكرون بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة الفتاكة والقنابل المدمرة والذخائر بمختلف أنواعها، لعل ذلك يجبرها على إعلاء صوت العقل. ثم يلى ذلك إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن الدولى بوقف إطلاق النار فورا فى غزةولبنان، وتبنى حل الدولتين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أهالى قطاع غزة المكلومين وأهالى لبنان المشردين من قرى الجنوب. تحركوا يا قادة الغرب، قبل خراب المنطقة والعالم.