«خطابات نتنياهو عن شرق أوسط جديد لن تتحقق.. المشكلة أن السياسيين يأخذون أوهامهم على محمل الجد». هذا العنوان الرئيسى جاء بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية..! وهى مجلة نصف شهرية عن الشئون الخارجية تعكس بدرجة كبيرة آراء ومواقف اتجاهات من داخل حركة المحافظين الجدد. قد يكون العنوان أثار اهتمامى وارتياحى، لماذا؟ لأن العالم بدأ يفهم ويعى القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين حتى ولو ساسة الدول أرادوا غير ذلك، هذا لم يحدث فى سنوات ما قبل عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر العام الماضى، نعم تألمنا جميعاً وانشرخت قلوبنا لما حدث فى غزة وفلسطين ومؤخراً فى الجنوب اللبنانى من تدمير والآلاف من الشهداء، ولكن لله حكمته التى أرادت أن يلتفت العالم بشعوبه إلى الأكذوبة التى طالته لسنوات بحق إسرائيل فى الأرض المحتلة. لم يكن العنوان الذى اتخذته المجلة ببعيد عما تنشره الصحف والمجلات الأمريكية والأوروبية، وتحت هذا العنوان سلطت المجلة الضوء على القادة الإسرائيليين قائلة إنه فى كل فترة يخرج قادة إسرائيليون للحديث عن شرق أوسط جديد وهذا ما لم يحصل! لقد قاد شارون غزو لبنان فى 1982 وحاول خلق نظام جديد لكنه جر إسرائيل لحرب كارثية! وبيريز أيضاً بشر بعد اتفاقية أوسلو بعهد جديد يشارك فيه شبان إسرائيل مع الفلسطينيين فى صناعة التكنولوجيا بدل الحرب والسيارة الفارهة التى ستقتلع شجرة الزيتون لكن هذا لم يحصل! وأن اتفاقيات التطبيع بعد 2020 ومحاولة نتنياهو تهميش القضية الفلسطينية قادت إلى عملية السابع من أكتوبر! وأن الضربات التى لحقت بحزب الله لن تغير الواقع وإسرائيل ليست فى موقف يتيح لها هزيمة إيران! وأن ضرب إسرائيل لإيران سيقود لحرب إقليمية وتوريط الولاياتالمتحدة فيها! إن التداعيات والتوترات التى تحدث فى الشرق الأوسط وإصرار نتنياهو على تدمير المنطقة، بدءاً بالأرض المحتلة ومروراً بلبنان وحتى سوريا وإيران، ألقت بظلالها على الصحف والمجلات العالمية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية.