بعد عام من الحرب على غزة، تحوّلت أحياء القطاع التي كانت نابضة بالحياة إلى ذكرايات تنطق بالألم والفقد، بعدما أصبحت تحمل آثار الحرب المدمرة. بعد عام من الحرب على غزة المريرة التي لم تترك حجرًا على حجر بأنحاء القطاع، تحوّلت الأحياء التي كانت تعج بالحياة إلى ذكرايات مؤلمة.. شوارعٌ كانت تتردد فيها ضحكات الأطفال وأحاديث الجيران، باتت اليوم تهمس بقصص الألم والمعاناة، لتُذكرالبيوت المدمرة، والأسواق المهجورة، كل من يراها بأهوال ما خلفه العدوان الإسرائيلي الغاشم على مدار 365 يومًا. اقرأ أيضًا| الحرب على غزة | قصص من قلب القطاع بعد عام من المعاناة عامٌ من الدمار.. أثر الحرب على غزة مرّ عام كامل منذ أن اندلعت حرب غزة في 7 أكتوبر الماضي، حيث شنّت الفصائل الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى»، في الداخل الإسرائيلي، وبعدها بدأ العدوان «حربًا» دمرت وخربت القطاع وشردت عائلات بأكملها، وأزهقت أرواح الأبرياء، وألقت بظلالها الثقيلة على كل جوانب حياتهم. تظهر آثار الحرب على غزة بوضوح، حيث دُمرت حوالي 70% من المباني، وخلّفت أكثر من 42 مليون طن من الأنقاض، ليعكس هذا الرقم المروع حجم الدمار الذي تعرض له القطاع، مقارنةً بكميات الأنقاض المتراكمة بين عام 2008 وبداية حرب «طوفان الأقصى»، حتى أصبحت اليوم، الأحياء التي كانت تعج بالحياة مجرد «ذكريات مؤلمة». مخاطر الأنقاض.. أعباء إضافية وفقًا لتقديرات الأممالمتحدة، تشكّل هذه الأنقاض خطرًا على السكان المكلومين، إذ تحتوي على قنابل غير منفجرة، بالإضافة إلى السموم والجثث المتحللة التي يبلغ عددها حوالي 10000 جثة، وفقًا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، وكلما زادت مخاطر تلك الأنقاض، تعاظمت معاناة سكان القطاع الذين يعانون من تداعيات الحرب على غزة. وفقًا لشبكة «العربية» الإخبارية، تقديرات برنامج الأممالمتحدة الإنمائي تشير إلى أن تكلفة إزالة الأنقاض بسبب تداعيات الحرب على غزة قد تتجاوز مليارات الدولارات، وأن العملية ستستغرق سنوات، فعلى سبيل المثال، بعد حرب غزة عام 2014، تم إزالة 3 ملايين طن من الركام، ما يشير إلى صعوبة التغلب على آثار الحرب الحالية. اقرأ أيضًا| «كارثة في انتظار الانفجار».. آلاف القنابل غير المنفجرة تهدد حياة أهالي غزة التكلفة المالية.. عبءٌ يثقل كاهل المستقبل وبعد مرور عام من الحرب على غزة، فإن تقديرات الأممالمتحدة تشير إلى أن عملية إزالة الأنقاض ستنطلق من مدينة دير البلح بمشاركة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، لكن القيود الإسرائيلية تشكّل تحديات كبيرة، وإعادة بناء المساكن ستستغرق من 7 إلى 10 سنوات إذا توافر التمويل اللازم. في ختام هذه المعاناة، تبقى حرب غزة جُرحًا غائرًا في وجدان الشعب الفلسطيني، لكن مع كل معاناة وتحدٍ، يظل الأمل قائمًا بل ومُتجذرًا في قدرة هذا الشعب على النهوض مُجددًا، حيث يتطلع أهالي غزة إلى «غدٍ أفضل» تشرق فيه شمس السلام، حيث تعود لهم ديارهم، وتُزال آثار الحرب التي طالما عانوا منها... اقرأ أيضًا| عام من الحرب على غزة| كيف رسم الصراع خريطة الاستيطان الإسرائيلي