في قلب القطاع المنكوب، تتواصل القصص التي تحمل في طياتها أوجاع عامٍ كامل من المعاناة، بسبب شريط الحرب على غزة الذي لا يتوقف عن حصد أرواح الأبرياء. بينما يُحاصَر الأطفال والنساء في دائرةٍ لا نهاية لها من العنف والدمار مع استمرار الحرب على غزة، تتحدث قصص عن أمهات يتشبثن بالأمل، وآباء ينقشون مستقبلا من وسط الركام.. وأطفال يرسمون أحلامهم على جدرانٍ انهارت تحت وطأة الحرب، عامٌ كامل من الصراع الدامي والحصار الخانق، بات القطاع مسرحًا لأحداث تحاكي الكوارث الإنسانية الكبرى. اقرأ أيضًا| عام من الحرب على غزة| كيف رسم الصراع خريطة الاستيطان الإسرائيلي؟ قصص ليست مجرد سرد لأحداث مأساوية، بل هي شهادة حية على قدرة الشعب الفلسطيني على التحدي والبقاء، رغم الجراح التي لم تندمل بعد، وحتى بعد مرور عام من الحرب على غزة، ما زال يقف أهالي القطاع كجدارٍ صلبٍ في وجه الحرب التي أكلت من روحهم الكثير والكثير. رحلة النزوح المتكررة.. ألم لا ينتهي أحد النازحين من غزة يروي معاناته قائلا: "نزحت من منزلي في بيت لاهيا بين 8 إلى 9 مرات حتى وصلت إلى معسكر جباليا"، مشيرًا إلى أن كل عملية نزوح كانت تختلف عن سابقتها، تاركة وراءها أثرًا نفسيًا عميقًا بسبب تداعيات الحرب على غزة المستمرة. واستذكر النازح ذاته، كيف انتقل من منزل أقاربه إلى مؤسسة للمعاقين في جباليا، حاملا معه متاع أسرته، قائلا: "كنت مسؤولًا عن والدتي وأخواتي، وكان عليّ أن أؤمن لهم مأوى"، عاشت الأسرة ألم النزوح المتكرر بسبب حرب غزة، وأصبح كل مكان جديد محطة من محطات المعاناة التي لا تنتهي. «قلق دائم»| الخوف من المجهول يُتابع النازح واصفًا شعوره بالذعر المستمر: "فكرة ترك المنزل والذهاب إلى المجهول هي في حد ذاتها معاناة لا توصف، الخوف من عدم العودة إلى الديار بعد الحرب على غزة التي لا تزال تداعياتها مستمرة حتى بعد مرور عام هو شعور يلازمني دائمًا". معاناة النساء في النزوح.. بين الخوف والحرمان أعربت إحدى النساء النازحات، عن معاناتها لشبكة «العربية» الإخبارية بقولها: "عندما نزحنا خلال فترة الحرب على غزة، قام الاحتلال بتفتيشنا ورمى جزءًا من أغراضنا، حتى الملابس"، وتضيف: "بينما كنا نسير نحو مناطق النزوح، كنا محاصرين بقيود إسرائيلية مشددة، لكن بعض الناس قدموا لنا المساعدة بخيامهم". اقرأ أيضًا| الحرب على غزة| الصدمات تترك أطفال القطاع عاجزين عن النطق النزوح في غزة.. مشاهد مروعة قال نازح آخر تذكر رحلته الأولى داخل القطاع خلال فترة استمرار حرب غزة: "نزحت أكثر من مرة سيرًا على الأقدام لمسافات طويلة وسط مشاهد مروعة على الطرقات"، وزادت القيود الإسرائيلية من صعوبة النزوح، وزرعت الرعب في قلوب الأطفال والعائلات، ما جعل كل رحلة أكثر خوفًا وقسوة من سابقتها. بين ألم النزوح ومشاهد الرعب التي لا تُنسى، اختتم النازح حديثه قائلا: "مع كل نزوح جديد خلال فترة حرب غزة التي لا تزال تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، تضاعفت الأعباء وتزايدت متطلبات الحياة، رغم ذلك، حاولنا الصمود وسط الظروف القاسية التي فرضتها الحرب على غزة طوال عام كامل". لتبقى قصص النازحين في غزة شاهدة على قوة تحمل أهاليها المكلومين في وجه حرب غزة، حربٌ مزقت روحهم، وتجذرت في ذكرياتهم، ولكنها لم تضعف عزيمتهم، هؤلاء الناس، الذين عانوا من الفقد والتهجير، في انتظار غدٍ يحمل الأمل والعودة للديار، لكتابة فصول جديدة من السلام، مؤكدين أن الأمل يمكن أن ينبت حتى في أحلك الظروف.