عبرنا القناة ورفعنا علم مصر.. قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف.. إسرائيل فى ذهول.. قواتنا تتقدم وتأسر وترد الهجوم المضاد.. هذه بعض من ما نشيتات الصحف المصرية القومية الثلاثة التى طالعها جماهير الشعب المصرى فى صبيحة السابع من أكتوبر 1937 وما تلاه من أيام أعقبت انطلاق حربنا التحريرية المقدسة فى السادس من أكتوبر التى أذقنا فيها العدو مرارة الهزيمة وقدمنا دماء غلمان عصابات جيشه النجسة قربانًا على مذبح استعادة الكرامة العربية.. حرب مهولة عظيمة بتفاصيلها، مجيدة بأيامها ولياليها التى احتشدت فيها كل صور ومشاهد بأس الرجال وإصراراهم على أحد الهدفين الأسمى النصر أو الشهادة، معارك رهيبة كانت عناوينها الرئيسية الدم والنار والتخطيط الرفيع والتنفيذ الدقيق لكل مهام الحرب، حرب فاقت بواقعها كل خيال حتى إن المصريين توقفوا فى أيامها ولياليها عن النوم ترقبًا لنبأ مهم ربما يأتيهم فى دقيقة ما من آناء الليل وأطراف النهار. 51 عامًا مرت على انتصار أكتوبر وبعدها الأكاديميات والمعاهد العسكرية العالمية تتدارس خطط عملياتها وكيف تمكنت بها القوات العربية صاحبة التسليح الأضعف من قهر جيش الصهاينة صاحب الترسانة الأعتى والأكثر تقدمًا وقوة ليس فى المنطقة وحدها وإنما من بعد القوى العظمى الأشد تجبرًا والتى كانت تدربه وتموله وتسلحه بأحدث وأفتك ما لديها من آلة الحرب. سنوات كثيرة مرت منذ انتصرنا وعرفنا فيها أننا لم نكن وأشقاؤنا فى سورية نحارب وحدنا وإنما أسندتنا وأسندتنا بلاد عربية أهمها الجزائر وليبيا والعراق بالسلاح والمال وبلاد صديقة منها روسيا التى أمدتنا بالسلاح الذى مكننا من النصر وإلى جانب كل هؤلاء كان هناك الدعم الدبلوماسى الدولى من أصقاع الأرض من بلاد الأحرار التى آمنت بسعى مصر فى زمن ناصر للحرية وبالحقوق العربية. الأهم من كل هذا هو مصر التى قدمت لقواتها المسلحة خيرة عقول أبنائها من قادة وضباط وزهرة شبابها جنودًا مقاتلين صناديد أولى بأس شديد. عن أكتوبر لا سطور تكفي.