تحل غدا ذكرى أغلى وأمجد الأيام فى تاريخ الوطن، الذكرى 51 لانتصارات السادس من أكتوبر 1973، ففى ذلك اليوم عبرت قواتنا المسلحة الباسلة قناة السويس وحطمت خط بارليف الحصين، لتنتصر مصر على اليأس والهزيمة، وتعبر إلى آفاق الأمل والنصر.. إلى رحاب العزة والكرامة والفخر. فى السادس من أكتوبر 1973 كسرت قواتنا المسلحة الباسلة غرور العدو، وحطمت أوهامه فى قوته المفرطة، وحولت ذلك الغرور إلى ذل وهوان، بعد أن شاهد نقاطه الحصينة تسقط الواحدة تلو الأخرى، كما رأى خط بارليف الذى كان يعتبر معجزة عسكرية وهندسية ومن المستحيل اقتحامه حتى لو بالقنابل الضخمة أو بأى معدات أخرى يسقط ويتهاوى أمام خراطيم المياه، وهى الوسيلة التى فكر فيها احد ضباط الجيش المصرى. كما شاهد قبل ذلك قواتنا الباسلة وهى تعبر إلى شرق قناة السويس، التى كانت تعتبر مانعا مائيا من المستحيل اجتيازه بسبب تواجد قوات العدو فى الناحية الشرقية، بخلاف مواسير النابالم التى يمكن للعدو أن يحول من خلالها القناة الى بركان نيران.. لكن عزيمة وشجاعة جنودنا البواسل قهرت كل هذه الموانع والمستحيلات، خاصة انهم نفذوا بدقة خطط وتكتيكات قادتهم بالجيش، فكان النصر حليفا لخير أجناد الأرض. فى ذكرى انتصار السادس من اكتوبر المجيد يقفز الى الأذهان بطل الحرب والسلام محمد أنور السادات رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، الذى خطط للنصر بدقة وحنكة، الذى استعاد الأرض المقدسة التى اغتصبها العدو فى حرب الخامس من يونيو 1967.. البطل الذى لم يكتف بالنصر العظيم، بل واصل نضاله حتى استعاد سيناء كاملة بعد جولات مفاوضات شاقة مع العدو. ومن الجميل أن تتزامن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة مع الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية، وهو الاحتفال الذى شهده الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشقيقه الشيخ محمد بن زايد رئيس الإمارات، وهو الحفل الذى يؤكد أن معين قواتنا المسلحة الباسلة لا ينضب، وأنها تواكب كل جديد فى العلوم العسكرية، وأنها جاهزة وقادرة على ردع من تسول له نفسه الاقتراب من أرض الوطن.