لحظات العزة والفخر، يعيشها ويشعر بها الشعب المصري، كل عام خلال تلك الفترة، التي تواكب الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر، الحدث الذي يفخر به كل مصري، على مر الأجيال، وتبقى دائمًا ذكرى النصر راسخة في أذهان المصريين، لما حققه رجال القوات المسلحة البواسل، من بطولات وانتصارات، أعادت الحقوق لأصحابها. ◄ فرحة النصر بمشاعر الوطنية، عاش الشعب المصري فرحة النصر، عقب هزيمة العدو الإسرائيلي المتغطرس، في حرب أكتوبر 1973، واستطاع أبطار القوات المسلحة، سحق جيش الاحتلال، في مشاهد بطولية تعكس قدرة وصلابة الجيش المصري، الذي لا تستطيع أي قوة أن تقهره، ليس لقدراته التسليحية، وإنما لعزيمته وإيمانه، بأن يد الحق هي من تنتصر دائمًا. ◄ غنائم حرب أكتوبر استطاع الجيش المصري العظيم، أسر عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي، والتحفظ على أسلحة ومعدات، والتي يطلق عليها «غنيمة حرب»، وفى السادس من ديسمبر عام 1973، احتفل الشعب المصري بافتتاح معرض «غنائم حرب أكتوبر 1973». تزامن افتتاح المعرض، مع احتفالات الشعب المصري بالنصر العظيم، في معركة الشرف، وامتزجت مشاعر المواطنين الفرحة بالدموع، وهو يشاهدون بطولات أبنائهم على جبهة القتال، ويترحمون على شهداء الوطن الأبطال، الذين ضحوا بأرواحهم من أجل إعلاء راية الوطن. اقرأ أيضا| بين أكتوبر 1973 وأكتوبر 2024.. الدرس الأكبر أن يكون لديك جيش وطني قوي أقيم معرض الغنائم، في منطقة الجزيرة وسط القاهرة، وافتتحه المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، وسط احتفالات وفرحة غير مسبوقة. ◄ المشير وعبدالعاطي ولم تكن لحظة الافتتاح رسمية بحتة، كالعادة في مثل هذه المناسبات، بل غلب عليها الطابع المصري الأصيل، الذي يعظم أبنائه، ولا يفرق بين صغير وكبير، فأثناء دخول المشير أحمد إسماعيل ساحة المعرض، توقف فجأة أمام أحد الجنود، وسط ذهول الجميع، وظل يشد على يديه، ويتبادل معه الحديث، وعلى وجهه ابتسامة عريضة. لحظة الافتتاح كانت بمثابة إنكار للذات، وتعكس مدى القوة والبساطة، التي يمتع بها قادة الجيش المصري العظيم، عندما فاجأ المشير أحمد إسماعيل الحضور، بحملة لا يستطيع أحد ممن حضر تلك اللحظة نسيانها، عندما مد يده بالمقص قائلًا: «اتفضل قص الشريط أنت يا بطل»، وكان هذا البطل هو الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي، الذي لقب ب «صائد الدبابات الإسرائيلية»، والذى نجح في تدمير 23 دبابة، خلال حرب أكتوبر بمفرده، فأكبر إنجاز تم تحقيقه، هو ما قام به جندى روسى فى الحرب العالمية الثانية من تدمير سبع دبابات فقط. ◄ أنشودة نوح مراسم افتتاح المعرض لم تكن عادية، إنما توصف بالأسطورية، وسط حالة من البهجة والسعادة لآلاف من المصريين، ممن شهدوا مراسم الاحتفال، وفيها وقف صاحب الصوت الوطني الراحل «محمد نوح» وفرقته، ينشدون أغنيته الشهيرة «شدى حيلك يابلد»، وبحماس أروع تردد خلفه الجماهير مقاطع من الأغنية التى طلب الجمهور إعادتها أكثر من 10 مرات، والجماهير تردد بأعلى الصوت «يا بلدنا سيبك من الدموع، يلا أقلعي توب الخضوع.. مدد مدد شدى حيلك يابلد إن كان فى أرضك». وأعلى المسرح بجوار الفرقة، وقف جندي عائد من الجبهة، أصيب وقطعت قدمه في حرب أكتوبر، يرقص بعكاز، وبقدم واحدة على أنغام الأغنية، التى ستظل مع هذا المشهد البديع محفورة فى قلوبنا وعقولنا. ◄ زفة شعبية فرحة النصر بين أبناء الشعب المصري، اكتملت بعودة الأبطال من جبهة القتال، واستقبلهم الشعب ب «زفة شعبية» شارك فيها ملايين المواطنين، بداية من محطة مصر، وعرباتهم العسكرية، وحتى دخولهم منازلهم، في مشاهد لا تنسى، تعكس تقدير الشعب لما قام به الأبطال من تضيحات وبطولات من أجل استعادة الأرض الغالية.