هل ما قامت به إيران مسرحية لحفظ ماء الوجه، أم أنها طرف رئيسى فى المعركة التى تتلاحق أحداثها منذ أكتوبر الماضي؟ هل قدم الخمينى إسماعيل هنية ، وحسن نصر الله، وعدد من قادة الحرس الثوري، كقربان للأمريكان من أجل رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، وغض الطرف عن مشروعها النووي، أم أن الاغتيالات بهدف الانتقام منها وترويعها؟ هل تعتمد طهران على أذرعها العسكرية فى المنطقة (حزب الله، وحماس والحوثيين) كأوراق ضغط بالنيابة عنها دون أن يصيبها أذى، أم أنها فاعلة فى الصراع وهى تقوم بالأصالة عن نفسها بتوجيه ضربات صاروخية إلى الأرض المحتلة؟ إجابتك عن هذه الأسئلة سوف تحدد بدقة من الذى نجح فى احتلال رأسك، وتمكّن من إدارته، وضمك إلى صفوفه. الحروب الدائرة الآن هى حروب سرديات، لأن السلاح العسكرى الإسرائيلى ببساطة أثبت فشله الذريع فى حسم المعركة على مدار كامل. نتنياهو فى مأزق، غير قادر على إعادة الأسرى، أو القضاء على المقاومة، ويحاول بشتى الطرق الحصول على انتصار وهمى يضمن له البقاء فى مقعده، ومستعد لإحراق العالم من أجل تحقيق أهدافه الشخصية. الآلة الإعلامية الصهيونية تعمل طيلة الوقت على تمرير سردياتها، ومنع السرديات الأخرى من الظهور، تستخدم منصات السوشيال ميديا لقمع الآراء المخالفة، وتضليل رواد مواقع التواصل واستقطابهم. لديك عقل نقدى من المعيب أن تغيبه، لا تعتمد على مصادر مزيفة، لا تكتفى بالمعلومة من مصدر أنت أول من يعلم من يقف خلفه، لا تنظر إلى الصورة من زاوية واحدة، لا تتورط فى نقل سردية كاذبة، حتى لا تكتشف بعد فوات الأوان أنه تم تجنيدك - دون أن تدرى - لصالح عدوك!