بالتزامن مع مرور عام على اندلاع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس فى قطاع غزة، دخلت التوترات فى الشرق الأوسط مرحلة هى الأقرب إلى حرب إقليمية شاملة، خاصة بعد هجوم إيران الصاروخى على إسرائيل يوم الثلاثاء الماضى، وهو الثانى فى غضون ستة أشهر، وترقب العالم والمنطقة تحديدًا لرد هددت إسرائيل بأنه سيكون مدمرًا. وفيما انتشرت تقارير بعد الضربة الصاروخية الإيرانية لإسرائيل تؤكد أن إسرائيل ستشن ضربات قوية ضد أهداف فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، حذر كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئي، من أن إيران قد تضطر إلى صنع أسلحة نووية إذا هددت إسرائيل وجودها. وقال «لم نتخذ قرارًا بصنع قنبلة نووية، لكن إذا تعرض وجود إيران للتهديد، فلن يكون لدينا خيار سوى تغيير عقيدتنا العسكرية». اقرأ أيضًا | ليست «مسرحية» والحرب الإقليمية تتوقف على رد فعل نتنياهو ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مسئول سابق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية قوله إن إيران قد تمتلك 10 رؤوس نووية بحلول أبريل المقبل، مشيراً إلى أن الصواريخ التى أطلقتها طهران، الثلاثاء الماضي، على إسرائيل يمكن تعديلها لحمل رؤوس نووية. وقال أولى هاينونن، نائب المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه رغم تأكيدات إيران حول أن برنامجها النووى مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ودولًا غربية أخرى، ترى أن ذلك البرنامج ليس سوى واجهة لتطوير الأسلحة. وأضاف «هاينونن» أن المسئولين فى إيران أشاروا إلى أنهم غيّروا عقيدتهم الدفاعية بطريقة تشير إلى «نعم، يمكننا أن نفعل ذلك -التحول للسلاح النووي- إذا لم نحصل على ما نريد». وأشار المسئول السابق، الذى أشرف على جهود الوكالة الدولية لمراقبة واحتواء البرنامج النووى الإيرانى فى الماضي، إلى أنه عبر استخدام الأسلحة النووية، فإن الإيرانيين «سيخوضون مخاطرة هائلة»، لافتًا إلى أنه من المرجَّح أن يستخدموها ورقة مساومة وتهديد أمام الغرب. وأكد: سيتعين على الرئيس الأمريكى أن يفكر فى وجود احتمال ضئيل لاستخدام هذه الأسلحة، وعليهم -الأمريكيين- أن يكونوا مستعدين لذلك. كما أشار هاينونن إلى أن منشآت الطرد المركزى الإيرانية عادة ما تكون مدفونة تحت مناطق جبلية، وتحميها قوات من الجيش ومنظومات لصواريخ الدفاع الجوي، واصفًا ضرب المراكز التى تخصب اليورانيوم منها فى مفاعلات «نطنز» و»فوردو» بهجوم مباشر بأنه تحدٍ «قد يؤدى إلى نتائج محدودة». ورأى محللون أن انفجار صراع كبير فى المنطقة من شأنه أن يرفع أسعار النفط أعلى بكثير من 100 دولار للبرميل، وربما حتى فوق 150 دولارًا مما سيدفع الولاياتالمتحدة للضغط على إسرائيل ومحاولة كبح جماحها فى الرد المرتقب. وأكد الخبراء : «إن إيران يأتى منها حوالى 1.5 ٪ من نفط العالم، وهو ما قد لا يبدو مؤشرًا كبيرًا. لكن إذا لم تعد إيران قادرة على تصدير النفط، فسيكون لديها حافز أقوى بكثير لضرب أماكن أخرى، ومحاولة إغلاق مضيق هرمز، حيث يمر حوالى 21 ٪ من نفط العالم». ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الوضع الراهن قائلة: «ربما جاءت أخطر لحظة فى تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حرب الصواريخ الباليستية، والتى يمكن أن تؤدى إلى مواجهة تضم دولاً أخرى، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة». وتحدثت تقارير أمريكية عن أن إسرائيل تجرى منذ أشهر تعديلات على طائرات إف 35 استعداداً لأى ضربة محتملة على مواقع نووية إيرانية، من أجل رفع قدراتها إذا ما قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن إسرائيل أضافت إلى قائمة أهداف الرد، اغتيال المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمنى إسرائيلى رفيع قوله إن الإجراءات الحاسمة ضد القيادة الإيرانية، بما فى ذلك القضاء على المرشد الأعلى على خامنئي، يجب أن تكون ردًا على الهجوم الصاروخى على إسرائيل، مشيرًا إلى ضرورة «توقع هجمات على المراكز الحكومية وربما تدمير شخصيات مثل خامنئي». ودعا المسئول أيضًا إلى تقويض الاقتصاد الإيرانى من خلال ضرب المنشآت المرتبطة بقطاع النفط والغاز والاتصالات والمصارف إضافة إلى المنشآت النووية.