طارق الطاهر كثيرون منا يبدون إعجابًا شديدًا بالسير مجدى يعقوب، الذى ارتبط اسمه لدينا خلال السنوات الأخيرة، بمركز أسوان للقلب، الذى تديره مؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب - وهى مؤسسة غير ربحية - وقيامه مع فريقه الطبى بإنقاذ حياة أطفال يعانون من «وجع القلوب». لكن مَن مِنا تتبع سيرته، وعرف خباياها وأسرارها، ولماذا قرر وهو ابن السنوات الخمس أن يكون طبيبًا متخصصًا فى أمراض القلب؟؛ عقب تلقيه نبأ وفاة عمته متأثرة ب «روماتيزم فى القلب»، ومعاناته النفسية الكبيرة، التى حَوَّلها لطموح جارف، أوصله وهو ابن الحادية والعشرين من عمره، ليُكرَّم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بمناسبة تفوقه بكلية الطب؛ هذا التفوق الذى لازمه طيلة حياته، التى لم تكن مفروشة بالورود، بل شاقة بكل ما تعنى الكلمة، فقد أراد أن يغير «القلوب المتعبة» ويجعلها «قلوبًا رائقة». خاض يعقوب تجارب علمية كثيرة، ولقاءات إنسانية أكبر؛ لذا كان محط إعجاب وتميز لكل من اقترب منه، هذه السيرة التى كتبها بالإنجليزية سيمون بيرسن وفيونا جورمان، وقدمتها مارى آرتشر، ببراعة شديدة، حينما أجملت صفاته فى سطور قليلة: «عبقرى، مغامر، طبيب ملهم، جراح قلب رائد، عالم صاحب ريادة فى الطب الحيوى، صديق رؤساء وملوك ووزراء وفقراء وبائسين، حاصل على قلادة النيل، وزميل الجمعية الملكية، وحاصل على وسام الاستحقاق، وهو على رأس ذلك كله ذو أعمال إنسانية عظيمة»، فى حين ركز جيفرى آرتشر - فى الكتاب نفسه - على دلالات اسم صاحب السيرة فى العالم قائلًا: «إن مجدى يستعمل اسمه ومكانته لدعم العمل الخيرى، وهذا مكر جميل، لا أعتقد أنه يستعمل اسمه ترويجًا لشخصه فهو على استعداد لأن يعمل على عربة يدوية إن كان فى ذلك عونًا لعمله الخيرى». من هنا تستحق مكتبة الإسكندرية والدار المصرية اللبنانية الشكر لإصدار الطبعة العربية لهذه السيرة المتميزة، التى تحمل عنوان «مذكرات مجدى يعقوب جراح خارج السرب»، وقد نقلها للعربية بحرفية شديدة المترجم أحمد شافعى.