اعترف بأنى فى سنوات مراهقتى وشبابى وصدر الرجولة وربما حتى اقتربت من سن الأربعين كنت ذاك الرجل الذى على إيمانه اليقينى الموروث، صاحب الضمير المعتل والنفس الأمارة بالسوء. مرحلة هى الأسوأ فى حياتى لا شك تلك التى أقدمت فيها بغيرما اكتراث لشيء هى مرحلة أنظر إليها اليوم وقد اقتربت من الستين بشديد الندم ويتملكنى الخوف من العقاب الإلهى وأجفل كلما تذكرت شيئا منها وإلى حد أنى صرت أخاف الذكرى نفسها. الذى حدث لى ومعى وكنت قد سئمت نمط الحياة التى أعيش أنى بدأت بإيقام الصلاة التى كنت أهمل وأغفل عنها فى بداية رحلتى مع الصلاة لم أكن منتظمًا وكنت اقترف الآثام بين حين وآخر ولكن كان هناك متغير رئيسى هو أنى وجدت نفسى أخجل من أداء الصلاة وأحجم عن الاقتراب منها كلما أتيت الحرم إذ لم أكن أجسر على الوقوف بين يدى الخالق وأنا هذا الشخص العاصى الملوث. تدرجًا أبعدتنى الصلاة عن الفواحش كلها وتدريجيًا بدأت بالانتظام فى أدائها حتى صرت أؤدى الفروض الخمس فى البداية كانت صلاتى واجبًا يثقل فى حالات ثم تحولت إلى مقبل على الصلاة وبعدها مشتاق إليها وإلى أن أقف بين يدى ربى فيما بين الفرض وما يليه. غيرتنى الصلاة وحولتنى إلى شخص آخر يحسب حساب كل فعل وحتى قول، ولحد أنى أخالها طهرتنى كثيرًا وجعلت منى شخصًا أفضل كثيرًا فى تعاملاته مع الناس، ومواقفه من الحياة ونظرته إلى الدنيا بكل ما فيها. اليوم أنا أعلم أنى وفى القسم الأخير من حياتى لم أقترف كبائر استحق عنها عقابًا، وإن بقيت خشيتى من اللمم، واليوم حتى وأنا أحادث الأصدقاء أخاف أن أقع فى خطيئة الحديث عما اقترفت وحتى مشاركتهم فى اجترار ذكريات عن ماض صرت أبغضه، واليوم كثيرًا ما يعترينى الرعب من يوم الحساب، لكن ما يحد من روعى يقينى بأن الله الواحد الأحد الرحمن الصمد غفور واسع المغفرة رحيم رفيق بعباده، وأنا طامح طامع فى رحمته عز وجل.